عمر شاهين
شعر الشعب العربي بالأسف عندما رفضت الدول العربية التي لم تذهب لقطر الحضور قمة القمم كي يسجل الزعماء حضورا شكليا نعرف فيه أنهم لن يحرروا غزة أو يقدموا جسرا جويا إليهم ،كما اعتدنا سابقا، ولكن كل أمانينا أن يوحدنا الجرح النازف في غزة وأن نرتقي على الخصومات العربية التي طالب المفكر فهمي هويدي بحلها قبل أن نتحدث عن تربيط لتفكك الفلسطيني ، فبينما تحرق غزة ويدفن أهلها في تل الهوا تحت التراب نعيش في صراع من هو زعيم أو شيخ العرب السعودية أم قطر !
لقد عقدت القمة بحضور دول الممانعة كي تسجل موقفا إضافيا في سجل دول ما يسمى بالاعتدال وبعد أن جنح عنهم الأردن عاد ليصطف معهم ، لأسباب تفاجأ منها الجميع بعد أن كان الأردن حريصا على إيقاف تدمير غزة وتفريغ خزانات الأسلحة الأمريكية فوق بيوتها . القمة تلك كانت النقطة الفاصلة في وقت يشعر فيه الصهاينة في الفشل من تحقيق أهدافهم في غزة إن كان على صعيد عجزهم عن أسر وتدمير واضح لقوى حماس ،أو منع الصواريخ. فقد أطلقت المقاومة بعد ختام الأسبوع الثالث من الاعتداء ثلاثة عشر صاروخا باتجاه المغتصبات الصهيونية ، وفي المقابل فشلت المرحلة الثانية –البرية – فلم تتمكن دباباتهم من اقتحام شوارع يحميها مقاومون عزل لا يملكون سوى أسلحة خفيفة ، القصف الجوي الهائل والفسفوري عجز عن دفع الصهاينة إلى الشوارع وكل ما حدث حتى كتابة هذا المقال انتقام مجدد في تل الهوى .
ترفض مصر ونظامها أن تقيم أي قمة تشارك فيها دول تريد نصر غزة على عدوها وعدم تقديم كل الضحايا الذي فقدناهم هباء ، فمصر همها الأكبر فقط الخلاص من حكم حماس وسيرة معبر فرح ، ولن ينهي هذا المشوار سوى وضع قوات دولية، تضمن حصار جيد لغزة .
المبادرة المصرية كانت جيدة في ظل القصف وعدم استيعاب ما يحدث ، ولكن بعد تعطل مشوار الصهاينة تصر مصر على تحقيق أهداف مجانية لعيون حبيبة أبو الغيط ليفني وعدم زجها والإرهابي بارك في ” فينوجراد “ جديد، يوجه فيه الإعلام الصهيوني أسئلة محددة عن تحقيق أهداف الرصاص الصهيوني .
دول الاعتدال لا يتعاملوا بأي شكل من الأشكال مع أن ما يحدث كارثة في خاصرة البشرية أو إجرام وتمدد جديد في الخطر الصهيوني ، بل وكأنهم سعداء في تلقين حماس درسا فيما يحدث حتى يظل أبو الغيط فرحا بمقولته بان هذا نتيجة اللعب مع القط الشرس ولمن لا يسمع نصائح العم مبارك.
إن إنهاء هذه المجازر بالمبادرة المصرية هو خيانة لكل شهداء وجرحى غزة ، فهذا ما سيعطي العالم أن ما حدث كان عبارة عن ردة فعل صهيونية نحو إطلاق صواريخ حماس ، انتهت بصلحة مصرية ، يخرج فيها العجوز أبو الغيط كمحنك سياسي ومبارك كعراب أنقذ الدم الغزاوي ولو بعد خراب مالطا. والآن فتح معبر فرح لأنه حقق رجوع سلطة عباس التي ليس لها سلطة سوى عند مبارك .
لقد كانت قمة القمم في قطر تسعى إلى استغلال كل جرائم الصهيونية وتفاعل الشارع العربي، كي تضع شمعا أحمر على علاقتنا بهذا الكيان الخطير الذي سيتمدد مثل السرطان، قريبا في أجساد من يحموه .
إن تأجل أي اجتماع عربي إن كان في الدوحة أو الكويت أو الرياض ، سكوت أو تمديد أو انتظار لبورصة القتل الصهيونية ، وانطلاق بعد استقرار سهم القتل أو الهزيمة في سوق المعركة لذا كان أو اجتماع منتظر على هامش مؤتمر مالي كي توزع الأسهم جيدا. ومع ذلك فقد سجلت قطر أنها دولة العرب الأولى مكملة مشوار الجزيرة في نقل الحقيقة ، وان مشيختها هي التي تستحق احترام الشعوب العربية الحقيقية وأن من غابوا لم يكن لحضورهم أن يقدم شيئا مفيدا فقد نطق اللسان العربي في الدوحة حقيقية ما يحدث، وسجل التاريخ من هو النظام الحاكم في مصر ومن هي السلطة الصهيونية وليست الفلسطينية حماة إسرائيل ، التي أضيفت إلى حكومات كرزاي والمالكي وأحذر عباس ومستشاره ومعاونيه وأبو الغيط بأن هناك شركة تركية أنتجت أحذية مماثلة لحذاء منتظر الزيدي تشعر باشتياق شديد للوجوه التي ارتدت قناع بوش .