أصدر عدد من رجال الدين البارزين في السعودية تحريما جماعيا لأي مبادرة سلام تتضمن اعترفا بحق اليهود في أرض فلسطين، وتطبيع العلاقات معهم. وينطوي التحريم على إشارة واضحة الى “المبادرة العربية للسلام” التي طرحتها السعودية في مؤتمر القمة العربي في بيروت عام 1982، والتي ظلت حتى الآن تشكل حجر الزاوية للكثير من المداولات في شأن فرص السلام في الشرق الأوسط.
وقال عددٌ من رجال الدين والقضاة وأساتذة الجامعات بمكة المكرمة في بيان لهم عقب التشاور والتباحث بشأن “الظلم والعدوان اليهودي” على قطاع غزة “إن السعي إلى تحرير فلسطين هو واجب شرعي على الشعوب والحكومات، وأن ما تقوم به الفصائل الجهادية لتحقيق هذا المقصود هو من أعظم الواجبات الشرعية”.
وشدد العلماء على “شرعية تهدئة فصائل المقاومة مع العدو اليهودي، بشرط أن تكون موقتة، على أن تستقر فصائل المقاومة الجهادية في بناء قدراتها الإيمانية والتربوية والعسكرية والاقتصادية”.
ورفض العلماء في بيانهم “لمز المقاومة وانتقاصها”، مشددين على أن اللمز “من نهج المنافقين وديدنهم”.
واكد العلماء على “مشروعية الجهاد والمقاومة لأهل فلسطين مادام الاحتلال في أرضهم ويمارس الحصار عليهم”.
ودعا علماء المملكة “العلماء الدعوة بتحمل مسؤوليتهم الشرعية في توجيه الأمة ونهوضها لم يحقق مرضاة ربها، وبيان الواجب الشرعي المنوط بشرائع المجتمع كافة”.
ودعوا “عموم الأمة حكومات وشعوبًا إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية على كافة المستويات ضد العدو اليهودي، وكل من تعاون معه أو دعمه، واتخاذ كل التدابير الكفيلة بنشر هذه الثقافة”.
كما دعا العلماء “عموم المسلمين لمد يد العون لإخوانهم في غزة بكافة أنواع الدعم، والسعي لكفالة أسر ضحايا العدوان، والعمل على إعادة إعمار ما تم هدمه وتخريبه على يد العدو اليهودي”.
وختم البيان بفتوى “جواز تعجيل الزكاة لأرباب الأموال ودفعها لإخوانهم في غزة نظرًا لحاجتهم الماسة مع الاستمرار في الدعاء والقنوت”.
وقال الشيخ الدكتور سليمان التويجري في كلمة له في بداية اللقاء أن “الحرب على غزة ليست حربا على حماس، بل هي امتداد للصراع بين الإسلام والكفر”، ونبه إلى أن الحاجة ماسة في هذه الأيام إلى تراص الصفوف والتكاتف لصد أعداء الأمة الإسلامية الذين تكالبوا عليها في الداخل والخارج”.
وطلب من العلماء خاصة القيام بدورهم في إيقاظ الأمة، “فالفرصة سانحة والنفوس مهيأة للسماع من العلماء الذين عليهم مسؤولية مضاعفة تجاه أئمة المسلمين وعامتهم”.
وأثنى الشيخ عبد الله بن جبرين على الدور الذي يبذله “أهل الجهاد في غزة من كبت للعدو اليهودي الذي يخطط ويطالب بكثير من بلاد المسلمين، حتى إن مطامعهم “في دولة إسرائيل الكبرى” تصل إلى شمال المدينة”.
أوصى بن جبرين” العلماء بالتواصل مع الناس وأحيائهم” مذكراً “أن حرب هؤلاء الأعداء دينية وليست لأجل الأشخاص”.
ونبه رجل الدين السعودي “إلى أن ما أصابنا وأصاب أهل غزة هو من الابتلاء الذي ذكره الله عز وجل”.
وطلب من الجميع المجاهدة بالمال والدعاء، وأشار إلى ذلة اليهود”.
وقال بن جبرين إن ما دفع اليهود وشجعهم هو تعاون الصليبيين معهم”، مبشراً “أن هذا العدو سينهزم تحقيقًا لإسلامنا وديننا، ثم ختم كلمته بالدعاء على اليهود وأتباعهم، والنصرة والتمكين للمسلمين”.
وحضر الفتوى الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين- عضو الإفتاء بالمملكة العربية السعودية سابقًا، والشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر، المشرف العام على موقع المسلم، الشيخ سليمان بن وائل التويجري، عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقًاً.