واصلت سوريا اليوم، عبر صحفها الرسمية، انتقادها للدول العربية التي توصف بالاعتدال، بسبب موقفها من قضية غزة، رغم المصالحة التي عقدت في مؤتمر الكويت بين السعودية ومصر من ناحية وسوريا من ناحية أخرى. وقالت صحيفة “تشرين” الحكومية السورية الصادرة اليوم إن السبب الرئيسي الذي ساقه “عرب الاعتدال لرفض الدعوة إلى القمة الاستثنائية التي وجهتها سوريا وقطر من أجل غزة، هو أن القبول بعقد القمة الاستثنائية سيعني قرارا مباشرا بإلغاء القمة الاقتصادية المقررة في الكويت”.
وأضافت “لم يمض يومان على هذا الكلام، حتى تمت الدعوة في الليل لقمة خليجية تعقد في الصباح دون تحضير، أو حتى انتباه”.
وأضافت الصحيفة أن “العبرة في هذا، أن القرار السياسي في هذا المستوى من المسئولية الأولى لقادة يفترض أنهم يحملون أعباء أمة في أدق لحظات تاريخها، يعيشون فراغ المؤسسة، وكلما تحدثوا كانت اللازمة التي تصم الآذان، هي أن مؤسسة القرار العربي تتابع مسئولياتها”.
وكانت الصحافة السورية شنت حملات متواصلة على الدول العربية المتعدلة الاعتدال، وخاصة مصر، بسبب ما سمته “الموقف المتخاذل تجاه قضية غزة”.
لكن مراقبين توقعوا أن تهدأ الحملة السورية على مصر والسعودية بعد مبادرة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز للمصالحة مع سوريا خلال قمة الكويت الأسبوع الماضي.
وأضافت الصحيفة أن “أحد الزعماء القادة في قمة الكويت، في إشارة إلى الرئيس المصري، قال إن معبر رفح فتح منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، ونسي أنه وقف يحاضر فينا على شاشات التلفزيون عن استحالة فتح معبر رفح، لأن الاحتلال صاحب حق في أن يعرف ماذا يمر من هذا المعبر، طبعا لم ينس الزعيم في المرتين أن يتحدانا بعدم المزايدة”.
وتساءلت الصحيفة “أين هي المؤسسة إذن؟ ، ومضت تقول :”فقد ظهرت الدول التي تقود ما يسمى محور الاعتدال ضائعة في هذه المعركة، عاجزة عن صناعة خطاب سياسي قادر على الصمود ليوم واحد، وأضعف من أن تقيم الرابط بين خطاباتها المتغيرة ولو بحدود حفظ ماء الوجه، بل إن دولا عرفت بدقة حساباتها، ودرجة تماسك مرجعية الصناعة السياسية فيها، مفككة فيما بينها والأخطر متفككة على ذاتها “.
وتابعت “بينما بدت دول قمة الدوحة على رأي رجل واحد، كالبنيان المرصوص في خطاب متماسك من اليوم الأول للعدوان حتى نهاية الحرب، وبدت دولها من قائدها إلى وزرائها ومستشاريها مؤسسة سياسية حية متفاعلة، ترسم السياسة وتواكبها بالمواقف وتشرحها وترد على التحديات بحضور يكتب لها.