تدمير قوة حماس العسكرية.. تقويض البنية التحتية في قطاع غزة.. القضاء على بعض القيادات العسكرية.. وتقويض الدعم اللوجستي للحركة.. تلك أبرز المكاسب التكتيكية الطابع التي حققتها إسرائيل من حرب غزة، من وجهة نظر جيفري وايت، المتخصص في الشئون العسكرية والأمنية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وهو معهد يميني معروف بقربه من اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار وايت في مقال له بعنوان: “جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة.. المفاهيم العملياتية، وخطوط الجهد، والأثر”، إلى أن الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت العناصر العسكرية للحركة وقياداتها وبنيتها التحتية “أضعفت القدرات العسكرية لحماس بشدة، ومن ثم أضعفت قدرتها على حكم غزة”.
وأضاف في المقال الذي نشره موقع معهد واشنطن أن “الخسائر في القدرات العسكرية لحماس يضعف من ادعائها أنها قائد المقاومة والمدافع عن الشعب الفلسطيني، وقد يؤدي استهداف القيادات إلى ظهور الشقاق داخل الحركة بين القادة المشتركين في القتال، وهؤلاء الذين يتهربون منه، كما أن تدمير الأنفاق التي تربط بين مصر وقطاع غزة سيقلل من سيطرة حماس وقدرتها على الحفاظ على تدفق السلع والخدمات الأساسية، بما في ذلك الأسلحة والذخيرة”، على حد قوله.
ويحصر وايت ما وصفها بالمكاسب الإسرائيلية في أربعة أبعاد رئيسية:
أولا: تقويض القدرات العسكرية لحماس:
“فقد كان انصباب جهود جيش الدفاع (الاحتلال) الإسرائيلي بشكل أساسي على تقليل القدرات العسكرية لحركة حماس والعناصر المسلحة الأخرى، من خلال القوات الجوية والأسطول والقوات البرية”.
هذه الجهود أدت، من وجهة نظر وايت، إلى “تقليل” عدد صواريخ المقاومة التي أطلقت على جنوب إسرائيل، و”إجبار” عناصر حماس على سحب منصات الصواريخ داخل القطاع؛ ما قلل من المساحة المهددة داخل إسرائيل.
ويشير إلى ما وصفه بنجاح القوات الجوية الإسرائيلية في استهداف 16 منصة لإطلاق الصواريخ، بما فيها فرق الإطلاق والقاذفات ومواقع الإطلاق، في الفترة من 10-12 يناير، وكذلك نجاح القوات البرية الإسرائيلية في احتلال بعض الأماكن التي كان يطلق منها الصواريخ عادة.
ثانيا: القضاء على بعض قيادات حماس:
المكسب الثاني لإسرائيل، من وجهة نظر وايت، يتمثل في “نجاحها في القضاء على بعض قادة حماس، خاصة من كتائب عز الدين القسام، مثل نزار ريان القائد الرفيع في حماس، وأبو زكريا الجمال، القائد العسكري الرفيع في حماس، وأمير منسي، قائد عسكري رفيع في قوات حماس الخاصة بإطلاق الصواريخ”.
ويلفت وايت إلى أن مقتل هؤلاء القادة ذوي الخبرة يؤدي إلى “تقليل فاعلية القوات الفلسطينية، ويقلل أيضا من قدرتهم على التحرك بطريقة منظمة أو متناسقة، ويرسل رسالة إلى القادة الآخرين بأنهم أيضا ليسوا في مأمن”.
القضاء على الدعم اللوجستي لحماس:
ويواصل المحلل الأمريكي أن القوات الإسرائيلية عملت على استهداف وتقويض الدعم اللوجستي الآتي لحماس من خلال ثلاثة جوانب رئيسية:
يتمثل الأول في: “شن إسرائيل هجمات متعددة على نظام الأنفاق الذي يربط قطاع غزة بمصر، والثاني: تقسيم قطاع غزة إلى نصفين بواسطة القوات البرية الإسرائيلية؛ ما يقلل من قدرة حماس على نقل الأفراد والمواد داخل القطاع، ويكمن الجانب الثالث في الهجمات المباشرة على مرافق تخزين الأسلحة والذخائر، وكذلك على المساجد ومنازل قادة الجناح العسكري في حماس، والتي تستخدم كمخازن للأسلحة”.
رابعا: تقويض البنية التحتية:
تمكنت إسرائيل، حسبما يرى وايت، من تدمير الهياكل المادية الأساسية التي تدعم قادة حماس،
“فالمكاتب والمنشآت الحكومية تم مهاجمتها بقوة، ومرافق إنتاج وتطوير الصواريخ تم ضربها، وفيها مرافق بحث وتطوير الصواريخ في الجامعة الإسلامية في غزة، كما هاجمت إسرائيل قناة الأقصى التابعة لحماس”.
“فالمكاتب والمنشآت الحكومية تم مهاجمتها بقوة، ومرافق إنتاج وتطوير الصواريخ تم ضربها، وفيها مرافق بحث وتطوير الصواريخ في الجامعة الإسلامية في غزة، كما هاجمت إسرائيل قناة الأقصى التابعة لحماس”.
وأشار أخيرا إلى أن إسرائيل استطاعت تحقيق هذه المكاسب نتيجة لاعتمادها على مجموعة من “المفاهيم العملياتية” التي مثلت مرشدا للعمليات العسكرية في غزة. وتمثلت هذه “المفاهيم العملياتية”، من وجهة نظره، في:
– الهجمات المتواصلة على حماس والكيانات المرتبطة بها، مما لا يعطي حماس الوقت الكافي لإعادة تنظيم صفوفها.
– شمول الهجمات لكل أنحاء قطاع غزة.
– دقة تنفيذ الهجمات التي تضمن التدمير الكامل للأهداف مع الحد الأدنى من الأضرار الجانبية.
– عزل غزة عن مصر من خلال الهجمات الجوية على طول معبر صلاح الدين (فيلادلفيا).
– تقسيم قطاع غزة إلى نصفين عن طريق القوات البرية.
– الاهتمام بالاحتياجات الإنسانية مع الحفاظ على الحرية في التحرك.
– العناية بالمعلومات والجوانب النفسية للمعركة.
– التقليل من الخسائر البشرية في جيش الدفاع الإسرائيلي من خلال استخدام القوة النارية الثقيلة، وتجنب وقوع اشتباكات في المناطق المكتظة بالسكان.