جاسم الرصيف
لا تتجاوز ثقافة البعير حدود الصحراء والأحمال الثقيلة والواحات والسراب وعصا (حادي العيس) فلم تتخذه الأحزاب ، المتحضّرة وغير المتحضّرة ، رمزاَ لها ، كما (تشرفت) الفأرة والحمار والأسد والفيل وغيره ، ربّما لصحراويته ، وربّما لأن الأحزاب (الأجنبية) لم تشأ الإعتداء على ( حقوق الملكية الخاصة ) في العالم العربي .
والبعير في وعيه البهيمي لعصا (حادي العيس) عرف النفط قبل الشركات المعاصرة ، بدليل طرفة بن العبد الذي ( تطرف!! ) في مشاكساته حتى أفردته عشيرته ( إفراد البعيرالمعبّد !! ) ، ولكن لا البعير ولا طرفة امتلكا من نفط العرب غير القير الأسود الذي كان يمنح مجاناَ للمصابين بالجرب المهجّرين إلى صحارينا التي ما زالت عامرة ( بالجرب ) .
وهي حكمة من الله أن يخلق حيوانين فقط بخفّ هما : البعير ( سفينة الصحراء ) الموجهة بالستلايت في هذه الأيام ، دون أن تتخلى عن ثقافتها ، والنعامة التي كانت ومازالت طائراَ لا يطير ، فاقداً لغريزة الدفاع عن النفس ، يورّث جبنه المعروف معلباَ في بيض غير صالح للطعام ، فاستثنته هو الآخر كل الأحزاب من ( شرف ) اتّخاذه رمزاَ لأيّ منها ( والعتب !! ) على النعامة وليس على من استثناها .
والخفّ المشترك بين النعامة والبعير إستعارته ( حداة العيس ) وطوّرته مع مرور الزمن فصار نعالاَ ، صنّف إلى ( خفّ ضاحك ) تتعاطاه العوامّ من الأغلبية الساحقة من العرب الّذين ( أحبهم الله ) فابتلاهم بلعنة الفقر الأبدية والنعالات الممزقة ( الضاحكة ) على مآس صنعوها لأنفسهم بأنفسهم ، من قبر النبي يونس في الموصل إلى اليمن الذي لا أحد يستطيع الإدّعاء ( السعادة ) فيه ، ومن موريتانا إلى جزر الطنب في خليج ما عاد ( للعرب ) ، على ساحة ( من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميّت إيلام ) ، ولايشمل هذا أصحاب ( الجزم ) من العرب الّذين يمتلكون ( الجمل بما حمل ) ومعه ( حادي العيس ) ونعاله الضاحك !! . ولهذا يقول العراقيّون : ( يتعب أبو كلاش ـ نعال ـ وياكل أبو جزمة ) !! .
إذن أعضاء نادي الخفّ هم جمع :
البعير والنعامة ومن جمع من صفاتهما ( الحميدة!! ) في شخصه من عرب اجمعوا على ( عقيدة ) الإلتزام بدور الحمّال الجبان ، صاحب الخفّ الضاحك ، الذي لا تستفزّ كرامته إن استبيحت على جزمة سيّده ، ولا تستفزّ إنسانيته عندما يئد الجلاّد ذويه ، والذي يأكل الشوك وهو محمل بالذهب ، و ( المؤمن ) بحقّ الحاكم بجلده وجلده وحليب أطفاله وحتّى عرضه من ذاك الخفّ الضاحك ببهيمية لا أعجب منها إلاّ امتدادها على طول هذا الزمن الذي ما عرفت فيه ( بلاد العرب أوطاني !! ) المعنى الحقيقي للحرية والعدل والمساواة !!
ومن عجائب ( نادي الخفّ ) أن منتسبيه من أباعر ونعامات ، وما بينهما ، مازالوا يظنّون انّهم أحرار وهم أتعس من عبيد ، وتراهم ( يحتجّون!! ) ويتوعّدون ( سايكس ـ بيكو ) والإمبريالية ( بالويل والثبور وعظائم الأمور ) فيما رؤوسهم مستسلمة لجزم ( أصحاب السعادة والمعالي ) من الذين (ورثوا !!؟؟) العرب مع نعالاتهم ( الضاحكة ) على ما يجري في ..
نادي الخفّ !! .