مؤتمر قمة …كلام فارغ
أصبت بالدهشة والذهول لنتائج مؤتمر القمة أولاً وثانياً لمجموعة الأقلام التي قامت بحركة تلميع لهذه الدولة أو تلك على قاعدة المصغر من الشيء علبة الحليب وكيس الأسمنت وكيس الدقيق ، ونقول للدول تلك بتعبير مصغر أيضاً عن ما قام به بعض الكتاب وخاصة في مواقع مشهورة مثل واتا ، جمعية المترجمين العرب ، نقول لهم ( جزاكم الله خيراً عن أفعالكم الانسانية التي بدأت بعد نهاية العدوان وليس في بداياته وفي أوجه) .
وللسياسة لغة خاصة تختلف عن لغة الأرصدة والأموال وليس كل ما تفقده الشعوب يعوض بالأموال ولو أنها هي ضرورة ولكن إذا كانت تلك الاموال متناغمة مع برنامج سياسي داعم ومن هنا مربط الفرس .
مؤتمر قمة الكويت لغى ما أتى به مؤتمر الدوحة من تشديد للهجة وخاصة أمام المذابح التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة ، وكنا نتمنى أن يكون مؤتمر الكويت داعماً لمقررات مؤتمر الدوحة إلا أن مؤتمر الكويت تناسى أن هناك مؤتمر عقد في الدوحة ومن ناحية أخرى يبدو أن الصقور في مؤتمر الدوحة أصبحوا حمائم في مؤتمر الكويت وخاصة في نظرة مؤتمر الدوحة إلى المبادرة العربية ، ويبدو أن مخرج ما كان أمام الرؤساء والأمراء العرب في جملة قالها خادم الحرمين أطال الله عمره “المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة للأبد” ، وهي مخرج للمتشددين من أن يكونوا تحت محل شماتة من الشعوب ومخرج لباقي الرؤساء العرب المعتدلين وغير المعتدلين أمام صمود غزة وصمود المقاومة وهي جملة ليس إلاّ لم يبرهن عنها ولم يتبلور أي قرار من نتائج مقررات مؤتمر القمة العربي في الكويت .
لقد أتى مؤتمر القمة المنعقد في الكويت ليس بالمستوى المطلوب لا على المستوى الاقتصادي ولا على المستوى السياسي وأكتفى هؤلاء الرؤساء والامراء والملوك العرب بكلمات فضفاضة غير جازمة كي تحسم أمراً او تعزز موقفاً .
نعم المصالحة العربية مهمة جداً ولكن متى تكون ايجابية وفي أي اتجاه تسير هذه المصالحة هل هي تتجه نحو تعزيز طاقات الأمة في مواجهة العدوان ؟؟!!، وكذلك الحوار الوطني الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية ، هل هناك من ارضية اتضحت ومستجدات أتت على نوع الخريطة السياسية الفلسطينية والمعوقات في سبيل تحقيق وحدة وطنية تتجه نحو المصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني واستثمار صمود غزة والمقاومة في سبيل تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني ، أم ما تعنيه مؤتمر القمة من الوحدة الوطنية الفلسطينية وما هو مطروح من حكومة وفاق وطني أو وحدة حكومة وحدة وطنية هو تكبيل المقاومة بكم من الاتفاقيات والنصوص على قاعدة اعمار قطاع غزة ، والخروج من مأزق التمويل والجهة التي يمكن أن تستلم التمويل ، ولي أن أسأل هنا من هو الذي تضرر في قطاع غزة ومن هو الذي دفع ثمن الصمود ومن هي القوى المنظمة بقواعد الصمود، أليست المقاومة بكل فصائلها ؟؟!!، أليست الفصائل هي حامية القرار الفلسطيني والأحلام الفلسطينية أمام العدوان الصهيوني والاحتلال للأرض الفلسطينية ، أليست هي المقاومة التي رفعت رأس العرب حتى من ارتضى لنفسه أن يطأطئ رأسه إلى أسفل في بدايات الحملة العدوانية على غزة .
