قبل حوار القاهرة ايها الاخوة ……من تحاورون
لي أن أسأل أولاً ما معنى الحوار الوطني ، ولي أن أسأل ربما لديكم اضافات عن معاني يعرفها المناضلين في هذا المجال وفي هذا الجدل القائم حول الحوار الوطني والوحدة الوطنية .
منذ عام 1993 وتوقيع اتفاق أوسلو المشؤوم تكشفت لدى المواطن الفلسطيني والفصائل الفلسطينية حقائق عن هذه الاتفاقية التي أتت من وراء ظهر الشعب الفلسطيني والقيادات الشريفة في الشعب الفلسطيني ، وما أتى من وراء ظهر الشعب الفلسطيني والفصائل المقاومة هو غير شرعي بالتأكيد ، وكما اننا نحارب الوجود الغير شرعي للعدو الصهيوني على الارض الفلسطينية وعلى الارض العربية ،إذا ً كل ما يتمخض عن علاقات مع هذا الوجود الغير شرعي فهو غير شرعي ، السياسة في ظل الاحتلال لها نكهة خاصة وأهداف خاصة ولا تعني السياسية الدخول مع العدو الصهيوني في اتفاقيات تزهق الأرواح وتذهب الحقوق ، لا تعني السياسة في ظل الاحتلال والوجود الغير شرعي لقوى على الارض الفلسطينية والعربية أن تكرس سلطة مدعومة بالوسطاء على المستوى الاقليمي والدولي ليصل الحال إلى مايسترو أمريكي ينظم الحالة الأمنية لسلطة أوسلو وهو في مدينة القدس الغربية المحتلة ، انه الجنرال دايتون الذي وضع برنامج متكامل بدء العمل فيه منذ سنوات ليصل إلى حالة من تشكيل شبكة أمنية ادارية لحماية الاحتلال وحماية الاستيطان بدعوى استدباب الأمن .
لا تعني السياسة والحوار الوطني والدبلوماسية أن يتدخل الجنرال دايتون في رسم الخريطة العامة والخاصة لسلطة أوسلو ولحركة فتح واطاراتها الأوسلوية ، ولا تعني السياسة أن يجتمع الحابل بالنابل .
قبل الحوار الوطني يجب أن نتيقظ لمسألة هامة أن نبتعد عن المناورات ولأن المناورات أحيانا تضر بالعمل الوطني وتضر بالبرنامج الوطني وهذا ما رأيته من ممارسة تخلوا من المناورات أتت من الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ومن الاخ رمضان عبد الله الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي عندما حدد كلاهما أسس أي حوار وطني والتي تتلخص في :-
1- أن يكون الحوار على قاعدة برنامج المقاومة .
2- ان يكون الحوار على قاعدة ابطال مفعول برنامج دايتون الأمني .
3- أن يكون الحوار على قادعة ابطال الخطة الاقتصادية لبلير – فياض
4- أن يكون الحوار على قاعدة الأخ بالمتغيرات الجديدة التي أتت بعد انتصار المقاومة في قطاع غزة .
5- أن يكون الحوار على قاعدة أن تتفكك الأجهزة الامنية القمعية الموسادية في الضفة الغربية وأن يفرج عن جميع المعتقلين والمناضلين .
6- أن يأتي الحوار على قاعدة مقاومة المخططات الصهيونية من جدار عازل ومغتصبات وحواجز في الضفة .
7- أن يأتي الحوار على قاعدة اطلاق يد المقاومة وعدم ملاحقتها في الضفة الغربية لاحداث انجاز سياسي وعسكري يوازي الانجاز في غزة لكي يقدم برنامج سياسي وطني فلسطيني شامل نخاطب به العالم ، فالعالم لا يسمع إلا ذوي ارادة وذوي بصيرة وذوي اصرار.
8- قبل أن يبدأ الحوار يجب ان نرجع إلى الفقرة الخاصة في حوارات القاهرة الخاصة بخصوص تفعيل واعادة هيكلة منظمة التحرير لتناسب المرحلة .
