علي المخلوفي
هذا السؤال نطرحه اليوم ونحن نتابع الموقف السعودي من أحداث غزة التي تشهد عدواناً همجياً إسرائيلياً هو الأول ولن يكون الأخير مادامت أحوال العرب هكذا لا تسر صديقاً بل تحزن حتى العدو..
لقد سعى النظام السعودي دائماً إلى عرقلة أي فعل عربي حقيقي من شأنه أن يستنهض الأمة إنه النظام الذي ابتليت به المنطقة وكان وبالاً عليها .. وبالاً على شعب الجزيرة العربية الذي تعرض للإرهاب السعودي ودفع الثمن من أرواح أبنائه وأرضه وممتلكاته وكان وبالاً على شعوب المنطقة والعالم الإسلامي كله وهو ينشر تعاليم الوهابية المتطرفة ويغذي الإرهاب ويموّله ويسخّر كل عائداته النفطية لبذر بذور الفتنة بين الأشقاء وإذكاء الخلافات بين شعوب العرب والمسلمين .. يقوم بدور عرّاب السلام مع الصهاينة ويبارك كل خطوة في هذا الاتجاه بارك خطوة السادات وبارك كل خطوات وقرارات النظام العربي الرسمي التي تصب في خانة الأعداء وتحالف سراً مع الصهاينة والأمريكيين علناً في وضح ورابعة النهار كان على الدوام حليفاً وصديقاً وبيدقاً لهم وأحداث التاريخ لا تخطئ.
اليوم يطلق النظام السعودي ما أسماه بالجسر البري الدائم والمتواصل مع غزة وهو الجسر الذي كان دائماً وعلى مدى أكثر من ستة عقود كاملة في تواصل مع تل أبيب كان يتلقى الأوامر منها ويخدم صالحها أجهض الانتفاضة الفلسطينية التي أرهقت العدو وكبدته خسائر عدة مادية ومعنوية وأحال القضية إلى ما يسمى باتفاق أوسلو الخياني الذي هندس له في الرياض سراً ونفذ علناً في أوسلو ومن ثم في واشنطن وبارك قيام ما يسمى بالدولة الفلسطينية في غزة والقطاع واليوم يتخلى عن غزة وأهلها ويتركهم وحدهم في مواجهة أعتى وأفتك أسلحة الدمار الصهيونية.. لماذا سكت النظام السعودي طيلة أكثر من أسبوعين على مأساة غزة ثم نطق كفراً وخيانة؟.. لقد كان هذا النظام يعتقد أن غزة هشة وأن الصهاينة سوف يحققون أهدافهم بسهولة وهو يصف صواريخ المقاومة الفلسطينية بالعبثية وعندما ظهرت الحقيقة واكتشف الجميع أن غزة ليست صيداً سهلاً تقدم النظام السعودي بخطوة الجسر البري من أجل تلميع وجهه القبيح لكن هل يصلح ذلك وجه آل سعود الملطخ بالخيانة؟.. لماذا يتقاعس النظام السعودي عن مناصرة أهل غزة عندما كانوا تحت الحصار ولأشهر عدة؟ ولماذا يسكت النظام السعودي عن جرائم الصهاينة في غزة كل هذه المدة؟ ولماذا يدس الملك عبد الله رأسه وعقاله في الرمال وهو يدعي أنه خادم الحرمين وحامي حمى المسلمين؟
الجواب لا يحتاج إلى كثير عناء لأن الجميع يعرف السبب ومتى عُرف السبب بطل العجب – كما يقول العرب – فالشعب العربي يعرف جيداً من هم آل سعود والفلسطينيون الذين اكتووا من مواقف النظام السعودي وسجله الخياني يعرفون حقيقة وهوية هذا النظام يعرفون تماماً أن سيف وقلوب آل سعود مع بني صهيون ويعرفون جيداً العلاقة التي تربط بني صهيون بآل سعود ويعرفون حجم التبادل الاقتصادي بين مملكة آل سعود وعصابات الهمج الصهاينة في تل أبيب ويدركون تماماً تدريب قوات الصهاينة لقوى الأمن السعودي في مواجهة شعب الجزيرة العربية يدركون أن نظام آل سعود لا يقوى على اتخاذ أية خطوة وفي أي اتجاه دون الرجوع إلى واشنطن وإلى تل أبيب وهم على دراية كاملة بالأجندة السعودية التي تقايض دائماً قضايا العروبة والإسلام وتتاجر فيها وباسمها ومهما حاول النظام السعودي أن يجمل صورته فإن الأصل قبيح ووقح والبصمات واضحة وعقال النظام السعودي ممهور بختم الصليب وبني صهيون.
علي المخلوفي – القيروان – تونس