في ذكرى الانطلاقة والحكيم مهرجان مميز للجبهة الشعبية بمخيم اليرموك
بقلم : زياد ابوشاويش
بحضور حاشد ومميز في النادي العربي الفلسطيني بمخيم اليرموك أقيم مساء اليوم الجمعة الثالث والعشرين من يناير كانون ثاني مهرجاناً جماهيرياً كبيراً لإحياء الذكرى الأولى لرحيل القائد الفلسطيني الكبير وابن فلسطين البار جورج حبش كما لإحياء الذكرى الحادية والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث كان حضور الفعاليات الحزبية والشعبية كما الشخصيات الوطنية العربية معلماً بارزاً من معالم المهرجان، ومدعاة للفخر والاعتزاز لتاريخ الجبهة وللقائمين على تنظيم المهرجان ومنسقه العام الرفيق أبوعلى حسن عضو المكتب السياسي للجبهة.
لقد أم المهرجان عديد الوجوه المعروفة بتاريخها الكفاحي وبرمزية أسمائها مثل سمير القنطار عميد المحررين العرب ورمز كفاحنا القومي ضد الغزوة الصهيونية كما حضر السيد محسن بلال وزير الاعلام السوري ، والفنانة سوزان نجم الدين ووفاء موصللي وزوجة الراحل المعروف سعد الله ونوس السيدة الاديبة فايزة شاويش وكذلك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير طلال ناجي وكذلك سفيرة فنزويلا في دمشق وشقيق منتظر الزيدي الذي تحدث باسم عائلته في المهرجان محيياً الجبهة في عيدها ومتكلماً عن مناقب الشهيد الرمز جورج حبش، كما حضر المهرجان أمين عام حزب الوحدة الشعبية التونسي ولفيف من القادة لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وأحزاب الجبهة الوطنية في سوريا قوميين وشيوعيين وكادراتها المعروفة، والأهم أن مهرجان اليرموك الكبير كان بحق مهرجان غزة وصمودها بكل ما للكلمة من معنى.
لقد كان نصر غزة هو الرابط الجامع لكل ما قيل في المهرجان ولكل الكلمات، وحتى أغنية السيدة الفنانة سوزان نجم الدين كانت لغزة ولأطفال غزة الشجعان والكبار فيما قدموه لشعبهم ولأمتهم من أشكال الصمود والتضحية التي عزت على قادة وحكام الأنظمة العربية التي سخر منها الشعب.
كانت البداية مع النشيدين العربيين الفلسطيني والسوري ثم تحدث عريف الحفل الرفيق ماجد شاهين أبو شمالة فشكر الحاضرين ونوه بتضحيات شعبنا في قطاع غزة البطل وبشهداء فلسطين والأمة العربية وكذلك بالذكرى العطرة لشهيد الأمة العربية والشعب الفلسطيني الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية وأحد العلامات الفارقة في تاريخ الكفاح الوطني الفلسطيني والقومي العربي بل والأممي من أجل الحرية والعدالة لشعبه ولباقي شعوب العالم.
لقد كان المهرجان غنياً بالمشاعر، وهي مشاعر الفرح والفخر بنصر غزة، وهتف الجميع بحياة أهل غزة باعتبارهم اليوم مفخرة العرب، وكان أبرز ما قيل في هذا هو أن غزة هي وطن العزة للأمة ومكمن الفخر والكرامة لكل الباحثين فيها عن العدل والحرية ومقاومة المحتل وصد الغزوة الصهيونية وهزيمتها.
تكلم في مستهل الخطابات التي ألقيت السيد الوزير محسن بلال عن سورية وباسم الرئيس بشار الأسد وحزب البعث فأشاد بالحكيم وتذكر بعض لقاءاته المميزة به وقال ان ما جمعه بالحكيم كان المقاومة التي قدم لها الدكتور حبش عصارة فكره كقائد تاريخي وكبير ومعلم للأجيال وحامي قيم العروبة والوحدة العربية، وتعهد باسم سورية بشار الأسد بالبقاء سنداً للمقاومة وللشعب الفلسطيني حتى نيله حقه في وطنه وعودة لاجئيه إلى هذا الوطن.
