منير مزيد
بداية يرجى كل من يقرأ هذا المقال أن يقرءه بعين العقل و التأمل و بدون انفعال قد أكـون مخطئاً في رؤيتي إلا أنني سأكتب ما أراه بصدق و تجرد و عدم ركب الموجه لإرضاء الأغلبية أو الأقلية أو فصيل من أجل مكاسب شخصية ، فأنا لا أتوقع أي مكسب شخصي من العرب ، فأنـا هجرت العرب ولا أرغب بالعودة أو حتى التفكير بالعودة إلى بلاد العرب ، وفي نفس الوقت، أنـا لست بهذا الغباء أن أتوقع شيئاً من أمـة تحفر قبرها بيدها وترى الأشياء من مرآة مقعرة، و بالتالي لَنْ أُشارك في حفر هذا القبر و إِنَّمَا من واجبي كأنسان عربي تم تهجيره قصرا بسبب مجموعة من الرعاع تريد فرض رؤيتها علينا و هذه المجموعة لا تزال تصر على جرنا إلى الهاوية لهذا بات واجبا بأن أدق ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ لأنني أرى المخاطر التي تهدد وجودنا كعرب و تحيط بنا من كل حدب وصوب . .
الآن وقد وضعت الحرب الصهيونية القذرة أوزارها على الشعب الفلسطيني وبعدما دمرت تلك الحرب القذرة قطاع غزة بالكامل وتم عقد مؤتمر غزة بالدوحة و عقد القمة الاقتصادية العربية بالكويت و التصريحات الصادرة عن قادة العرب و التصريحات الصادرة عن حماس و تصرفاتها في غزة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من كوادر فتح من اعدامات وتعذيب وسجن لا تبشر بالخير أبدا .
إذا ارادت حماس التفرد بالقرار الفلسطيني بالقوة مستغلة تعاطف الشعوب العربية ، تكون فعليا قد هزمتنا في حربنا ضد إسرائيل وقتلت القضية الفلسطينية وتجر الشرق الأوسط إلى نفق مظلم وهذا التصرف يسئ وبقوة لحماس وقادتها ، ويظهر حماس بأنها غير معنية بمصالح الشعب الفسطيني ولا بمصالح الامة العربية ومستقبلها بقدر حرصها على السلطة ، وانها مستعدة لأن تضحي بالشعب الفلسطيني كله وبالأمة العربية لأجل ان تجلس على كرسي السلطة الذي تشتعل من تحته النيران وهذا يدل على ان حماس تحولت من فصيل مقاوم كما تزعم إلى حركة تريد الوصول للحكم عبر العنف ، وانها تسعى كما يروج لإقامة “إمارة إسلامية” في قطاع غزة . من المعيب حقا ان يتحول صراعنا مع الكيان الصهيوني على السلطة و المال ولم يبرد بعد الدم الفلسطيني ، فهل سنشهد قريبا إندلاع حرب بين الأخوة على أموال اعمار غزة ..؟
كالعادة الشعب الفلسطيني ، كل ما هو مطلوب منه فقط الدم و الاستشهاد لأجل جيوب ما يسمى قادة النضال الفلسطيني .
للأسف لم يتعلم العرب شيئاً ولم يدركوا بعد حجم المخاطر التي يسعى إليها الكيان الصهيوني لتحقيقه من تلك الحرب . يبدو أننا نتجه فعلاً إلى بداية انهيار النظام العربي بالكامل ، فتصريحات قادة العرب ما هي إلا امتصاص غضب الشارع و محاولة تـافهة لاستمالة الرأي العام العربي من أجل المحافظة على البقاء في السلطة التي باتت مهددة داخليا وخارجيا ، دون إيجاد و وضع آلية فاعلة وصحيحة للتطبيق من أجل مواجهة تلك المخاطر الآتية علينا بسرعة الضوء . .
ما هو مطلوب الآن من العرب ، القيام سريعا دون تردد أو تلكؤ باصلاحات سياسية
و اقتصادية وتنمويه و اعمار العقل العربي للتخلص من الفكر الصدامي العبثي الذي دمر العراق وسيدمر الشرق الأوسط ، و ترسيخ التضامن العربي وتعزيز روح القانون و الديموقراطية و حقوق الإنسان و تفعيل مؤسسات المجتمع المدني و خاصة وأننا الآن على مشارف حرب اشمل و أوسع على خارطة الشرق الأوسط وقد استعد لها الكيان الصهيوني جيدا تستهدف كل الوطن العربي ، فمصر
و السعودية و سوريا على رأس الهرم . .
