دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العالم العربي والإسلامي إلى “وقفة مع النفس” ومراجعة مواقفهما وانقساماتهما إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال أردوغان -في حوار أجرته معه صحيفة الحياة اللندنية ونشرته اليوم الأحد-: إن الدول العربية والإسلامية بحاجة إلى السلام فيما بينها أكثر منه مع إسرائيل، مضيفا أنهم الآن بحاجة إلى وقفة مع النفس وتحقيق الوحدة، فهم الآن غير متصالحين مع بعضهم حتى في هذه الفترة التي يجب أن يقفوا خلالها موقفا موحدا تجاه قضية غزة.
وأشار أردوغان إلى أن جامعة الدول العربية منقسمة على نفسها، وفشلت فى عقد قمة عربية طارئة لبحث العدوان الذي تعرضت له غزة، كما هو حال منظمة المؤتمر الإسلامي التي عجزت هي الأخرى عن ترتيب قمة لها في هذه الأزمة فى موقف غير مفهوم أو مبرر، على حد قوله.
وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي بدأت يوم 27-12-2008 ووضعت أوزارها صباح يوم 18-1-2009، ظهرت الخلافات بين الدول العربية فى التعامل مع هذه الأزمة، أدت جميعها إلى تعطيل عقد قمة عربية للتصدي لهذا العدوان.
وعقدت مجموعات من الزعماء العرب ثلاث قمم تشاورية خلال الأسبوع الأخير للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي تحركات سلطت الضوء على انقساماتهم.
مراقبون مدنيون
وفيما يخص الوضع فى غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، أعرب رئيس الوزراء التركي عن استعداد بلاده لإرسال مراقبين مدنيين إلى القطاع لتثبيت وقف إطلاق النار إذا كان ذلك ضروريا وفي حال طلب الفلسطينيين ذلك، مستبعدا فكرة إرسال قوات عسكرية تركية.
وشدد أردوغان على أهمية العمل من أجل حل شامل للقضية الفلسطينية، من خلال وضع خطة سياسية تشمل كل الأطراف الفلسطينية بما فيها حركة المقاومة الإسلامية حماس، تعمل كلها من أجل حل سياسي للقضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن بلاده أوصت في وقت مبكر من الأزمة بضرورة عدم تهميش حماس، قائلا: “يجب أن تأخذ مكانها على الساحة السياسية الديمقراطية الفلسطينية وأن تكون لاعبا سياسيا وجزءا من مسار التنافس الديمقراطي المتحضر مع بقية القوى السياسية الفلسطينية الأخرى”.
استفزاز إسرائيلي
وردا على سؤال حول كون حماس أخطأت بإطلاق الصواريخ بعد انتهاء فترة التهدئة يوم الجمعة 19-12-2008، قال أردوغان: “قد تكون حماس أخطأت، لكن هذا أمرا منفصلا ومختلفا، فعلينا أن نأخذ في الاعتبار التزام الحركة باتفاق التهدئة لمدة ستة شهور كاملة، في حين لم تلتزم إسرائيل بشروط ذلك الاتفاق، مما يعد موقفا استفزازيا من الجانب الإسرائيلي لحماس ولأهالي قطاع غزة”.
وجدد أردوغان إدانته لما حدث فى غزة، مؤكدا أن الشعب التركي تحرك بشكل يليق به وبتاريخه وبشعوره بالمسئولية تجاه قضايا المنطقة، وانتقد في الوقت نفسه من وقفوا صامتين أمام المذابح فى غزة.
ومنذ بدء العدوان على غزة يوم 27-12-2008 رفضت تركيا تحميل حماس مسئولية محرقة غزة، وأطلقت حملة جهود دبلوماسية مكثفة في العالم الإسلامي والغربي لوقف العدوان.
واتخذ أردوغان عدة خطوات أعرب بها عن “غضبه” من التعنت الإسرائيلي أمام جهود وقف الحرب؛ حيث رفض طلبا من وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لزيارة أنقرة من أجل عرض وجهة نظر حكومتها بشأن العدوان، مشترطا أن يكون مجيئها فقط لإعلان موافقتها على وقف إطلاق النار.
كما رفض الرد على اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، وقال إنه لن يجري اتصالا من أي نوع مع أي مسئول إسرائيلي إلى أن “يصدر عن إسرائيل إشارة فعلية على قبول وقف إطلاق النار”.