ثم أعقبه حديث وكلمة الأخ سمير القنطار الذي شدد على دور فلسطينيي الشتات وأهمية هذا الدور ومركزيته في تطوير أداء الثورة وما يمكن أن تلعبه جماهير الشتات في إعادة الروح للمقاومة من أجل دحر العدوان وتحرير الأرض وخاطب بعض من يحاصر غزة من العرب فقال أن أي رأس مهما كبرت تحاصر غزة وأهلها يجب أن يطاح بها وانه كان على شافيز أن يطرد ليس فقط سفير اسرائيل بل سفراء بعض الدول العربية.
ثم تحدث الرفيق أبو جهاد طلال ناجي باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حيث كانت كلمته باسم المنظمة وفصائل المقاومة هي الأشمل والأهم من بين كلمات المهرجان بعد كلمة الجبهة الشعبية فقال أن دور الجبهة الشعبية يجب أن يكون جسراً لكل الفصائل للملم
ة الجميع وعودة الوحدة الوطنية على أسس برنامجية متوافق عليها تلعب فيها المقاومة وتمثل عمودها الفقري بالمفاهيم والممارسة وقال أن اكبر كارثة واجهتنا هي أوسلو التي فرقتنا وشتت جمعنا وحان الوقت لنعود لوثيقة الوفاق واتفاق القاهرة، وقال أن الأصوات النشاز التي نسمعها حول غزة والوحدة والتهجم على المقاومة والتذرع بآلام شعبنا في القطاع الجريح وغيرها من الاساليب المبتذلة إنما تصدر عن شخصيات هزيلة وملفوظة من تنظيماتها وكان يقصد السيد ياسر عبد ربه الذي يتمتع بكره الناس وانتقادهم الشديد له ولتصريحاته المستفزة. وناشد السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية ان يبعد هؤلاء المنافقين وشلة الكذب والنميمة والدسائس من محيطه حتى يمكن ان تكون هناك وحدة وطنية حقيقية، وانهى بالتحية للقائد الكبير شهيد الأمة ورمز فلسطين الكبير جورج حبش كما لسورية الاسد التي احتضنت المقاومة منذ البداية وعلى رأسها وقيادتها للمشروع الوطني لاربعين عاماً حركة فتح التي قدمت لها سورية كل الدعم اللازم.
وتكلم بعد ذلك شقيق منتظر الزيدي قاذف جورج بوش رئيس ادارة المحافظين الجدد المنصرف من البيت الأبيض بفردتي حذائه فحيا صمود غزة وانتصارها وقال ان أحد أسباب العدوان الهمجي عليها كان رد الاعتبار لرئيس أقوى دولة يهان ويضرب بحذاء شقيقه، وحيا في نهاية كلمته الدكتور جورج حبش وروحه الطاهرة كما تمنى الحرية لشقيقه منتظر وللرفيق أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية الذي حكمت عليه اسرائيل بثلاثين عاماً سجناً فعلياً.
ثم تكلمت سفيرة فنزويلا باسم الرئيس شافيز والذي استقبل اسمه بالتصفيق الحار والزغاريد فعبرت عن تضامنها وبلدها فنزويلا مع غزة وشعبها الصامد المقاوم وتحدثت عن وحشية اسرائيل ولكنها أكدت ان ثمن الحرية كبير وأن الحياة والحرية تستحقان التضحية والفداء وتقديم ثمنهما من الأرواح والدماء، وتناولت الحكيم في ذكراه فحيته بأجمل الكلمات.
وتلتها الرفيقة أم الميس هيلدا حبش التي تكلمت كزوجة ورفيقة للراحل الكبير الدكتور جورج حبش وسيرته العطرة وتخصيص كل حياته وحتى الرمق الأخير من عمره من أجل بلده وشعبه، كما زعامته للمنهج القومي المؤمن بوحدة الأمة وضرورة عودة دورها الرائد في عالم اليوم وصراعه حتى آخر يوم من حياته ضد الظلم والاضطهاد الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وعاهدت روحه الطاهرة على الوفاء لكل القيم التي ناضل الحكيم في سبيلها.
وكان أمين عام حزب الوحدة الشعبية التونسي قد ألقى كلمة للمناسبتين حيا فيها روح الشهيد جورج حبش وتحدث باعتزاز عن غزة وصمودها وانتصارها الكبير والدروس المستفادة منها.