نقول شكراً للمقاومة ولصمودها ، وشكراً للشعب الفلسطيني في غزة وصموده ، لأنه سمح لمن طأطأ رأسه عقود من الزمن أن يرفع رأسه ليتحدث عن المقاومة .
<
b>من هنا نقول مؤتمر القمة أتى خاليا من قاعدة اساسية كان يريدها الشعب الفلسطيني او الشعب العربي وهو دعم واضح للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال والدعم كل الدعم بكل أنواعه للشعب الفلسطيني المقاتل المناضل ومن خلال قيادة المقاومة .
ليس صحيحاً أن يحاول النظام الرسمي العربي من خلال مؤتمر قمة الكويت ومؤتمر شرم الشيخ الدولي أن يأتي برئيس منتهية ولايته وله من المقابلات والقبلات مع قيادات العدو الصهيوني أكثر من 242 لقاء ، خلال هذه اللقاءات مئات من الاجتياحات للضفة ومئات من الخروقات لحدود غزة ، والآن آلاف المنازل والشهداء والجرحى في غزة ، رئيس فلسطيني يستظل وينتظل تصريح من الاحتلال لكي يمارس صلاحياته فيما يقول ولا يقول ، ولذلك كانت تصريحات الرئيس الفلسطيني في مؤتمر القمة ليست بجديدة وهو التمسك بالسلام خيار استراتيجي وبالمبادرة العربية وما أدراك ما المبادرة العربية .
من الظلم الذي يصنف من عدة ظلمات وظلام يمارسه النظام الرسمي العربي سياسيا وأمنياً بحق الشعب الفلسطيني ، فكان من الاجدر ولو كان هناك بارقة أمل في أن يعتدل مسار القمم العربية أن تدعى فصائل المقاومة إلى مؤتمر القمة ليتعرف الرؤساء العرب على ما يجب أن يقدموه للشعب الفلسطيني في مجال المقاومة والصمود ، فالأموال لا تكفي وحدها والشعب الفلسطيني لا ينتظر رغيف الخبز فقط ، فهناك حقوق وهناك قضية سياسية ووطنية تجنب مؤتمر القمة الخوض فيها .
عودة مرة أخرى لما قرره مؤتمر القمة من توجهات لدعوة فصائل المقاومة في القاهرة ، الترحيب كل الترحيب بفصائل المقاومة ولكن ألا يرى الملوك والرؤساء العرب ان هناك جسماً شاذاً ووعائاً ملوثاً قد دعي للجلوس بجانب الشرفاء من الشعب الفلسطيني ، العرب لا يعرفون أن هذه الأجسام الشاذة لا تمثل شيء امام الشعب الفلسطيني وان أخذت شرعيتها فلن تأخذها من الشعب الفلسطيني بل أخذتها من النظام الرسمي العربي .
مؤتمر القمة العربي ادخلنا في مسارات جديدة وهي اعادة الاعمار ووضع الرئيسيات في سلة المهملات ، فكم سنة لإعمار غزة واهمال الجوانب الاخرى وهي قضية الشعب والحقوق والمقاومة ، أعتقد أن المقاومة تعي لهذه الألعوبة الكبرى المغلفة بستار المال والهبات التي أتت من المكرمات من الجزيرة العربية .
نعم للاعمار ولكن كما قلت الشعب الفلسطيني محتاج إلى أكثر من رغيف الخبز وعلبة الحليب وكيس الأسمنت ، الشعب الفلسطيني يريد وبكل وضوح دعم المقاومة المشروعة التي يمارسها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وفتح الحدود والمعابر وبدون أي التزامات تجاه أمن العدو .
بالتأكيد النظام الرسمي العربي حركته الشعوب الهادرة من المحيط إلى الخليج عندما قالت( من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر لبيك غزة هاشم).
أرى أن مؤتمر القمة في الكويت هو حلقة من حلقات الامتصاص للغضب العربي وهي محاولات متكررة لجر المقاومة إلى خندق التسويات التي يقودها عباس ومنظومة أوسلو في المنطقة .
مؤتمر قمة… كلام فارغ
بقلم/ سميح خلف