في تحرك نادر من جانب زوجة زعيم إيراني، بعثت السيدة أعظم السادات فراحي، زوجة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، رسالة للسيدة سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري حسني مبارك، تطالبها بـ”إرشاد” زوجها لفتح معبر رفح بشكل دائم، ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، بحسب ما أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية الأحد 18-1-2009.
ولفتت فراحي في رسالتها إلى أن قيام سوزان بهذا الدور هي “فرصة من الله”، وإهدارها “يتبعه غضب من الخالق سبحانه وتعالى”.
وأضافت: “تستطيعين أن ترشدي زوجك، وتطلبي منه فتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية، والحيلولة دون المزيد من الكوارث في قطاع غزة المنكوب”.
وأكدت فراحي أن الشعوب العربية والإسلامية “تنتظر رد فعل مصر وحكومتها” في إشارة إلى المطالب التي رفعها آلاف المتظاهرين في أنحاء العالم الإسلامي تطالب مصر بالاضطلاع بمسئوليتها التاريخية، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس المصري قد أعلن في خطاب له الأسبوع الماضي تمسكه بعدم فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة بشكل دائم إلا في إطار تفاهمات عام 2005، مرجعا ذلك إلى حرصه على “عدم تكريس الخلاف الفلسطيني”.
وأشار إلى أن المعبر سيكون مفتوحا فقط أمام الحالات الإنسانية الحرجة، ودخول المساعدات الإنسانية.
وكانت طهران قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة في عام 1980 بعد عام من اعتراف القاهرة بإسرائيل، واستضافة شاه إيران المخلوع.
“إهدار الفرصة”
وأضافت أن “فرصة إسداء الخدمة للناس، وخاصة المظلومين، هي هدية إلهية يتفضل الله بها على عباده، وإهدار مثل تلك الفرصة يتبعه غضب من الخالق سبحانه وتعالى”.
وعن دافعها لإرسال هذه الرسالة قالت حرم نجاد إنها تبعثها “انطلاقا من الواجب الشرعي والإنساني، وامتثالا لأمر نبي الرحمة وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: «من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم»”.
وأشارت السيدة فراحي إلى “المعاناة التي تواجهها النساء والأطفال والشيوخ العزل في أنحاء قطاع غزة الذين بح صوتهم وهم ينادون المسلمين لنصرتهم، ودفع الضيم عنهم”، موضحة أن هؤلاء الأبرياء “تعرضوا لعدوان صهيوني من البر والبحر والجو وهم في منازلهم”.
صمت “مطبق”
وأكملت فراحي قائلة: “الأدهى من ذلك هو استشهاد الأطفال والرضع وسط صمت مطبق تلتزمه بعض الدول العربية والإسلامية”.
وبعد 3 أسابيع من العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلنت إسرائيل أمس وقف إطلاق النار من جانب واحد، بعد أن أسقطت 1300 شهيد ونحو 5320 جريحا، فيما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها ستستمر في المقاومة ما بقيت قوات الاحتلال في القطاع.
وتستضيف مصر اليوم في منتجع شرم الشيخ قمة دولية طارئة بمشاركة رؤساء دول أوروبية عدة لمناقشة تعزيز الهدنة التي أعلنتها إسرائيل من جانب واحد، وكيفية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى توفير سبل إعادة إعمار قطاع غزة الذي قضى العدوان الإسرائيلي على بنيته التحتية.
وشارك الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في “قمة غزة الطارئة” التي اختتمت أعمالها الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة، ودعا البيان الختامي للقمة إلى تعليق المبادرة العربية للسلام، ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، في وقت أعلنت فيه قطر وموريتانيا تجميد علاقاتهما مع تل أبيب.