منعت الخلافات السياسية البينية بين الأطراف العربية في الكويت القمة الإقتصادية من التوصل إلى بيان ختامي يعكس أجواء المصالحة العربية التي رعاها العاهل السعودي الإثنين. وعكس الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مجددا في مؤتمره الصحفي أجواء الأحياط التي تؤكد بان المصالحة لم تنعكس على مقررات وزراء الخارجية العرب الذين تخلل إجتماعهم النهائي الكثير من التجاذب والمشادات حسب المراقبين.
وقال موسى بان الأمور العربية ما زالت مضطربة وليست على ما يرام ولابد من جهود حثيثة لإعادة اللحمة العربية قدر الإمكان.
و تؤشر تعليقات موسى بعد إختتام القمة على مستوى الخلافات الداخلية رغم المصالحة على عناوين عريضة أهمها مبادرة السلام والموقف من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة حيث لم يتضمن البيان الختامي أي موقف من وثيقةالمبادرة العربية وإستمرت الخلافات بين محورين عربيين على خلفية توصيات ومقررات قمة الدوحة الطارئة.
ووفقا لمراقبين تحولت المصالحة إلى مجرد لقاء ودي بين الزعماء العرب لم ينتهي بتائج ملموسة على صعيد مقررات البيان الختامي أو القضايا السياسية الأساسية المختلف عليها.
واعلن القادة العرب في ختام قمة الكويت الاقتصادية الثلاثاء تكليف وزراء الخارجية العرب والامين العامة لجامعة الدول العربية متابعة جهود المصالحةالوطنية الفلسطينية، كما اكدوا التزامهم باعادة اعمار غزة لكن دون الاتفاق على الية مشتركة.
وجاء في بيان خاص بغزة تلي في نهاية القمة ان القادة كلفوا وزراء الخارجية العرب والامين العام عمرو موسى بمتابعة التشاور حول مستجدات هذا الموضوع والدفع بالجهود العربية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتنقية الاجواء العربية.
ودعا البيان الى ان يتم ذلك بالبناء على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود وما تم تحقيقه في قمة الكويت في هذا المجا” في اشارة الى دعوة العاهل السعودي الى مصالحة فلسطينية والى تجاوز الخلافات العربية العربية.
وكانت مصادر فلسطينيةاشارت الى وجوداتفاق حول تولي مصر حصرا جهود المصالحة بين الفلسطينيين.
وقال السفير الفلسطيني في مصر نبيل عمرو لوكالة فرانس برس الاثنين اعتقد ان الدعوة المصرية الوشيكة لجميع الاطراف الفلسطينيين للحوار في القاهرة عندما ستتم سيلبيهاالجميع، والآن اظن ان العرب جميعا سلموا الملف لمصر ولم يعد هنالك من يطرح بديلا عنها في عملية الوفاق.
كما افاد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الجامعة العربية اتفقت على ان تكون جهود المصالحة الفلسطينية عبر مصر، ونحن ملتزمون بهذا الاتجاه.
الى ذلك، اكد القادة العرب عزمهم على تقديم كافة اشكال الدعم لمساعدة الشعب الفلسطيني واعادة اعمار غزة ورحبوا بالمساهمات التي تم الاعلان عنها في هذا النطاق.
وتوجه القادة في البيان بتحية اكبار واجلال للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الاسرائيلي وطالبوا “بوقف العدوان والانسحاب فوريا من قطاع غزة وتثبيت وقف اطلاق النار ورفع الحصار الجائر.
كما حمل القادة إسرائيل المسؤولية القانونية عماارتكبته من جرائم حرب مع اتخاذ ما يلزم لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد تحدث عن خلافات بين الدول العربية بشأن غزة تعرقل صدور البيان الختامي للقمة الإقتصادية التي تختتم في وقت لاحق الثلاثاء بإنتظار إحتواء الخلافات الناشئة على وقع المصالحات التي تم ترتيبها بين عدة دول ومحاور عربية.
وفيما ألمح زيباري لأراء متبانية لا يسعف الوقت بالتعامل معها أشار لجهود حثيثة تبذل للوصول إلى موقف موحد فيما عكس نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أجواء التباينات التي ظهرت بين وزراء الخارجية رغم المصالحات قائلا: إذا أردناالتحدث بموضوعية فإن هناك خلافات بين الأشقاء.
وذكرت مسودة اعلان القمة الاقتصادية العربية التي تختم رسميا الثلاثاء أن قادة الدول العربية المشاركة في قمة الكويت سيتفقون على دعم التعاون الاقتصادي بين بلادهم بما في ذلك الطاقة النووية.
وتدعو الدول العربية في الاعلان إلى استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية والتوسع في محطات الكهرباء وشبكات الغاز الطبيعي الاقليمية واقامة سوق لتجارة الطاقة.
وأبدت الحكومات في العالم العربي اهتمامها بالطاقة النووية في مسعى لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
كما تدعو مسودة الاعلان التي حصلت عليها رويترز لزيادة مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار في قطاع الطاقة وإدارته.
كما توجه المسودة القمة الدعوة لاجتذاب مزيد من الاستثمارات العربية لتطوير مشروعات صناعية وربط الدول العربية عن طريق وسائل النقل البري والبحري والجوي لتعزيز التجارة والسياحة.