بعد سبع سنوات تقريبا على اطلاق جورج بوش عبارته الشهيرة “محور الشر” الذي ادرج فيه ايران والعراق وكوريا الشمالية، يدشن خلفه باراك اوباما الثلاثاء حقبة جديدة في الدبلوماسية الاميركية تحت شعار الحوار بما في ذلك مع طهران. والتزمت وزيرة الخارجية الاميركية المقبلة هيلاري كلينتون من الان محاولة اعتماد “مقاربة جديدة” لحمل الدول المعنية الى العودة الى الطريق القويم محترمة بذلك وعدا انتخابيا لمنافسها السابق الذي اصبح رئيسا.
وفي محاولة لاقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي، قالت كلينتون الثلاثاء الماضي امام الكونغرس ان “الانفتاح على الحوار قد يؤتي ثماره” بعد اكثر من 28 عاما من الصمت الرسمي مع طهران.
وخلافا لوزيرة الخارجية المنتهية ولايتها كوندوليزا رايس، لم تضع كلينتون السيدة الاميركية الاولى سابقا، اي شرط لفتح حوار مع ايران مستبعدة حتى فكرة ان يؤدي ذلك الى تعزيز معسكر المتشددين بقيادة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية في يونيو/حزيران المقبل.
وقالت في رسالة الى الكونغرس عرضت فيها برنامجها ان “الانتخابات يجب الا تمنعنا من اقامة حوار اذا اعتبرنا ان ثمة نية صادقة بالتحاور” لدى النظام الايراني.
وفي هذه الوثيقة اعربت عن استعدادها للتحاور مع سوريا التي حدت رايس من اتصالاتها بها الى الحد الادنى. واكدت كلينتون “اعتبر ان التحاور مباشرة مع سوريا سيعزز فرص التقدم وتغيير التصرف السوري”.
والحوار لن يقتصر على الدول الصعبة. فخلافا لبوش الذي غالبا ما اتهم باتخاذ قرارات احادية الجانب تعهد اوباما استشارة الدول الاوروبية اكثر بشأن الملفات الرئيسية.
لكنه حذر من انه يتوقع ارسال المزيد من الاوروبيين ولا سيما في افغانستان حيث تعتبر الولايات المتحدة ان دعم بعض الدول الاوروبية لعمليات التحالف الدولي العسكرية فاتر.
وفي واشنطن تبدو الاوساط الدبلوماسية متلهفة لتلقي معلومات حول مشاريع الادارة الجديدة.
لكن فريق اوباما الانتقالي الحريص على احترام الفريق المنتهية ولايته، حافظ حتى اليوم الاخير على تكتم تام رغم استياء بعض السفراء الذين تمتطرهم حكوماتهم بالاسئلة على ما افاد عدة دبلوماسيين اوروبيين وعرب.
الا ان هذه الاوساط لا تتوقع تغييرات جذرية في سياسة الولايات المتحدة الخارجية بعد تسلم اوباما الحكم من بوش.
وقال دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى “لا اظن ان التغيير سيكون تاما مئة في المئة” مشيرا الى ان النهج الاحادي الجانب الذي كان يعتمده بوش توقف عند بداية ولايته الثانية في 2005.
واضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “قد يحصل ربما تغيير في اللهجة او الطريقة” في اشارة الى نية اوباما المفترضة في تعيين موفدين خاصين في عدة مناطق اساسية في العالم مثل الشرق الاوسط والمثلث الذي تشكله افغانستان والهند وباكستان او حتى ايران.
وينتظر حلفاء الولايات المتحدة على اي حال اشارة قوية من الرئيس الجديد منذ بدء ولايته تتعلق باعلان حول مصير معتقل غوانتانامو الاميركي في كوبا الذي يعتبر رمزا لتجاوزات الادارة السابقة.
وتعهد الاوروبيون بدعم واشنطن للتخلص من معتقلين يشكلون خطرا ولا سيما عبر تمويل برامج لاعادتهم الى بلدانهم الاصلية.