أكد أمين السياسات في “الحزب الوطني الديمقراطي” الحاكم نجل الرئيس المصري جمال مبارك, امس, ان القاهرة لديها خلافات جذرية مع ايران في رؤيتها للمنطقة وفي حل الخلافات العربية, وانتقد بشدة من هاجموا مصر وشككوا بها خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة, متسائلا عما اذا كان سبب المماطلة في الوصول الى التهدئة يرجع الى المحاولات المتكررة لإثبات مواقف او البحث عن دور من خلال هذا الهجوم, كما أكد ان المراهنين على تحريك الشارع المصري واهمون.
وخلال المؤتمر الذي نظمته أمانة “الحزب الوطني” في القاهرة, وشهد تأييداً كاملاً لخطوات الرئيس حسني مبارك تجاه القضية الفلسطينية واستعادة وحدة الصف العربي, أكد جمال مبارك أن مصر ستستمر في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الدول العربية كافة لاستعادة أراضيها المحتلة, مشيرا الى أن الرئيس مبارك أكد ويؤكد باستمرار ضرورة تحمل اسرائيل لمسؤولياتها في ما أحدثته من دمار في غزة, وان مصر ستستمر في تبني ذلك مع جامعة الدول العربية والعالم العربي والهيئات الدولية كافة.
ولفت إلى أن الموقف المصري في التعامل مع الأزمة يعود الى سبعة أشهر مضت, عندما توصلت القاهرة الى اتفاقية للتهدئة في غزة والتي استمرت ستة أشهر بهدف حقن الدم الفلسطيني, مشيرا الى ان المساعي المصرية استمرت لتمديد التهدئة لكن البعض رفض ذلك.
وأضاف “ما كان للحرب أن تستمر ثلاثة أسابيع لو كان العرب اتحدوا حول المبادرة المصرية, لكن للأسف انشق العالم العربي, وظهر فريق تدعمه قوى خارجية, سعى لاتخاذ المواقف بغض النظر عن الضحايا, والهجوم على مصر ومحاولة النيل من دورها”.
وسأل من هاجموا مصر وشككوا فيها “لماذا لم يساندوا المبادرة المصرية منذ اليوم الأول?”, مؤكدا أن مصر لم يكن لها مطامع مع هذه الدول وسعت لاستقرارها كما حدث في مواقفها تجاه لبنان والسودان, ولا توجد لديها مطامع حالياً من خلال السعي لاستعادة الدولة الفلسطينية.
وتساءل مبارك عن “سبب المماطلة والممانعة في الوصول الى التهدئة في الوقت الذي كان الشهداء يتساقطون كل يوم, وهل كان الهدف من ذلك إثبات مواقف أو البحث عن دور من خلال الهجوم على مصر”?.
واعتبر أن الأزمة الأخيرة أوضحت أن هناك معسكرين في العالم العربي, أحدهما معسكر مصر والسعودية وهو المعسكر الذي يؤيد المبادرة العربية, والآخر يشمل دولا أخرى تحاول أن تظهر بمظهر المدافع عن المقاومة الفلسطينية غير أنها مع الاستسلام, مؤكدا ان مصر تؤيد مقاومة الاحتلال, و”لكن إذا لم يتحد الفلسطينيون سوف تضيع القضية”.
واعتبر أن الوضع مازال صعبا, وقال “إننا نتمنى أن يتم ترسيخ الانفتاح الذي تم في قمة الكويت, وان هناك أسسا لابد من التصارح حولها مثل تحديد رؤية مساندة القضية مع ترك الخلافات جانبا, ولابد كذلك من المصارحة وإزالة الخلافات لأن هذا الانقسام يسبب ضعفا للعالم العربي ويستغله الآخرون لمحاولة بسط نفوذهم”.
وحول الموقف الإيراني, اعتبر مبارك أن إيران “دولة كبيرة”, واستدرك قائلا “لكن مصر لديها خلافات جذرية معها في رؤيتها للمنطقة, وحل الخلافات العربية”, مشددا على “ان مصر لن تمل أو تكل من تكرار دعوة الفصائل الفلسطينية لتحقيق الاتفاق والوحدة بينهم”.
واذ نفى أية خلافات بين مصر وبين تركيا, أعرب عن أسفه الشديد للمواقف الداخلية التي لم تساند الموقف المصري خلال العدوان, وقال “إن الجبهة الداخلية المصرية قوية وصلبة, وان معدنها يظهر في الشدائد, ومن راهن على أن يحرك الشارع المصري ببعض الفضائيات فهو واهم, لأن قوتنا من الانفتاح السياسي ومن الحرية في الداخل”.