قال الزعيم الليبي معمر القذافي في تصريحات نشرت الخميس إن حرب غزة ستخلف المزيد من أعمال العنف ما لم يقم الاسرائيليون والفلسطينيون دولة يطلق عليها اسم “إسراطين” يمكنهم العيش فيها سويا في سلام،بينما اعتبر في محاضر موجهة لطلاب أميركيين أن”اميركا الان هي اميركا اخرى”.
وعبر القذافي -الذي دعا في يوم ما إلى إلقاء اليهود في البحر- عن تأييده لحق اليهود في أن يكون لهم وطن على الرغم من الغضب الشديد في ليبيا وغيرها من الدول بسبب أحداث العنف في غزة. لكنه أضاف أن السبيل الوحيد لخروج الاسرائيليين من دائرة الكراهية هو أن يعيشوا مع الفلسطينيين في دولة واحدة.
وكرر القذافي اقتراحا طرحه أول مرة قبل ست سنوات على الاقل لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ويقوم الاقتراح على ما يصفه الزعيم الليبي بأنه عدم جدوى حل الدولتين لفض النزاع.
وكتب القذافي مقالا في صحيفة نيويورك تايمز قال فيه “بينما لا تزال غزة تستشيط فإن الدعوات لحل الدولتين أو التقسيم لا تزال قائمة. غير أن أيا من الخيارين لن يكون مجديا”.
وأضاف أنه يجب التوصل لتسوية تتمثل في وجود “دولة واحدة للجميع.. إسراطين التي ستجعل كل من الشعبين يشعر بأنه يعيش في كل الارض المتنازع عليها وأنه ليس محروما من أي جزء منها”.
ويقول القذافي إن من المستحيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل لان الاسرائيليين لن يقبلوا العيش في مرمى الاسلحة الفلسطينية.
وجاءت النبرة المعتدلة لمقال القذافي الذي تزامن مع تولي الرئيس الاميركي باراك أوباما منصبه لتتعارض مع مطالبة وجهها الزعيم الليبي للقادة العرب هذا الشهر بالسماح للمتطوعين بالانضمام إلى مقاتلي حماس للتصدي للهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما في قطاع غزة وانتهى الاسبوع الحالي بعدما أعلنت كل من إسرائيل وحماس عن هدنة من جانبها.
وفي السبعينيات والثمانينيات دعا القذافي مرارا إلى إلقاء يهود إسرائيل في البحر.
وقال القذافي في مقاله “من الضروري ألا نكتفي بكسر دائرة الدمار والظلم هذه بل وألا نعطي المتعصبين الدينيين الذين يتغذون على الصراع ذريعة تدعم قضاياهم” مرددا أصداء مخاوف لدى زعماء عرب من التهديد الذي قد تمثله حركات اسلامية اصولية مثل حماس.
وأضاف “من الممكن تحقيق سلام عادل ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين لكنه يكمن في تاريخ شعب هذه الارض المتنازع عليها وليس في الخطابة المبتذلة التي تدعو إلى التقسيم وحل الدولتين”.
وحاول القذافي مرارا على مدى السنوات الست المنصرمة حشد الدعم العربي لاقتراحه إقامة دولة واحدة مشيرا إلى أن نمو السكان الفلسطينيين سريعا سيقوض سيطرة اليهود على الدولة الجديدة.
وعبر القذافي أيضا عن أمله في أن يكسب تأييد بعض اليهود في الغرب لرأيه.
من جهة أخرى، وصف الزعيم الليبي معمر القذافي الولايات المتحدة بعد تسلم الرئيس باراك اوباما مهماته بانها “اميركا جديدة”، املا الا تكون دولة “معادية للشعوب”.
ودعا القذافي في محاضرة مساء الاربعاء توجه فيها الى اسرة جامعة جورج تاون الاميركية عبر الاقمار الصناعية، الى “اعطاء فرصة تاريخية للرئيس اوباما ولاميركا الجديدة”.
واعرب عن اعتقاده ان “اميركا الان هي اميركا اخرى”، املا “الا تكون اميركا التغيير دولة امبريالية والا تكون دولة معادية للشعوب”.
واعتبر القذافي ان “هناك مؤشرات ايجابية الان للسياسة الخارجية الاميركية، مثل اغلاق (معتقل) غوانتانامو السيء السمعة والانسحاب من العراق واعادة النظر في الوجود الاميركي في افغانستان”.
القذافي لاوباما: أعط بن لادن فرصة لـ”الإصلاح”
ونصح الزعيم الليبي معمر القذافي الرئيس الامريكي باراك اوباما باعطاء اسامة بن لادن فرصة للاصلاح قائلا للرئيس الجديد ان الرجل الذي تجد أمريكا في طلبه يسعى الى “الحوار”.
وكان القذافي يتحدث الى طلبة في جامعة جورجتاون في اتصال عبر الاقمار الصناعية من ليبيا وقال انه يجب على واشنطن ان تراجع موقفها من ابن لادن.
وقال القذافي ان الارهاب قزم وليس عملاقا واسامة بن لادن شخص يمكن اعطاؤه فرصة للاصلاح.
ولم تصدر عن القذافي اى اشارة الى انه اجرى اي اتصال مع ابن لادن او انه يريد القيام بدور وسيط.
وفي كلمة تحدد وجهات نظره في كيفية حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني دعا القذافي الى اقامة دولة واحدة لا دولتين تعيشان جنبا الى جنب.
وقال: يمكننا تسميتها “اسراطين”.
واضاف انه اذا لم يقبل اليهود حل الدولة الواحدة فانه يمكنهم الانتقال الى هاواي او الاسكا او جزيرة في المحيط الهادي.
وقال انه يمكنهم العيش في سلام في بيئة معزولة.