انتقد رجال دين في الجزائر والمغرب الفتاوى الأخيرة الصادرة عن مفتي السعودية، بالخصوص تلك التي اعتبر فيها المسيرات عملا غوغائيا لا يجوز القيام به معللا ذلك بأن المسيرة تلهي الناس عن ذكر الله ! واعتبر الشيخ فاضل التلمساني ما صدر عن مفتي السعودي لا يقصد به بلاده لأن السعودية معروفة بالركود وبتكميم الأفواه.
وأضاف التلمساني “الفتوى بمجملها تعبر عن الرؤية الضيقة لمفتي من المفترض أن يكون منارة للمسلمين”.
كما انتقد الشيخ مراد زيدي في برنامج إذاعي من أسماهم بشيوخ البلاط والذين “بكل أسف يساهمون في تسخير الدين وفق حاجة الحاكم ضد المحكوم”.
وعلى الرغم من أن المسيرات ممنوعة في الجزائر العاصمة بحكم قانون الطوارئ المعمول به منذ 1992 لأسباب أمنية، إلا أن العديد من الصحف المحلية استنكرت هذه الفتوى التي أيدها الشيخ محمد الفركوسي المحسوب على الوهابيين الجزائريين، حيث اعتبرت صحيفة” الحديث” أن منع المسيرة بفتوى دينية لهو أكبر مصادرة لحق الإنسان في التعبير عن حقوقه ومطالبه بالطرق السلمية.
في نفس السياق هاجم الشيخ عبد الباري الزمزمي في تسجيل صوتي تداولته أغلب مواقع الانترنت المغاربية فتوى مفتي السعودية قائلا أن ما أدلى به مفتي السعودية لا يعدو كونه وجهة نظر وليس فتوى.
وأضاف الزمزمي “مفتي السعودية يعكس بعده عن واقع الحياة وعن قصور إدراكه بأحوال الناس المتجددة وظروف علاقاتهم المختلة ولو كان واعيا بأحوال الناس وطبيعة علاقاتهم المختلفة لأدرك أن هذه المسيرات هي أقل ما يطلب من الشعوب”.
من جانبها قالت صحيفة “المنار” إن “الفتاوى الاكسبريس التي صارت تنهال على الشعوب المسكينة أصابتها بالتخمة هذا لأن كل فتوى تجسد لوحدها البعد الفكري والنظري الضيق لصاحبها والذي يبدو أنه لم يغادر برجه منذ سنوات طويلة ليرى ما آلت إليه شعوبهم من غبن وشقاء”.
وأضافت في افتتاحيتها التي تحمل عنوان “صوت القلم”: بدل الفتوى بحق المواطن في الخبز والحرية والكرامة يتم تسويق فتاوي الفروج والنهود والتحريم والتقليم وهذه لوحدها تظهر أن شيوخ الوهابية في كل مكان يحملون نفس الفكر البليد الذي جاء دورنا لتحريمه واعتباره خطرا حقيقيا على البناء الحقيقي للأمة، حسب تعبير الصحيفة.