بقلم: محمد عايش
الشهادات التي أدلى بها بعض الفلسطينيين الناجين من مذبحة غزة، تؤكد بأن هؤلاء الوحوش الصهاينة ليسوا من فصيلة البشر الذين نعرفهم، وأن أدولف هتلر أخطأ عندما ظن أننا بحاجة لعينات من هذه الوحوش لاثبات صحة نظريته تجاههم.
وعلى العموم فالوحشية التي يرويها فلسطينيو غزة ليست أمراً جديداً، فالاسرائيليون اقترفوا أبشع من ذلك بكثير عندما دخلوا مخيمي صبرا وشاتيلا في سبتمبر أيلول من العام 1982، لكن حظ الوحوش القتلة كان أفضل عندما لم يكن في هذا العالم “قناة الجزيرة” لتفضحهم، ولم يكن “انترنت” لنشاهد عبره الصور.. كما لم يكن أيضاً بطبيعة الحال حركة حماس التي تدافع اليوم عن ما تبقى من فلسطين.
الاسرائيليون اذن ليسوا سوى كائنات متوحشة، وقد شاهدهم العالم أجمع وهم يأكلون من لحوم أطفالنا، ويشربون من دمائهم، وتعلم كل شعوب العالم هذه الحقيقة التي ما عادت تحتاج لمزيد من البراهين.
لكن الوجه الآخر الأكثر أهمية لشهادات الناجين من الأطفال والنساء والعجزة، أن الشعب الفلسطيني العظيم قادر على المقاومة والصمود لدرجة لم يكن أحد يتوقعها، كما أن ارادته على الحياة لا يمكن أن تقهرها أساطيل الأسلحة الأمريكية التي يمتلكها كيان العدوان والارهاب والجريمة المنظمة المسمى “اسرائيل”.
الشعب الفلسطيني خرج بآلافه المؤلفة من بين ركام المنازل المهدمة في قطاع غزة يهتف لهذا الصمود والانتصار العظيم، ويؤكد تمسكه بالمقاومة التي اختارها سابقاً عبر صناديق الاقتراع، ولم تفلح طائرات الارهاب والعدوان وما ألقت من حمم فوسفورية في اسقاط هذه المقاومة العظيمة، وهذا الخيار الشعبي الديمقراطي.
هذا الشعب الفلسطيني العظيم يثبت كل يوم أنه جدير بالحياة، وأنه قادر على مقارعة الارهاب والاحتلال حتى آخر قطرة دم تسيل من طفل غزاوي مرفوع الرأس، وكلما تكشف حجم الجريمة البشعة التي ارتكبها الصهاينة على مدى الأيام الاثنين والعشرين، كلما ازددنا اكباراً واجلالاً وتعظيماً واحتراماً لهذا الشعب الجبار العظيم.
سلامٌ على أطفال فلسطين، سلامً على الأجساد الطاهرة التي طاولت هاماتها عنان السماء، سلام على الشهداء والجرحى، وسلامٌ ألف سلامٍ لكل قطرة دمٍ سالت، وكل دمعة طفل هطلت، وكل الجراح التي نزفت.
سلامٌ عليك أيها الشعبُ الفلسطيني العظيم.. سلامٌ عليكَ يوم ولدتَ، ويوم تموتُ، ويوم تبعثُ حياً.