بقلم : صالح صلاح شبانة
العراق بتعدد مشاربه العقائدية صار وبالاً على نفسه وعلى الأمة الذي ينتمي إليها ، بعد أن فقد القيادة الواعية التي أعطته سيادة استثنائية تاريخية ، خرَّجَت أمة واعية متعلمة مثقفة ، نعمت بالأمن والأمان والقوة والاستقرار ، والسيادة الحقيقية ، كانت جسورها مع أمتها العربية جسور قوية مبنية على أساس الثقة والمسؤولية التاريخية ، وقد حملت المهمة على ما يرام ، ونال العربي حقه من التعليم والثروات الهائلة التي حبا الله بها عراق الأمة .
إن الذي ينكر القيادة العراقية الماجدة التي سقطت تحت جنازير الاحتلال ، وطعنات الغدر من أبناءها الذين باعوا للشيطان قيادة مخلصة لأمتها ،للأحتلال الذي كان يتصيد الفرصة لاقتحام العراق وكسر شوكته وإذلال الأمة التي تتوق إلى الحرية والسيادة .
كانت مأساة العراق أنه بلد غني بكل شيء ، بالحضارة الضاربة في جذر التاريخ ، باحتياطي هائل من النفط ، بإرث تاريخي عظيم يمنحه قوامة ، فبغداد الرشيد عاصمة العلم والنور امتدت وأخذت أوجها في حكم الشهيد صدام الذي وقف قلعة شامخة في وجه أعداء الأمة ، ذلك أنه فهم جدا مآربهم الخبيثة بالسيطرة على ثروات العراق بعد أن سيطروا على كل مقدرات العرب ، ولم تعد الأمة العربية أكثر من حجارة على رقعة شطرنج تتحرك بأيدي الآخرين ، وها هو المارد العراقي ينزف ماء وجهه ودم وريده ،وأهله يوقظون الفتن النائمة وينبشون مزابل التاريخ ، مصرين على افتعال الفتن الطائفية والمذهبية، يشحنون دم أبنائهم بالحقد والكراهية والموت ، فيما العدو المحتل يسرق النفط والمتاحف ويطفيء الحضارة التي أضاءت التاريخ نحو خمسة قرون من العراق العظيم .
من الذي أسقط العراق غير أبناءه الذين ارتموا تحت أقدام المحتل ، فأحضروه بأنفسهم وفرشوا له جثثهم ، وسكبوا دمهم بأقداحه ليسكر بنشوة النصر المزعوم ، لأنهم هم من صنعوا له هذا النصر ، وهم من يموتون برصاص البنادق الشريفة ليحيا !!!!!
ومصير البطل صدام الذي رفض أن يكون قائد مخفر أمريكي ، يحكم العراق نيابة عنهم ، فلو قبل ما لاقى هذا المصير هو وأسرته ، ولعاش مثل الذين قبلوا !!
سقط الفارس البطل الشهيد صدام فسقطت كل العروبة من بعده ،فقام القذافي على الفور بتفكيك منشأاته ، وهاهو عمر البشير مطلوبا لعدالتهم ، و(الكل جاييه الدو!!!!!!!!
المحزن حقا أن الشعب العراقي المغيَب والمهمش ، الذي يعيش موت القتل وموت الفقر وموت المذلة والإهانة ، ينشغل بهذه القضايا التافهة ، متناسيا أن سيدنا علي كرَّم الله وجهه أجاب الرومي الذي أراد أن يستغل ما يقع بينه وبين معاوية ، أن لا يغرك ما يقع بيني وبين ابن عمي ، وإننا على استعداد ليتنازل كل منا عما يريد ونرتد عليك ، ويومها سترى !!
اين الشيعي الذي يحمل السني أحداث وقعت قبل ميلاده بألف وأربعمائة سنة ، وايقاذ الفتن المنتنة التي عفا عليها الزمن والجدل البيزنطي والمحتل ينهب العراق !!!
ويحكم ، أي حماقة ترتكبون ؟؟؟؟ وأي ارث تتركون للأجيال القادمة ؟؟
إنكم تطبقون المثل الشعبي ذائع الصيت (جكاره بالطهاره[….] في سروالي). … فعودوا إلى رشدكم قبل أن تورثوا البكاء على العراق للأجيال القادمة ،
كما ورثتم البكاء على الحسين عندما لم تنصروه ، وأسلمتموه بتخاذلكم لعبيد الله بن زياد ، ولا زال الندم يورثكم الدموع حتى إلى ما شاء الله ، فلا زلنا نرجو بكم الخير…..
هل لو كان الشهيد البطل صدام حسين على سدة الحكم يسمح بالمجزرة الرهيبة التي وقعت على أهل غزة العزة ؟؟ وهل كان ينتظر حتى يرتوي اليهود من الدم الفلسطيني الزكي ، ولم تستطع الأمة على اجتماع خجول لطق الحنك ؟؟؟
كان صدام أكبر من ذلك ، وكان العراق ماردا ، ولكنه الآن نائم في غفوة كالغيبوبة ، عن كل أمجاد الأمة لأنشغاله بالفتن الداخلية وبتكسير ارادة منتظر الزيدي الذي قذف الغرور الأمريكي بحذاء ، وأكمل الدائرة عليه ، إذ استقبلوه بنسف برجين , وودعوه بفردتي حذاء ..أي بحذائين .. وهذا العراق العظيم الذي نعرفه ، ونحن ان شاء الله بانتظار القيادة العظيمة التي تعيد أمجاده الخالدة وتعيده الى الحضن العربي الدافيء ، كما ننتظر اعادة القرود امثال حسني مبارك الى أقفاص السيرك ليمارس رقصه أمام سادته اليهود والأمريكان ، فأوباما يعتبر القرود من رموز أصوله الأفريقية ، وسيطرب لحسني لو مارس هذه الطقوس أمامه
قال أوباما ( لا فض الله فوه : سأعيد العراق إلى شعبه ) .. وهل بقي شيء في العراق لم تسرقه أمريكا وإسرائيل ليعود إلى العراق ؟؟
وهل العراق مستعد لأعادة القطار العراقي إلى سكته العربية ليكمل المشوار؟؟
نرجو ذلك ، وأن لا (نجاكر الطهارة بتنجيس السروال) !!!! وان لا تكون الحاطمة عل الأمة