غزة توحد العرب وتنتظر دعمهم
بقلم : زياد ابوشاويش
يحسب لغزة وأهلها ومقاومتها الباسلة تحقيق الإنجاز القومي الأبرز منذ عدة أعوام، حين عبد دم الشهداء طريق الوفاق العربي ووحدة صفوف الأمة على مستوى الحكومات والقادة، وسبق أن وحدت تضحيات غزة الشعب العربي من المحيط للخليج على أرضية صلبة من القواسم المشتركة في السياسة والمشاعر والأهداف.
لقد أعلن الملك عبد الله آل سعود ملك العربية السعودية عن انتهاء الشقاق والخصومة داخل الصف العربي الرسمي فاتحاً الطريق بلا تحفظ (على حد تعبيره) أمام الجميع للالتحاق بالركب لاكمال الطريق نحو موقف عربي يجمع المعتدلين والممانعين على نصرة غزة ومقاومتها التي حظيت بالتحية والاكبار من كل المتحدثين في قمة الكويت وللبدء باتخاذ مواقف أكثر وضوحاً تجاه مجابهة الأخطار المحدقة بالمنطقة والمستقبل العربي. والحقيقة أن كل من تابع الكلمات في افتتاح القمة شعر بالإرتياح عقب كلمتي الرئيس الأسد والملك عبد الله بعد التوتر الذي أحدثته كلمة الرئيس المصري حسني مبارك. هذا الارتياح الذي لن يكتمل إلا بصدور قرارات لا غموض فيها ولا التواء حول الدعم الصريح لمقاومة العدو الاسرائيلي والشجب الواضح للدعم الأمريكي لهذا العدوان تقديراً لتضحيات غزة ودماء شهدائها التي مهدت الطريق لهذه المصالحة.
إن وحدة الأمة على أساس المصلحة القومية المتمثلة في مجابهة العدوان والتعاون المثمر والبناء بين دول الوطن العربي وصولاً لجبهة عربية موحدة في تصديها لكل الطامعين بها وللمحتلين لأرضها والناهبين لخيراتها ومقدراتها، إن هذه الوحدة يمكن أن تلعب دور الحاضنة الحقيقي للمقاومة وللشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه وحقوقه المغتصبة وصولاً لإقامة دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس وإرغام اسرائيل على قبول حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
من المهم كذلك أن تقوم المصالحة الحالية بتحديد التخوم بين المواقف واستبعاد نقاط الخلاف وصياغة حد مقبول للموقف الجماعي تجاه جملة القضايا الجوهرية في العلاقات العربية وعلى رأسها المسألة الفلسطينية التي لا زالت تمثل قضية الأمة المركزية. من هنا فإن الصراحة واحترام مصالح الدول العربية وخياراتها أمر في غاية الأهمية طالما أن هذه المصالح والخيارات لا تتضارب مع المصلحة القومية والأمن القومي المشترك، ويساعد في هذا تشخيص الحالة أو المرحلة التي يمر بها وطننا العربي في ظل أزمة عالمية متفاقمة وفي ظل تبدلات كبيرة محتملة في السياسة الأمريكية تجاه قضايا المنطقة بعد رحيل إدارة المحافظين الجدد ورئيسها بوش الصغير.
لن تقوم المصالحة ووحدة الصف على أرضية العداء لأمريكا ومصالحها في المنطقة لأسباب باتت معروفة ولكن يمكن أن نحدد مطالبنا بالاستناد على نبض الشارع في مواجهة الادارة الامريكية الجديدة بحدود تحفظ ليس فقط مصالحنا بل وكرامة أمتنا ودماء شهدائنا أيضاً.
إن الالتقاء في منتصف الطريق بين المواقف المتناقضة والمتعارضة للأنظمة العربية ورؤيتها لكيفية حل القضية الفلسطينية والحفاظ على حقوق شعبها مسألة مهمة للغاية ومن هنا انشداد الجماهير العربية للموقف الصادر عن قمة الكويت وقد لاحت تباشيره الايجابية في حجم المبلغ الذي تم رصده لاعادة إعمار قطاع غزة المدمر والصامد.
زياد ابوشاويش