نزار السهلي
منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة كانت المؤشرات العسكرية والسياسية تشير الى فشل العملية وسقوط أهدافها المعلنة والغير معلنة بدءا من وقف اطلاق الصواريخ مروورا بتغيير الواقع الامني في قطاع غزة وصولا الى القضاء على حماس وضرب المقاومة الفلسطينية تلك المعطيات التي أشارت لها بعض الصحف الإسرائيلية حسب تعبير اليكس فيشمان في يديعوت احرنوت 14/1 اسرائيل لن تخرج من غزة ومعها مؤشرات النصر ومحاولات إصلاح خطة الردع المكسورة منذ 2006 بدايتها متعثرة مع حملة ” الرصاص المنصهر” .وحسب تعبير يوئيل ماركوس في هارتس ان “اهداف الحرب كانت توجيه ضربة شديدة لحماس وكي الوعي الفلسطيني.
مع استمرار الصمود الاسطوري الذي تجلى في وحدة الفصائل المقاومة للعدوان أخذت المؤسسة العسكرية تصب حمم قذائفها بشكل عشوائي في محاولة يائسة للبحث عن هدف تلوح به مزهوة امام العالم الذي وقفت شعوبه مذهولة من هول الكارثة وحجم الدمار الذي تفتك به الالة العسكرية الصهيونية وعجز المؤسسة العسكرية والتها انتزاع استسلام فلسطيني عبر عدة مبادرات كان ابرزها المبادرة المصرية التي وجهت لها إسرائيل صفعة قوية من خلال إعلان إسرائيل وقف لإطلاق النار من جانب واحد
اطل المجرم ايهود اولمرت في مؤتمره الصحفي خائبا محاولا تسويق نصرا ما على المقاومة التي عجزت الة الدمار الاسرائيلية القضاء عليها وهو الهدف المعلن من العدوان على غزة , الذي حصدته اسرائيل من عدوانها وفشلت في تغيير الواقع الامني في قطاع غزة وملامح ازمة سياسية بدات تلوح في الافق داخل المؤسسة السياسية الاسرائيلية بين قطبي باراك وليفني مقابل اولمرت حول نتائج العدوان الذي خلصت اليه عملية ” الرصاص المصهور ” كما ذكر اري شفيت في هارتس الاسرائيلية 16/1 نوع الضغط الذي مارسه الجيش الاسرائيلي امس على حماس ربما يضغط على حماس ولكنه يحطم اسرائيل. يحطم نفسها ويحطم صورتها. يحطمها في شاشات التلفزيون في العالم، في اروقة الاسرة الدولية وفي المكان الذي يهمها اكثر من أي شيء آخر: امريكا اوباما.
اذا الانجاز الاكبر الذي حققته اسرائيل هو حجم الدمار الهائل الذي لحق بكل نواحي الحياة في قطاع غزة بعدما ينجلي غبار القذائف الذي يكشف الجريمة الكبرى من العدوان والفشل الذريع الذي لحق باهداف الحملة العسكرية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي ادخلت الثلاثي غير المقدس اولمرت وليفني وباراك كاحد ابرع مجرمي الحرب للقرن الحادي والعشرين على ما فتكت به الة الدمار الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
الفشل الذي مني به العدوان هو العنوان الوحيد والمحصلة النهائية لمحاولة فرض وقائع جديدة على الشعب الفلسطيني ومحاولة ضرب سقف اهدافه الوطنية المشروعة في المقاومة واستعادة حقوقه التاريخية الثابته
الخيبة العربية الكبرى لفشل العدوان يكمن في الرهان الخاسر على العدو ” اسرائيل ” ومؤازرتها ايام العدوان وفرض شروطها ونقلها للجانب الفلسطيني وممارسة الضغوط على المقاومة واعطاء العدوان الوقت لتنفيذ اهدافه جعلت اطراف عربية في بداية العدوان تطلب من اسرائيل الاسراع في تنفيذ عمليتها وعدم الوقوع في اخطاء حرب تموز انما جاءت الوقائع مخيبة لآمالهم بفعل الصمود الفلسطيني ومن ثم تلقت مصر الصفعة القوية من اسرائيل بتجاوز مبادرتها التي مارست ضغوطا هائلة على الجانب الفلسطيني للقبول بها بالاعلان عن وقف اطلاق النار من جانب واحد ومحاولة تسويق هذا على انه اهداء وتلبية لدعوة مبارك لوقف النار
الرئيس مبارك الذي غير لهجته بالكامل بعد اسابيع الصمود الفلسطيني بينما كان خطابه السياسي ضاغطا بقوة على الجانب الفلسطيني ومقاومته وبعد ان وجد محور الاعتدال العربي بعد قمة غزة محشورا ودون انجازات بعد الهجوم الذي تعرضت له القمة ومن حضرها بالحديث عن ” استحالة كسر المقاومة ” في محاولة يائسة لاستعادة ماء الوجه للنظام الرسمي العربي الذي فقد صلاحيته وفاعليته بامتياز
الخيبة الكبرى لدى السلطة في رام الله هي من ابرز الخيبات التي ظهرت في الايام الماضية ومنذ اليوم الاول للعدوان بدءا من تحميل حماس مسؤولية العدوان وانتهاء بمقاطعة رئيس السلطة محمود عباس لقمة غزة في الدوحة وما تلاها من تبريرات سخيفة ومقيته لا تصل حتى الى مستوى اللياقة والكياسة الدبلوماسية
ان صح التعبير ولا تجد اذن صاغية لها الا في اذن مريديها التي انبرت جوقة رام الله في التبرير لها والحديث عن الحرص بعدم تكريس الانقسام الفلسطيني والعربي
وواقع الحال والاحداث تدل اين يسير ركب السلطة في طريق الخيبات والفشل المحتوم والهزيمة الاكيدة لطريق المفاوضات المجانية التي انتجت سلطة
وواقع عربي يدل على نفسه.
وواقع عربي يدل على نفسه.