قال نائب يهودي عن حزب العمال في البرلمان البريطاني إن الأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تقارن بتلك التي قام بها الجنود الألمان خلال “الهولوكوست“. ودعا البرلماني البريطاني، جيرالد كوفمان، الذي عانت أسرته على أيدي النازيين إبان الحرب العالمية الثانية، إلى فرض حظر أسلحة على إسرائيل، التي تنفذ هجوماً على حركة حماس في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال نقاش دار في البرلمان البريطاني الخميس.
وقال كوفمان: “لم تمت جدتي لتوفير غطاء للجنود الإسرائيليين الذين يرتكبون الجرائم بحق الجدات الفلسطينيات في غزة.”
ويعرف عن كوفمان، أحد كبار الأعضاء في حزب العمال البريطاني والذي نشأ نشأة يهودية أرثوذكسية، معارضته للسياسات الإسرائيلية طوال حياته البرلمانية.
وخلال الجدل الذي أثير في البرلمان البريطاني الخميس، قال كوفمان إن إسرائيل تحتاج إلى البحث عن سلام حقيقي وليس السلام القائم على الغزو والذي سيكون مستحيلاً.
كذلك اتهم كوفمان الحكومة الإسرائيلية بـ”الاستغلال الذي لا يرحم والمثير للسخرية لعقدة الذنب عند غير اليهود حول المذابح التي تعرض لها اليهود في الهولوكوست باعتبارها مبرراً لذبح الفلسطينيين.”
غير أن كوفمان أضاف أنه في الوقت الذي ينبغي إجراء محادثات مع حماس، التي تم انتخابها، فإنها تظل “منظمة كريهة للغاية.”
من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية والكومنويلث، بيل راميل، إن البيان الصادر عن الحكومة البريطانية ورئاسة الاتحاد الأوروبي يصف التصرفات الإسرائيلية بأنها “غير متناسبة”، لكنه انتقد في الوقت نفسه الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس باتجاه إسرائيل خلال فترة الهدنة بين شهري يونيو/حزيران وديسمبر/كانون الأول عام 2008.
وكانت مجموعة من أبرز يهود بريطانيا قد دعت في وقت سابق إسرائيل إلى وقف فوري لعملياتها العسكرية في غزة، وحذرت من انعكاسات الحملة الواسعة في “تعزيز التشدد، وتأجيج اضطراب المنطقة وتصعيد التوتر داخل إسرائيل”، وفق تقرير.
وقدمت المجموعة نفسها على أنهم من “المتحمسين بقوة” لإسرائيل والداعمين لحقها في الدفاع عن النفس في “حرب الجرائم” التي تشنها “حماس” بإطلاق الصواريخ، لكنها قالت، في الرسالة التي نشرتها صحيفة “الأوبزيرفر” البريطانية الأحد، إن التكتيك الإسرائيلي الراهن يهدد بتقويض الجهود الدولية لمؤازرة الدولة العبرية.(التفاصيل)
وجاء الجدل حول هذا في اليوم ذاته الذي قتل فيه وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة والعضو البارز في حركة حماس، سعيد صيام وابنه وشقيقه في قصف جوي إسرائيل.
كما يأتي بعد قصف المقر الرئيسي لوكالة الغوث لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة، والذي نجم عن قصف إسرائيلي، وهو القصف الذي دفع بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى تحميل إسرائيل اللوم عليه.
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أسفه جراء الحادث، لكنه قال إن هذا القصف جاء رداً على إطلاق مسلحين النار بالقرب من مقر الأونروا.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني قصف مقر الأونروا بأنه “غير مبرر.”