نزار السهلي
في لحظة ساقطة وحالكة من الزمن الصهيوني لم ابتهج كغيري لسير مجريات العدوان على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني بالتحرر من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى وطنهم , ابتهج البعض في البدء وفي ايام العدوان الأولى وأعرب عن ارتياحه لسير العملية العسكرية الصهيونية في قطاع غزة كما صرح محمد دحلان لمجلة دير شبيغل الألمانية , وما أن وضعت الحرب أوزارها وسكتت صوت القذائف حتى أطلق البعض عنان حناجره وأطلق سهام الحقد ضد صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وقواه الوطنية و ضد الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية والدولية التي آزرت وما تزال قضيته الوطنية
بعد فترة انحباس الأنفاس وشخوص الأعين نحو غزة حطت أخبار الصمود على الأنفس والأعين إلا أعين الجبناء الذين فركوا أيديهم وأعينهم فرحا بقرب ساعة انتهاء وهزيمة المقاومة الفلسطينية , الواقع الذي فرض نفسه بعد العدوان لم يمكن الجوقة من المكوث طويلا في الجحر حتى سارعت بإخراج رأسها وإطلاق تصريحات النشاز مغردة خارج السرب الذي فقد جناحه محاولا التحليق في سماء العدو محاولا نشر الهزيمة وتعهير الصمود الفلسطيني وجاء هذا الهجوم على نصر المقاومة في شكله الاخير والسياق العام مكملا للعدوان الذي فشلت اسرائيل من وراءه في تحقيق اهدافها وبدات الاصوات والاقلام الماجورة بنشر الاكاذيب المكررة باتهام كل من ايران و ” القيادة الدمشقية ” كما احب عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية تسميتها الذي ارهقه عقله الانشقاقي والتامري طيلة فترة
” نضاله” .
انعطافة تاريخية بكل المقاييس هي معركة غزة رغم الدمار ووحشية العدوان الذي بفضله أيضا توحدت فصائل المقاومة للذود عن الأرض والإنسان ضد الهجمة الشرسة لكسر شوكة المقاومة وقهر إرادة الشعب الفلسطيني والسؤال المطروح للذي أحرجه هذا الصمود إن كان فلسطينيا أي من جوقة السلطة في رام الله ام عربيا في عواصم القرار العربي المتخاذل , اذا كان المطروح من مبادرات لرعاية حوار وطني فلسطيني هو المخرج لازمة المشروع الوطني الفلسطيني فما هي مقوماته وشروطه ؟ إذا كان طرف السلطة المتمثل بالرجال المحيطين حول الرئيس يزعقون بتوجيه الاتهامات بكل الاتجاهات بعيدا عن التناحر الرئيسي مع العدو والاحتلال الذي شن العدوان وقطع أوصال الضفة ويسرق المياه والأرض بتوسيع المستوطنات ويعمل على تهويد القدس و ترهيب سكانها الذين نفضت سلطة رام الله أيديها عنهم , معيب ومشين ومقزز ظهور السياسي الفلسطيني على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام ليتحدث عن قضيته التي نالها نصيب بالغ من الوباء السياسي الذي لوثت به بفعل السياسات العبثية التي تمسك بها العقل التفاوضي الفلسطيني مقابل تعنت وعدوان صهيوني يطال البشر والحجر على ارض فلسطين , الوهم الذي عاشه العقل التفاوضي الفلسطيني الذي مكن الاحتلال من الإمعان في إدارة الظهر لكل الحقوق الوطنية الفلسطينية و
القمع الذي تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية لمؤازرة إخوتهم و أهلهم وشعبهم على أيدي رجال امن السلطة و سياسة تكميم الأفواه واعتقال الصحفيين ومطاردة الوطنيين واعتقالهم بتهم خرق القانون الذي مزقته إسرائيل وداسته بدباباتها وطائراتها وبوارجها هو دليل على التماهي مع عقلية قبلها الطرف الفلسطيني على نفسه في فرض الإذلال على السلطة وأدواتها التي تحولت إلى عصا في مواجهة الشعب الفلسطيني الذي قاوم طيلة سنوات احتلاله ومازال كافة أشكال القمع وابتدع كل أشكال المقاومة لمواجهة الاحتلال قادر على كسر عصا القمع ومن يحملها , سياسة الفشل والغباء السياسي الذي تمتع بها السياسي الرسمي الفلسطيني وصلت الى ذروتها ولا يمكن أن تنتج حوارا وطنيا مع غباء سياسي سقفه شروط إسرائيلية
إذا كان المطلوب اليوم هو العودة لطاولة الحوار الوطني الفلسطيني ونشدد على ” الوطني “ أي تكون المظلة وطنية بالأساس تحتكم للمصالح والحقوق الوطنية
للشعب الفلسطيني وعلى اساس التناحر الرئيسي مع الاحتلال وليس على تناحرات ثانوية وبمشاركة كل القوى الوطنية الفلسطينية والفصائل التي أصاب بعضها الترهل السياسي بفعل تماهيها مع سلطة رام الله وسارت في ظلها وتراجع دورها وأدائها الوطني , نحن بحاجة لتعقيم وطني ضد الوباء السياسي المنتشر في الساحة الفلسطينية الذي ينشره أعداء شعبنا وامتنا في صفوفنا في حملة تجييش لنشر هذا الطاعون السياسي الذي أصاب قضيتنا الوطنية فلا مجال للهروب من هذا المرض الذي أصاب أكثرنا والذي يدعي انه اخذ جرعة
من التعقيم منذ الصغر مكنته أن يطل علينا لنكتشف انه مصاب بوباء خطير من الهزيمة ويجب ان يقام عليه الحجر السياسي أيضا .
من التعقيم منذ الصغر مكنته أن يطل علينا لنكتشف انه مصاب بوباء خطير من الهزيمة ويجب ان يقام عليه الحجر السياسي أيضا .