عوني وتد
أيها التاريخ المُثقل بالملاحم والأساطير، أيتها المعلقات والمزامير! حطّموا رماح العبسيّ ،كسّروا نبال الهلاليّ ،اغمدوا سيف الزير! حطّموا ألواح خرافاتكم الباليه،هشمّوا أنصاب بطولاتكم الواهية، خذوا ريشة من جناح طفل هاشميّ، وانقشوا التاريخ بمسك الشهيد.
تاريخ أحفاد المثنى وصلاح الدين،تاريخ الخندق والقادسية وحطين.
واغزتاه !! لله درك يا أماه، أتصدحين بالنشيد، وترددين الزغاريد! وأميرنا يلاقي التهديد والوعيد؟ قالوا: ” اذبحوه من الوريد إلى الوريد”! ففرَّ أميرنا ونأى ..يا حسرةً لمن يخاف ميتة، بكى لأجلها ابن الوليد.يا حسرة لأميرٍ لقيطٍ، خالي وِفاضَ الرجولة بليد.
” يا أمي فراق خِلاني تعب ناي//عن دْروب الذّل يا خلي تُبْناي//حسبتك عباس تبر! تاريك تِبْناي // بعت ربعك بعود الحطب.// غزه ما تحب البخل والشُح//ولا تقنص أفراخ البوم والشوح //عباس اليركض ورا العفنات ويشوح//صابك مثل نطّات الغراب”.
لله دَرُّكِ يَا غَــزَّةَ، أَتُزَغْرِدِينَ ؟؟
أيتها الأم ألغزيّه الصابرة، يا سحابة الكرامة والصمود ! أمطري علينا من غيثك المبارك مطرا، يغسل أدران الذل عن نخوة عروبتنا .أغيثينا زلالاً صيباً ،يزيل الوهن عن رجولتنا. أماه ! ليتني في يمناك سبحة، تلقنينني الصبر مع نفحات الدعاء، ليتني في يسراك منديلا تعطرينني بالمسك والحناء.دعيني أجثو عند قدميك ألتمس الوفاء، أقبل خطاك صبحَ مساء.
التقط حبات دموعك لأزين بها أطراف الكوفية،اسطر من زغاريدك معلقة النصر الذهبية.
” يا غزه ألعزه ما بين عظماي // وطفلك دق لحمي فوق عظماي//حق البيت واللي بيه عظماي // انتو ألكرامه وفخر العرب//مثل الرميم خلوني على حال // غدير وشح يا ميه على حال//أتذكر عاد يا قلبي على حال // الوطن والولف وفراق لحباب”.
لله دَرُّكِ يَا غَــزَّةَ، أَتُزَغْرِدِينَ ؟؟
لله دَرُّكِ يَا غَــزَّةَ، أَتُزَغْرِدِينَ ؟؟
كفكفي الدمع يا أماه! وهيهِ الزغاريد بعيداً عن مسامع العرب،وخلف أسراب العرب،هيهِ هناك.. في باحات الاونوروا وساحات الفاخوره ،بين أنقاض المساجد والمخيمات المقهورة . لله درك يا أماه، يا حفيدة الخنساء وابنة الأزور، يا سوراً صدّ الحصار فتقهقر،يا صرخة حجبت دويّ المدافع الله اكبر.. الله اكبر، ما بالك تنوحين وتدمعين؟أبأشباه الرجال تستنجدين؟ أبأموات الأحياء تستغيثين؟ كفكفي الدمع وهيهِ للمجد القصائد! لملمي بيديك حطام المدارس والمساجد!
فولاة أمورنا، وزمر علماؤنا، هبوا بالأمس لنصرة بوذا ،وانتفضوا لتحطيم الأصنام ،عجباً أيها الحاكم والأمام،تنتفضان لنصرة هُبَلٍ والعزى،وتتجمد نخوتكما عند نصرة أطفال غزه!
” أبات الليل ع الخلان أدوّر//حزين وف بلاد العرب أدوّر//ساعة أنام وساعة أقوم أدوّر// وساعة أقول هون كانوا لحباب//سريت بليل والعربان ما دروا بي//قطعت جبال وأكثرهن دروبي//لو إني ادري المنايا ع ألدروبي// قبل ما مشيت ودعت لقراب.”
لله دَرُّكِ يَا غَــزَّةَ، أَتُزَغْرِدِينَ ؟؟
زغردي يا أماه للمؤتمرات والقمم ! زغردي لمن جاء يبغي الرجولة من العدم، زغردي لمن يلوح بشعار العجم، ويسجد لهيئة الأمم..لله درك يا أماه ! لا تعيبين علينا مؤتمراتنا ..بل عيبي على الرجولة إن جاءت من لمم.أبشري يا أماه ! فغدا سيعلو النصر من قلاع جرش، ومن حانات الهرم، وستزحف جيوش النخوة تحت لواء هيفاء العرب وابنة العجرم.
لا تقولي جنًّ وليدي ! وغدا مثل أقوامه ينوح في كل مأتم، فقد علمني صمودك يا أماه..
أن أكون مجنوناً تائهاً،خير من مليارٍ ونصف المليار، أصمّ أبكم!