ميسلون هادي
تقود مجلة الاداب البيروتية , ومنذ عدة أشهر حملة متواصلة لمقاطعة الشركات الداعمة لاسرائيل , وحسب ملف المقاطعة المرافق لكل عدد, نستطيع ان نتلمس وسائل عملية ناجعة لعقاب اسرائيل على ما ارتكبته منذ تأسيسها , من جرائم ابادة وتهجير بحق الفلسطينين ولازالت تفعل حتى الان,وحبذا لو يطلع الكثير من المتظاهرين العرب الراغبين بدعم غزة والقضية الفلسطينية,على الملفات الخاصة بالمقاطعة في موقع مجلة الاداب , ليقرأوا بأنفسهم المقالات المنشورة هناك , لما فيها من معلومات مهمة عن نشاطات بعض الشركات التجارية الداعمة للوجود الاسرائيلي بكل ثقلها وامكاناتها المادية, ورعايتها لمجمل مصالحه ومؤساساته الاجتماعية والاقتصادية والرياضية, وكمثال على ذلك نقرأماجاء في موضوع كوكاكولا والصهيونية لكريستين شايد:
“ان مقاطعة كوكا كولا سيحث هذه الشركة على ان تدرك سبب عدم نموها بمقدار نمو منافساتها وستعطي هذه الشركة في لبنان والعالم , فرصة اعادة النظر في اجندتها السياسية, وقد شهدنا بأم العين نجاح استراتجية المقاطعة في حالة ستاربكس, التي أغلقت كافة فروعها الستة في اسرائيل في نيسان 2003 , فاذا كنتم تريدون أن تقاطعوا شركة ليست ضرورية لحياتكم ولكنها ضرورية لحياة اسرائيل, فأن كوكا كولا هي المطلوب.”
أما في موضوع اّخر لنفس الكاتب عن نستلة والصهيونية فإن المعلومات الواردة فيه عن نشاطات الشركة الداعمة لاسرائيل وعملية استيراد اليهود من الخارج تجعل اي عربي منا, يراجع نفسه مئة مرة قبل أن يقدم على شراء أي منتوج لهذه الشركة خصوصا عندما يعلم ان مجموعات عالمية تقاطع هذه الشركة لاسباب أخرى , وان الاتحاد المهني الاكبر في بريطانيا أضافها الى لائحة البضائع الاسرائيلية الواجب مقاطعتها . ومما يذكره الكاتب أيضا بهذا الصدد, أن مغامرة نستلة مع اسرائيل لم تبدأ الا بعد ان ذابت المقاطعة الرسمية العربية عام 1993.
كما تورد المجلة تقريرا عن حصاد المقاطعة لبعض الشركات الاسرائيلية والداعمة للصهيونية للعام2003 , أعده الكاتب نفسه مع سماح ادريس رئيس تحرير المجلة ويذكران فيه بالارقام الموثقة , الخسائر التي تعرضت لها بعض الشركات والمطاعم مثل برغر كنغ وماكدونالدز ونستلة من حيث انخفاض المبيعات في الربع الاول من العام 2003, وذلك بسبب المقاطعة. أما ستاربكس فأغلقت كل فروعها الستة في تل أبيب في11- نيسان-2003,
الحقيقة ان حملة مجلة الاداب لمقاطعة اسرائيل تستحق التنويه بها الان أكثر من أي وقت مضى ,لكي تحول الجماهير العربية غضبها من الهتاف والصراخ الى سلاح ناجع وفعال يخدم القضية الفلسطينية, ولكي يترجم بعض المطربين أقوالهم الى أفعال خصوصا وان بعض الذين يغنون لنا أو علينا هم من نجوم اعلانات الكوكا كولا, وليتنا نقتدي بفتاة فرنسية من أصل لبناني, التقيت بها صدفة في بلد عربي اسمها منى, عندما وجدت مشروب الكوكاكولا على مائدة الغداء, رفضت أخذه وقالت انها تقاطعه وهكذا علمها والدها اللبناني منذ الصغر .علما بانها لاتجيد اللغة العربية ولكنها سببت الاحراج لكل الموجودين من العرب.