“المطلوب الأول لأجهزة الاستخبارات العالمية وللولايات المتحدة تحديدا أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة سقط أخيرا في يد أجهزة الأمن الباكستانية بمنطقة (وزيرستان) على الحدود مع أفغانستان”.. هذا مضمون الخبر الذي قطعت قناة التلفزة الفرنسية المشفرة “جيمي” برامجها لتبثه مساء أمس الإثنين على الهواء مباشرة.
غير أن الخبر الذي شاع على الفور بين القنوات الفرنسية ما كان إلا وسيلة تتدرب بها القناة على خبر من الممكن أن يحدث؛ لمعرفة وقعه على الجمهور، مقلدة بذلك قناة بلجيكية قطعت برامجها العام الماضي لتعلن انفصال منطقة “الفلامون” من جانب واحد، وذلك لمعرفة ردة فعل الجمهور البلجيكي على مثل هذا الحدث، وتشكل “الفلامون” مع “الوالون” مملكة بلجيكا.
ففي تمام الساعة العاشرة والثلث مساء الإثنين 19-1-2009 قطعت قناة “جيمي” الخاصة، والتي عادة ما تبث مسلسلات أمريكية مدبلجة؛ لتعلن خبر القبض على بن لادن.
ولم تكتف القناة بذلك، بل أوردت ما اعتبرته أولى الصور عن عملية القبض؛ حيث ظهر شخص ملتح مغمض العينين يجر إلى سيارة عسكرية وهو محاط بعدد كبير من رجال الأمن.
وأوردت القناة مؤتمرا صحفيا للرئيس الباكستاني “آصف علي زارداي” مدبلجا بالفرنسية، يعلن فيها عن خبر القبض على بن لادن في منطقة وزيرستان.
“صدفة”
ولمزيد من الإيهام بصحة الخبر اتصلت القناة بأحد مراسليها المفترضين في باكستان، والذي أوضح أن القبض على بن لادن كان عن طريق “الصدفة”؛ حيث وقع حادث مرور بين سيارتين في وزيرستان، وكان بن لادن من بين الركاب.
ومن أجل إنجاح التمثيلية استضافت القناة عددا من الخبراء والسياسيين الفرنسيين للتعليق على الخبر، وكان من بين الحاضرين في البرنامج “فريديرك أنسال” المختص في الجغرافيا السياسية، وخبيرة الإرهاب الفرنسية “آن جوديتشلي” ورئيس تحرير جريدة “شارلي أبدو”، وكذلك النائب البرلماني الفرنسي “كلود كلوسقون” عن حزب التجمع من أجل الحركة الشعبية الحاكم.
وتزامن الخبر مع اليوم الأخير لإدارة الرئيس الأمريكي “جورج بوش” في رئاسة الولايات المتحدة، وهو ما جعل مقدم البرنامج الإخباري الفرنسي “بريس توسان” يتساءل: “هل الأمر مجرد صدفة؟”.
ويأتي هذا البرنامج الذي أحدث وجهات نظر متباينة حول جدواه بعد أيام من تصريحات “ديك تشيني” نائب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش، والتي قال فيها: “إنه ما زال يأمل في القبض على بن لادن”، وذكر تشيني أن بن لادن ينشط في منطقة صعبة جدا، ومن الصعوبة الوصول إليه.
وضاعفت الولايات المتحدة مكافأة كل من يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على بن لادن إلى 50 مليون دولار بدلا من 25 مليون؛ حيث تسعى واشنطن منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 إلى القبض على بن لادن الذي تعتبره العقل المدبر للهجمات.