عام الفأر لم يكن عاما جيدا لعالم المال والصيرفة، فقد تهاوت البورصات وأسعار العقارات كما عانت الشركات في كافة أنحاء العالم من نقص السيولة. وقد كان هذا متوقعا بحسب المنجم الصيني ريموند لو الذي يشير إلى حقيقة أن العامل المؤثر على الفأر هو الماء. وكما يعرف كل منجم صيني حاذق فإن الماء يجلب القلق ويثير المخاوف.
كما انه عام دون نار العنصر الذي يعتقد انه القوة المحركة خلف المال وما يعنيه في عالم البورصات والتمويل والصيرفة.
الخبر السيء هو انه ليس ثمة نار في العام القادم – عام الثور- أيضا بحسب لو. وهذا يعني أننا لن نرى على الارجح عودة سوق المال والاقتصاد إلى عهده الزاهر كما أن معاناة البنوك ستستمر.
بيد أن المسالة ليست قاتمة تماما د. فبدلا من الماء كعامل مؤثر فان العام الجديد يحمل معه ايضا عناصر أرضية من الضوء والحرارة وهي عناصر ايجابية في الفلسفة الصينية ومن ثم يصبح عام 2009 عام أرضي مزدوج.
وهذه الازدواجية توفر نوعا من التأثير المنسجم والمتوازن الذي يعد بمزيد من الاستقرار ويؤذن بزمن الوساطة وإعادة البناء والتعمير حسبما يقول لو.
فالأسواق المالية لن تتعرض لتذبذبات سريعة بل ستكون أكثر استقرارا وهدوء وستوفر فرصا لاستثمارات على المدى البعيد لا المدى القصير.
والثور هو العلامة الثانية في دائرة البروج الصينية للحيوانات التي تعمل في دائرة زمنية مدتها 12 عاما.
وفضلا عن الحيوانات فان ثمة خمسة عناصر أساسية – المعدن والماء والخشب والنار والارض- وكلها تلعب دورا في التأثير على كل عام وشهر ويوم وساعة . كما أنها تؤثر على الحالة المزاجية للبشر وطبيعة الشخصيات التي تولد تحت تأثيرها.
كما أن هناك تأثير اليان واليانج في الفلسفة الصينية : الاول يعتبر أكثر أنثوية أو مثل حديقة ويقال انه يمارس شكلا أقل هدوء وبطئا وبرودا بينما الثاني هو الوجه المقابل الذكوري مثل جبل وعدواني وساخن وسريع.
يقول لو ” عندما يجئ عام الارض نقيا فان هذا يعني انه لن تكون هناك صراعات. وانه وقت إعادة البناء والتعمير من الاضرار التي تخلفها الحرب والكوارث الطبيعية والتسونامي المالي مثل تلك التي شهدها عام 2008 “.
ويضيف ” عامل الارض ليس مخيفا كعامل الماء بل عامل وساطة . وبدون النار التي تجلب التفاؤل فان المستثمرين سيلتزموا الهدوء والنهج المحافظ. وما دام الحال كذلك فانه سيظل عام الهدوء مع اكتساب مزيد من الاستقرار”.
بيد أن لو يتنبأ بتأثيرات قوية موسمية للنار والخشب في الربيع يمكن أن تؤدي لتنشيط البورصات والاسواق المالية وان كان هذا سيكون لفترة وجيزة.
واضاف لو ” الانتعاش ربما لن يأتي قريبا لان العام ككل تعوزه النار . والصيرفة تعد صناعة معدنية في علم التنجيم الصيني وهي بحاجة إلى النار وبدون النار يصبح المعدن عديم القيمة لانك تكون بحاجة إلى النار لصهره وتحويله إلى أدوات مفيدة”.
بيد أن عام 2010 – عام النمر- يبدو انه سيكون واعدا بشكل اكبر على حد قول لو لان النمر هو علامة خشبية تعتبر مغذية للنار.