بقلم: صالح صلاح شبانة
الآن، وبعد أن أنهى الأحتلال اعتداءه الغاشم بهزيمة عسكرية مجلجلة ، وتكشفت أكاذيبه وسقطت أقنعته الزائفة ، وتبين أن السلاح الفتاك ممكن أن يخرب ، وممكن أن يدمر ، وممكن أن يقوم بجرائم يندى لها جبين البشرية ولكنه لا يستطيع كسر إرادة أمة يعتبر الجهاد فيها ذروة سنام الإسلام ، وأن سبب ما نحن فيه من هزيمة وانكسار هو تخلينا عن عزة الجهاد والمقاومة وإتباع نهج الله .
وعندما دخل العدوان الغاشم على غزة العزة ، وجد فتيان آمنوا بعزة الله والنصر ، ورأوا مقاعدهم من الجنة ، إن صبروا على الأذى ، ولم يكن أصلاً أمامهم إلا الصمود والتصدي ، وأن لا خيار إلا القبول بأمر الله سبحانه وتعالى ،فكان الصمود الأسطوري لأمة القرآن في معركة الفرقان ، وكانت هزيمة مدوية للعدو ، أكملت ما حدث في لبنان ، مع أن طبيعة لبنان غير طبيعة غزة ، وأن سلاح لبنان غير سلاح غزة ، ولكن النتيجة كانت واحدة ، ذلك لأن الهدف كان واحدا والمصير واحدا ..
إن الصفعة المدوية التي رنت على وجه الاحتلال أشبه بالحذاء الذي انطلق إلى سيء الذكر جورج بوش ، الراحل لا أسفا عليه ، سيما هو الذي ساهم بشكل كبير بغرور إسرائيل ، وبالتالي انكشاف وجهها القبيح أمام العالم برمته ، مما أدى إلى سقوط أساطيرها الكاذبة ، لدرجة خروج يهود في المسيرات لإدانتها والتنديد بها ، رغم ما تمتلك من تاريخ كاذب ، تؤيده ماكينات إعلامية هائلة فأهانت نفسها ، وأبانت كذبها ، وغاصت بوحل أعدته للمقاومة الفلسطينية التي اتحدت وتحدت خلافاتها الهامشية وأيقنت أن المقاومة هي السبيل ، إلا رئيسها الذي( تلطى) على أبواب اليهود حتى فقد كل ماء وجهه وأعلن بصراحة أنه لا يريد المقاومة ، فأين العزة إذا صار الدم أغلى من ماء الوجه، وهذا ما تأباه العزة الفلسطينية وكرامة الشعب الذي يقدم التضحيات منذ مائة عام ولا زال!! وهذا ما أدى إلى الوقوع الكارثي لإسرائيل ، وخروجها المخزي من غزة العزة تجر أذيال الخيبة ، وقد تكشفت الوجوه القبيحة المتآمرة على الأمة ومصيرها ، وكانت قمة الكويت الاقتصادية ، حيث تبدلت لغتهم ، وحدثونا بلغة فيها خميرة العزة ، والتي فقدناها من بعد عهد عبدالناصر ، وسقوط قلعة العراق التاريخية ، واغتيال فارس الأمة العربية المقدام الشهيد صدام حسين رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مأواه .
الآن نحن نخطو بثقة إلى فجر جديد محنى بالدم الفلسطيني الثائر ، وجرعة جديدة من الشجاعة و(حليب السباع) شربها القادة العرب فتغيرت مواقفهم ، وحدثونا بلغة جديدة لم نعهدها من قبل ، وحييوا المقاومة ، ووعدوا بدعمها ، والمقاومة بلغة إسرائيل وأمريكا إرهاب !!!
فماذا حدث ؟؟؟
حدث انكسار بالقوالب الزجاجية التي حبس الغرب وأسطورة إسرائيل أرواح الأمة العربية ، فإذا بها كذبة سمجة ، وإذا بحفنة من فتيان فلسطين الأبطال يسقطون هذه الأسطورة ، حتى أنهم يقتلون الأسير مع آسريه ، كناية بجلعاد شاليط الذي لم تستطع كل القوة الرهيبة من الجو والبر والبحر ، واستخدام أقذر وأفتك أنواع الأسلحة من تحريره ، أو القضاء على أسطورة المقاومة ، أو الصواريخ العبثية(التنك) ، وكانت الخلاصة كما قال أولمرت أنه تم (إرخاء قبضة حماس عن غزة أمام سلطة عباس ) وهذا دليل إدانة وإهانة لمحمود عباس هو في غنى عنها…………!!!
نعم انتصرت المقاومة ، وانتصرت إرادة الشعب الفلسطيني وسقطت أسطورة القوة الإسرائيلية العاتية ، وصارت شبه ملاحقة من كل المحافل الدولية ، مع أنها أشياء رمزية و(مدافع لبن) ولكنها خطوة على الطريق لزوال هذا السرطان من الجسد العربي….
إن سعادتنا بسقوط معسكر رحاب العاهرة ، وعودتهم إلى الصف العربي أكبر بكثير من هزيمة لإسرائيل ، إذ لو كنا قلبا واحدا ، ما بلغ الغرور الإسرائيلي هذا الحد ، فهو وجه لطمة مدوية على وجه نظام حسني مبارك ، قامت أروبا بترقيعها عندما دعت إلى قمة شرم الشيخ خلال أقل من يوم ، في حين فشل العرب بذلك خلال ثلاثة أسابيع ، مما يقوي الظن أنهم كانوا يعطوا لإسرائيل الفرصة أكثر للقضاء على المقاومة ، ولكن إرادة شعبنا وثقته بالله سبحانه وتعالى أولا ، ثم بالتفاف الجماهير الفلسطينية التي قتلها الانتظار ، وسحقتها كذبة المفاوضات العاقرة وبالتالي لم تحصد إلا الفشل ، والفضل بعد الله تعالى للجماهير الحاشدة التي رفعت صوتها في أرجاء العالم وفضحت زيف إسر
ائيل وكذبها وعنصريتها ، والإعلام العربي وخصوصا الجزيرة ، والتي نقلت صور الجريمة أولا بأول ، مما رفع الشعب الفلسطيني وأسقط إسرائيل ، التي كذبت طويلا…
ائيل وكذبها وعنصريتها ، والإعلام العربي وخصوصا الجزيرة ، والتي نقلت صور الجريمة أولا بأول ، مما رفع الشعب الفلسطيني وأسقط إسرائيل ، التي كذبت طويلا…
ما حدث بحاجة إلى معركة إعلامية ، معركة رأي عام تظهر الجلاد والضحية ، وقيمة الإرادة في صناعة النصر الذي رأينا بعض بواكيره….