احمد النعيمي
كانت معركة الأحزاب التي اجتمع لها رؤوس الشرك ومن عاونهم من يهود ، اجتمعوا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه – رضي الله عنهم جميعا – وجاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ، وابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وافترق الناس في هذا البلاء والمصاب إلى فسطاطين ؛ فسطاط نفاق وفسطاط إيمان ..
ومن خلال هذا التمحيص وتلك الفتن انكشف الصادق من الكاذب وبان المؤمن من المنافق .. ومن سقط في هذا الامتحان كان حاله فقدان الأمل بالله عز وجل ورسوله – صلى الله عليه وسلم – والقنوط من النصر واليأس من رحمة الله وكان قوله ” ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً ” ، وأما الصادقون الثابتون الذين نجحوا في الاختبار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؛ هؤلاء الفئة المؤمنة كان حالها (( وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً )) ..
وبعد هذا التمحيص وانكشاف النفوس وتميز الخبيث من الطيب .. مكن الله النصر لرسوله وصحابته وكشف عنهم البلاء ، وهزم الأحزاب وأخرج اليهود من ديارهم وجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين .. إذن وبالنتيجة هي سنة الله التي لن تجد لها تبديلاً أو تحويلاً في عباده .. ابتلاء ثم تمحيص ثم تمكين .
وها هي معركة أحزاب جديدة اجتمعت جيوشها على الطائفة المنصورة من أهل الجهاد والرباط في أكناف بيت المقدس ، وصبوا عليهم الحمم من كل صوب وحدب وتآمرت عليهم يهود ونصارى والموالين لهم من المنافقين من أبناء جلدتنا .. وكان نتيجة هذا الابتلاء ومحاولة الأحزاب القضاء على الثلة المؤمنة والتمحيص ؛ أن انزل الله سكينته على عباده وأثابهم فتحاً قريباً ورد المتآمرين بكيدهم لم ينالوا خيراً وكفي الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً .
فبوركتم يا أهل غزة هاشم ، يا من أعدتم للإسلام عزته من بعد ذلة وهوان ، يا من وقفتم بأرواحكم وبيوتكم وأموالكم للدفاع عن الإسلام والمسلمين جميعاً ضد الكفرة والمنافقين ، وبورك شهدائكم وبورك قادتكم الشهداء والسلام عليكم يوم ولدتم ويوم تموتون ويوم تبعثون أحياء يا من أحييتم أمة بصمودكم وثباتكم وصبركم وعلمتم الخانعين دروساً في البطولة والإباء .. وبوركك لكم هذا النصر ، وان نصركم هذا بإذن الله سيغير كثيراً من الأمور ولعله أن يكون نواة دولة الإسلام بإذن الله ، ولعل هذا النصر يكون شبيها بفتح الرها الذي كان مقدمة وممهداً لفتح بيت المقدس ، وأذكر أن أبي كان يحدثني من يومين ويؤكد أن النصر بات منكم قاب قوسين أو أدنى وأنه لن يمضي نهار الثاني والعشرين إلا ويكون نصر الله قد تحقق على أيدي هذه الفئة المنصورة ، وذلك كما نصر الله رسوله وصحابته الكرام في اليوم الثاني والعشرين من اجتماع الأحزاب على دولة الإسلام محاولين استئصال شوكتها .
وها هو نصر الله قد جاءكم كما جاء رسول الله ، بان أعلن اليوم الصهاينة وقف إطلاق النار من بعد إن ردهم الله بكيدهم لم ينالوا خيرا ، وكشف للعالم اجمع فسطاط الباطل وخسته ودناءته وجرائمه وعدم إنسانيته ، وكذب ادعائه إلى الحريات ، وفضح الحكومات التافهة المنافقة الموالية لليهود والنصارى ، وعرى أوراقها واظهر سوءاتها .
وكفى الله المؤمنين القتال والحمد لله رب العالمين
احمد النعيمي