وسبقه لذات المعاني ممثل المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية وحزب الله في كلمته التي ألقاها في المناسبة محيياً روح جورج حبش القائد المعلم ومنوهاً لانتصار غزة الذي كان حسب تعبيره أكبر من انتصار لبنان عام 2006 كون غزة منطقة ضيقة وصغيرة ومع ذلك صمدت وانتصرت رغم ما أصابها من قتل ودمار ومحيياً كل الشهداء وفي طليعتهم الحكيم وابا على مصطفى وعماد مغنية وأكد في الختام على تلاحم الشعب اللبناني ومقاومته مع المقاومة الفلسطينية وغزة البطلة.
وفي وسط الكلمات تحدثت الفنانة سوزان نجم الدين عن معنى انتصار غزة وصمود أهلها وأطفالها وقدمت أغنية جميلة ومعبرة بالخصوص، وقد رافقها مجموعة من الفنانين والمنشدين لاكمال اللوحة الفنية فكانت لفتة جميلة منها ومن فناني القطر العربي السوري لأجل غزة وأهلها وبالخصوص أطفالها . وفي الختام تحدث الرفيق ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي ومسؤول الخارج في الجبهة الشعبية فحدد الدروس المستفادة من صمود غزة كما ذكر بشكل واضح معاني ودلالات النصر وسياق المعركة ونتائجها فقال أن هذه المنازلة هي في الأساس عدوان يستهدف كل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وأنه عدوان مبيت ومعد سواء انطلقت الصواريخ من غزة أو لم تنطلق، وأردف في الدرس أو الحقيقة الثالثة أن هذا العدوان الهمجي لم يكن يستهدف حماس كما تم الترويج بل كل الناس وما الحديث عن حماس سوى محاولة للايقاع بين الشعب ومقاومته وخاصة حماس وأن ذلك لن يمر. والحقيقة الرابعة هو أن المراهنة على الوسيط النزيه ومفاوضات ماراثونية للعب على الوقت واضاعته في الوقت الذي تجسد فيه اسرائيل حقائق على الأرض لن يكون مقبولاً من الان فصاعداً وأن الحديث عن ادارة امريكية جديدة وضرورة اعطائها فرصة للتجريب إنما هو ضحك على ذقوننا ولا يجوز الاستمرار فيه وأن الوحدة الوطنية هي مفتاح الخروج من المأزق واكمال النصر المؤزر في غزة وأن هذه الوحدة لا يمكن أن تتم إلا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وأنه حان الو
قت ليلعب الشتات دوره الكامل في مجمل العملية التحررية وأنه لن نسمح بقسمة التمثيل الفسطيني سواء اتى ذلك من حماس أو من فتح وان هناك برنامج ووثيقة واتفاق في القاهرة وان الجبهة الشعبية لن تمل الحديث والسعي من أجل هذه الوحدة.
وحيا في نهاية كلمته الدكتور جورج حبش وروحه التي تظلل المهرجان وتدفع للتمثل بكل القيم التي أرساها الراحل الكبير وكلماته الخيرة قبل ان يفارق الحياة حين قال أنه ما زال يراهن على تحطيم كل الحدود والحواجز امام وحدة الأمة العربية بعد سماعه خبر تحطيم حاجز معبر رفح ودخول الناس لمصر، كما نوه بالموقف الشجاع والكبير للامين العام احمد سعدات في محكمة عوفر وبصقه في وجه المحكمة وتشديده على ان الحق سيعود لأصحابه لا محالة.
كان المهرجان من أفضل المهرجانات التي أقيمت في سوريا لمناسبة وطنية كالتي جرى من اجلها ومتميزاً من حيث الحضور والنظام والشخصيات الحاضرة والكلمات التي ألقيت، وكان لغزة ظلها الجميل والمفعم بمعاني العزة والشموخ يغطي سماء اليرموك ويمنحه جمالية مميزة تحت راية التضحيات الجسيمة وأرواح الشهداء الذين أكسبوا المناسبة أريجها الطيب وشذاها الجميل.
زياد ابوشاويش
23 / 1 / 2009