فلنكن صادقين مع أنفسنا لقد انتصرت اسرائيل انتصاراً كبيراً بهذه المعركة القذرة وقد حققت من أهدافها أكثر بكثير ما حلمت به و سوف آتي على ذكرها باختصار وتنتظر الآن قطاف ثمار أهدافها الكبرى و التي يقترب موسم نضوجها
إلا أننا نستطيع تحويل هذه الهزيمة إلى انتصار لنا قبل فوات الأوان وتفويت الفرصة على هذا الكيان بتمرير مخططاته الشريرة ، اما ما تحاول حماس تسويقه بانه “انتصار كبير” يجب أن نبني عليه فهو مدعاة للضحك و السخرية و استخفاف في عقولنا وكأننا نعاني من شلل دماغي و ما تريده حماس منا كعرب وتصر عليه ما هو إلا بمثابة توقيع حكم إعدام أمة العرب و التسريع في تنفيذه .
إلا أننا نستطيع تحويل هذه الهزيمة إلى انتصار لنا قبل فوات الأوان وتفويت الفرصة على هذا الكيان بتمرير مخططاته الشريرة ، اما ما تحاول حماس تسويقه بانه “انتصار كبير” يجب أن نبني عليه فهو مدعاة للضحك و السخرية و استخفاف في عقولنا وكأننا نعاني من شلل دماغي و ما تريده حماس منا كعرب وتصر عليه ما هو إلا بمثابة توقيع حكم إعدام أمة العرب و التسريع في تنفيذه .
فلنبدأ أولا بانتصار حماس المزعوم فقد بـلغ عدد الشهداء 1300 شهيد وعدد الجرحى 4300 جريح و وقوع نحو 250 مقاوما في الأسر و تم تدمير نحو 1600 محل و مصلحة تجارية ، و تدمير 20 الف شقة سكنية، و تدمير تخوم المدن و المقرات و المؤسسات و المدارس و الطرق و البنية التحتية اجمالا، و بلغ عدد المشردين 45 الفا و بلغت حصيلة الخسائر المادية ما يقارب 3 مليار ناهيك عن الجوانب و المشاكل الأجتماعية الهائلة التي سوف تترتب على هذه الحرب الدموية من أيتام و أرامل وكبار السن دون رعاية أو عناية بعد فقدان الزوج أو الزوجة وبعضهم فقد كل عائلته ، وهناك مشاكل نفسية على السلوك الإنساني ، ومشاكل صحية وبيئية ، خاصة إذ علمنا أن الكيان الصهيوني قد أستخدم أسلحة محرمة دولية تهدد البيئة و الصحة ، كل هذا الدمار الهائل مقابل 13 قتيلا منهم
10 عسكريين و3 مدنيين، خمسة منهم قتلوا بنيران صديقة. . أي جنون وأي منطق من يصدق بأن هذا هو النصر المبين الذي سيحرر القدس . .
الآن لنتناول أهداف و مخططات الكيان الصهيوني ما تحقق منها و ما فشلت في تحقيقه وما تخطط له:
ـ إسرائيل تشعر بالخوف من التغير الذي حصل في الولايات المتحدة وترى هناك ضبابية في نهج الادارة الامريكية الجديدة و تريد فرض رؤيتها على المنطقة في أي تسوية كواقع .
ـ إسرائيل غير مرتاحة لتنامي علاقات مصر مع الغرب.
ـ تفكيك و إضعاف السلطة الفلسطينية من أجل التهرب من التزاماتها السياسية نحو عملية السلام وتنصلها بتلك الالتزامات من خلال ربط القضية الفلسطينية بالحرب على الارهاب .
لهذا تريد إسرائيل البقاء على قطاع غزة منفصلا عن الضفة لمنع قيام دولة فلسطينية و الاخطر من هذا تحريك الحركات الأسلامية أو القوى المعارضة في الشرق الأوسط للإطاحة بالأنظمة العربية وخاصة تلك التي تصنف دول الاعتدال ( مصر و الأردن و السعودية ) و لكن مصر الأكثر شهية للكيان الصهيوني .. لتتحول الدول العربية إلى دول مثل الصومال .
إسرائيل وجدت ضالتها في هذا الصراع الإقليمي من خلال الوهن والضعف والانقسام العربي وكذلك من الانقسام الفلسطيني ما يحقق هدفها وغايتها فقامت في توجيه ضربتها العسكرية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي أدت لسقوط المئات من الفلسطينيين من الشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة وسقوط المئات من المدنيين .
الهدف الأول تم عبر تدمير غزة و البقاء على وجود حماس و توسيع الخلاف الفلسطيني الفلسطيني لتجد اسرائيل دوما السبب لضرب غزة أو التهرب من أي اتفاق قد يعيد الحق
الفلسطيني .