وبداية عقب مؤتمر وطني فلسطيني يكون فيه التمثيل لجميع فئات الشعب الفلسطيني في الداخل والشاتات .
نعلم أن جميع المبادرات التي طرحت في السابق هي مبادرات للإلتفاف على المقاومة وعلى برنامج المقاومة بدء من حوارات القاهرة إلى المبادرة اليمنية إلى المبادرة الضبابية التي تسمى المبادرة الوطنية التي لم تفصل بين الخط الوطني ومتطلباته والخط التراجعي التنازلي والتزاماته.
من المرعب أن تستمر مراساتنا كما هي كانت في السابق وقبل انتصار المقاومة في غزة وخروج العدو من غزة بلا شروط ، من المؤسف أن يتحدث كل فصيل عن انجازاته منفرداً في مواجهة البطولة والتحدي والارادة مع العدو الصهيوني الجميع قاتل بدء من كتائب القسام مروراً بكتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس ونسور فلسطين وأبو علي مصطفى وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين ، كانت يمكن للوحة أن تكتمل عندما يخرج متحدث باسم الفصائل جميعا ً ليتحدث عن انجازات المقاومة وانتصاراتها .
ولذلك قبل حوار القاهرة ، الحوار مع من ومن اجل ماذا ، هل من أجل المعابر ؟ هل من اجل الوصول الى برنامج نضالي وطني لخوض المرحلة القادمة ؟، الحوار الوطني مع من الحوار الوطني ليس له أكثر من مفهوم غير مفهوم واحد هو التقاء جميع فصائل المقاومة على البرنامج المرحلي وان اتقنا على البرنامج الاستراتيجي .
اذا قبل الذهاب إلى القاهرة كان يجب أن تشكل قيادة واحدة ووفد واحد ببرنامج واحد ولغة واحدة لمواجهة الضغط الاقليمي والدولي الذي يصب في صالح تيار أوسلو وبالتأكيد في صالح إسرائيل وأنتم تعلمون كما قلت أنها حالة من حالات الالتفاف على المقاومة وبرنامجها في سياسة متدحرجة أوصلتنا إلى لهجة ولغة الحالة الانسانية وليست الحالة الوطنية، فعندما تكون مساعدات فيجب أن تكون لتغذية الحالة الوطنية وليست الانسانية والفرق شاسع بين المصطلحين إذا كانت مساعدات انسانية فهي مشروطة بلغة التدخل الاقليمي الدولي وهي تستهدف المقاومة وسلاح المقاومة اما اذا كانت لتغذية الحالة الوطن
ية فلا شروط إلا شرط واحد الصدق في الاداء والتوجه .
قبل فوات الآوان مازال من الوقت أن نعالج قضايانا بعيداً عن تدخل الوسطاء المشكوك في صدقهم ونواياهم تجاه المقاومة فلتتوجهوا للقاهرة ليس فراداً بل تعبيراً عن مجموعة وعن برنامج موحد أما قيادة أوسلو المتورطة والمشبوهة فهل يأمن الجانب الوطني والجانب الجهادي في التركيبة النضالية الفلسطينية من أن يكونوا خنجراً في خاصرة المقاومة ؟ في أي حوارات أو ائتلاف قادم .
اللوحة تتضح من خلال خيوطها الرئيسية الدولية والاقليمية اوباما يتصل بعباس اشتراطات حول المساعدات من خلال عباس – عباس اللاشرعي والمنتهية ولايته – فتح المعابر من خلال سلطة عباس فلا ينقص على امريكا وعلى بعض الدول الاقليمية الا ان تنصب عباس ملكاً أو اميراً او امبراطوراً بفارق بسيط ان عباس انبراطور للسقوط السياسي والامني وامبراطور في صياغة فن اللاشرعية .
فإذا ً إلى أين ذاهبون ومن تحاورون وكيف تحاورون ؟
بقلم/ سميح خلف