إن التعامل المبكر للرئيس المنتخب للولايات المتحدة باراك أوباما مع الصراع في قطاع غزة سيكون بمثابة فرصته الأولى لتقديم أسلوب جديد للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. وقال ستيفان جراند أحد المحللين في مركز سابان التابع لمؤسسة بروكينجز لسياسات الشرق الأوسط “إن الناس سينظرون ليروا ما سيفعله “أوباما” في غزة”.
وأشار جراند إلى أن أوباما يمكن أن يوظف الأزمة في غزة لإيجاد توجها على مدى أبعد للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الكبير والمنطقة ككل. لكن الرئيس الجديد سيضطر إلى العمل على إقناع الفلسطينيين والدول العربية بأنه يمكنه التوسط بشكل فعال في عملية السلام متغلبا في ذلك على القناعات أن سلفه الرئيس جورج بوش كان قريبا جدا من إسرائيل.
وأضاف جراند أن أوباما سيحتاج إلى أن “يكون رئيسا يقوم بدور وسيط نزيه ونشط في السعي إلى إيجاد حل للصراع”.
وفي الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي أسوا فتراته منذ عقود وفي ظل تعهده خلال الحملة الانتخابية لإنهاء الحرب في العراق يبقى أن نرى كيف سيتحرك أوباما بسرعة للانخراط في أزمة غزة أو عملية السلام على النطاق الأوسع.
وأشار جرايم بانرمان المسئول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط ويعمل الآن محللا سياسيا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن “المشكلة التي تواجه أوباما هو أن الوضع الاقتصادي الداخلي خطير للغاية لدرجة أن قدرته على بذل اهتمام أكبر لأي أمر خارجي ستكون محدودة”.
وعلى المدى القصير يبدو أن أوباما سيطلب من وزيرة الخارجية المعينة هيلاري كلينتون تولي مهمة معالجة آثار أزمة غزة وإعادة إحياء عملية السلام.
وقد أعلنت كلينتون هذا الأسبوع “إن العمل للتوصل لإطلاق نار دائم سيمثل تحديا أوليا إذا لم يتم تحقيقه قبل تولي الرئيس المنتخب منصبه”.
وخلال جلسة الاستماع للتصديق على تعيينها “كوزيرة للخارجية” وصفت كلينتون التحدي قائلة “كيف يمكن أن نبدأ في إعادة بناء نوع من التعاون -بل يمكنني أن أقول بجرأة- بناء الثقة وإجراءات بناء الثقة حتى يمكننا العودة لهذا العمل للبناء البطيء لكن المطرد لقدرات السلطة الفلسطينية؟.
وأضاف جراند أن طريقة أوباما لمعالجة الأزمة في غزة سوف تجري على حساب القضايا الإقليمية الأخرى وسيكون بحاجة إلى إيجاد روح من التعاون مع دول المنطقة لتعزيز تفاهم أفضل مثل المشاركة في التعليم والعلوم والتكنولوجيا وتجاوز التوجه الأحادي الجانب الذي تبناه الرئيس بوش.
وقال جراند “هناك حاجة للإشارة إلى أن هناك حقبة جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية ستكون مختلفة وستكون سياسة خارجية مبنية على قيم مرسخة في القانون الدولي والمشاركة الدولية وليس المواجهة”.