الواقع ، إسرائيل لم تخض حربا بالمعنى العسكري في قطاع غزة وانما كانت تجري مناورات عسكرية وبالذخيرة الحيه في قطاع غزة و الأهداف المراد تدميرها كل شيء في غزة والأهم كيفية استخدام سلاح الجو بالمشاركة في الحرب البرية لكي تستعيد إسرائيل قوة الردع وبنفس الوقت الاستعداد لحرب قادمة مع مصر أو سوريا أو إيران .
سعت إسرائيل بكل قوتها خلال عدوانها الوحشي على قطاع غزة إظهار مصر وتصويرها على أنها تعلم مسبقا بالعدوان و متواطئة مع ما يجري في غزة لأجل زعزعة النظام في مصر لإتاحة الفرصة لجماعة الإخوان المسلمين بالتحرك والاطاحة
بالنظام المصري و هذا يعطي إسرائيل ذريعة أمام العالم بشن حربا استباقية عليها أو ترك مصر تغرق في صراعات داخلية .
بالنظام المصري و هذا يعطي إسرائيل ذريعة أمام العالم بشن حربا استباقية عليها أو ترك مصر تغرق في صراعات داخلية .
حين وجدت إسرائيل ان الدبلوماسية المصرية ناضجة وقادرة على ادارة الأزمة والسيطرة على الشارع المصري لجأت إلى الولايات المتحدة لطعن مصر عبر توقيع الوثيقة الأمنية مع امريكا لأجل استفزاز مصر وافشال كل مساعيها إلا ان مصر ، مرة أخرى ، ترد الصاع صاعين لـ إسرائيل حين دعت مصر لمؤتمر شرم الشيخ لتنجح مصر في ادارة الأزمة لينتهي العدوان بوقف اطلاق النار و من جانب واحد لتبلغ إسرئيل العرب و العالم بانها تملك قرار الحرب و السلم في الشرق الأوسط ولتقول للأروبيين (ليست إسرائيل من تفاوض أو تهادن أو تخضع لشروط الارهابيين لتخرج منتصرة بهذه المعركة بعدما دمرت قطاع غزة ، وفشلت في جر مصر أو سوريا للمعركة أو إيران ) .
الآن وبعدما وضعت الحرب الصهيونية القذرة أوزارها علينا كعرب تحويل هذا الدمار إلى انتصار و إلا سيتحول الشرق الأوسط إلى ساحة حرب أكثر شراسة وخاصة و ان إسرائيل وضعت دول الشرق الاوسط في مواجهة مع الحلف الأطلسي .
أولا : دعم السلطة الفلسطينية وتفكيك حماس عسكريا و ادخال مقاتليها في ادارة السلطة وتحول حماس إلى حزب سياسي في منظومة السلطة .
ثانيا ـ على الدول العربية التحرك فورا في دعم المؤسسات الحقوقية لرفع قضايا بحق قادة الكيان الصهيوني .
ثالثا ـ اصلاحات سياسية و اقتصادية وتنمويه و ترسيخ التضامن العربي وتعزيز روح القانون
و الديموقراطية و حقوق الإنسان و تفعيل مؤسسات المجتمع المدني قبل ان تفرض علينا من قبل اساطيل الحلف الاطلسي القادمة لـ فرض الحصار علينا بسبب أفعال حماس العبثية ..
رابعا: ادخال ايران و تركيا للعب دور أكثر فاعلية في الشرق الأوسط وفي عملية السلام
و الأستقرار في المنطقة ، وحل كل الخلافات مع إيران لمواجهة اسرائيل و أطماعها في المنطقة .
خامسا : التمسك بالمبادرة العربية للسلام و وضعها امام الادارة الأمريكية و الاروبيين .
سادسا: على الدول العربية و الاسلامية دعم مصر في مجلس الأمن للحصول على مقعد دائم وثابت نيابة عن الدول العربية و الأسلامية ، فمصر هي الورقة الرابحة الآن و بدعم الحكمة السياسة للملكة العربية السعودية لها ، و هنا اختلف مع الأستاذ محمد حسنين هيكل بان مصر الخاسر الأكبر في العدوان الصهيوني البشع على غزة بل بالعكس فقد أنقذت مصر خسارة أكبر من ما نتصوره، وما خسرته مصر هو مجموعة من الرعاع تعاني من قصر في نظر الذين لا يجيدون غير الخطب النارية فحركوا أمثالهم من الرعاع زورا وبهتانا ضد مصر و مصر الآن أكبر من مصر جمال عبد الناصر ، أكثر نضوجا و خبرة .
سادسا: دعم الجدار العربي الحديدي سوريا و رفض أي عقوبات ضدها لتبقى صامدة والرقم الصعب وحاملة لواء المقاومة حتى تبقى سوريا شوكة في عين إسرائيل.
بهذا نكون كعرب وجدنا مكانا لنا في هذا العالم و إلا ….!!