بقلم : منذر ارشيد
(( من هو صائب عريقات ))
صائب عريقات… سياسي أكاديمي فلسطيني معروف “
تسلم ملف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي طيلة عقد من الزمن ” له ما له وعليه ما عليه “رغم أن ما عليه يتفوق عما له وخاصة برأي المراقبين السياسيين .
الرجل لم يأتي على ظهر دبابة ولم يكن جنرالا ً عسكريا ً ولم يدعي أنه منتجمري ولا سعد صايل …..لقبه ” أبو علي” وليس ”أبو جندل”
سياسي محترف مفاوض متمرس تحمل الكثير من النقد والإتهامات لدرجة التخوين أحياناً على الرغم من أنه ليس مقرراً في السياسة ”بل هو مكلف من صانع القرار منذ الراحل ياسر عرفات حتى يومنا هذا
كلنا يعرف أن المفاوضات بين الجانبين لم تفضي إلى نتائج إيجابية رغم عقد من الزمن ربما تخللته مئات اللقائات التحاورية بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني “وكان الدكتور صائب يُصرح مراراً وتكراراً بأنه وصل إلى طريق مسدود وأن الجانب الآخر يضيع الوقت فقط لا غير
الحقيقة أنه يؤخذ على الدكتور صائب هنا استمراره بهذه المفاوضات والتي حسب رأيه كانت مضيعة للوقت وقيل عنها أنها عبثية…. وما زاد الطين بله كتابه الذي صدر تحت عنوان ( الحياة مفاوضات )
وحسب وجهة نظرنا أنه ارتكب خطئا ً في هذه الناحية بالتحديد
حيث برر استمراره بالمفاوضات من خلال إيحائات سيكيولوجية نفسية ربما وحسب رأيه كانت مبرراً لإستمراه في التفاوض , وكأنه يردُ على من وجه إليه النقد باستمرار “وكأنه صاحب قرار
ولا نفهم ما الدافع الذي يقف وراء تبني الدكتورصائب لنهج المفاوضات بهذا الشكل وهو الذي طل علينا بمليون تصريح عن عدم جدوى المفاوضات أو تقدم والاسرائيليين يعرقلون ويماطلون “ لا بل كرسوا استيطانهم في الضفة واستباحو المدينة المقدسة أيما إستيباح ..!!!!
الحقيقة كان لنا انتقادات كبيرة وكتبنا في هذا الأمر و كتب الكثيرن فيها مقالاً وتحليلاً وتفنيدا ً
( صائب….. أخيراً يتجلى )
اليوم تجلت قريحة الدكتور صائب وفي لقاء مع قناة الجزيرة القطرية تعقيباً على أسإلة وجهت إليه حول قمة قطر والقمم العربية التي تتوالى تباعاً هذه الأيام
تحدث الدكتور كلاما قويا ً فيه الكثير من الغضب والذي كنا نتمنى أن يُظهره أمام الصلف الإسرائيلي طيلة فترة التفاوض السابقة في ملهى مذلة
أعتقد أن ما قاله الدكتور صائب أو ما طلبه من قادة الأمة العربية كلاماً كبيراً وصارماً وضع فيه القيادات العربية وخاصة تلك التي تدعي أنها ممانعة أو مناضلة وحتى مقاومة ……..وقال بالحرف الواحد ”
وأقتبس ….
وأقتبس ….
((نحن كفلسطينيين مستعدين لإنهاء المفاوضات والتوجه نحو المقاومة بكل ما أوتينا من قوة وشعبنا مستعد أن يتحمل وهو كذلك منذ ستين عاماً من النضال والتضحية “ ولكن على شرط أن تتوجه الدول العربية بالغاء كل الإتفاقيات المعقودة مع اسرائيل ” وعليهم أن يعلنوا الحرب على اسرائيل وحشد جيوشهم استعداداً لها …أما أن يصرحوا وينادوا بالمقاومة حتى آخر طفل فلسطيني
فهو أمر غير مقبول …..
إنتهى تصريح الدكتور صائب على الجزيرة …..وتعقيباً على ما قال ….
نقول ….ربما لم يكن يقصد ما قاله بالضبط ..! ولكن الدكتور صائب أصاب هنا بكل ما تعنيه الكلمة …نعم أصاب ونقول هذا “ لأن شعبنا ما عاد يحتمل مزيداً من الموت بالمجان …وأقول بالمجان لأن قضية فلسطين لولا النظام العربي الرسمي وخاصة دول الممانعة لما وصلت إلى ما وصلت اليه من تردي وإهلاك للحرث والنسل ولنا تجارب مريرة …
وخاصة إذا عدنا إلى عام 1982 وما جرى من خلال ترك المقاومة في بيروت
تواجه الموت لوحدها دون أي مساعدة أو حتى موقف والدول العربية تتفرج لا بل هناك من قال (عليكم الإنتحار)
مشكلة العرب أنهم يقرون أن قضية فلسطين قضيتهم المركزية “ولكن التجارب أثبتت أن هذا القول ما هو إلى مجرد كلام فارغ من محتواه
وهنا نؤكد ما قيل ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة “ولكن أين هي القوة العربية …!
وهل هي مجرد خطاب ثوري أم أن المطلوب ترجمة القول بالعمل .!
أين هي الأسلحة التي تم شرائها وهي بالمليارات .! ولأي غرض يتم شرائها أيها العرب .! أين هي جيوشكم الجرارة أمام هذا الذي يجري في فلسطين ..!!
وهل مجرد صندوق مالي وبعض القرارات النارية تعوض كرامة الأمة
أو هل تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه ..!! لماذا لا تفصحون أنكم ما أنتم إلا أصفارا ً في نظر أمريكا وما عدتم تؤثرون على أحد في العالم
(( قمة الرياض… قمة الدوحة… قمة الكويت ))
بدون أدنى شك أن مواطننا الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام ما عاد يعول على القمم العربية أللهم سوى أنه يرى فيها بهرجة إعلامية تعطي صورة عن هزالة النظام العربي لا أكثر ولا أقل
ولربما لو أن القادة العرب تداعوا مع الأسبوع الأول للم
جزرة الصهيونية بهمة عالية ولو بالكلام والتصريحات على الأقل لربما أننا شهدنا ارتياحا شعبياً عاماً من خلال شعورهم بأن العرب عادت إليهم النخوة والهمة وسرعة المبادرة
جزرة الصهيونية بهمة عالية ولو بالكلام والتصريحات على الأقل لربما أننا شهدنا ارتياحا شعبياً عاماً من خلال شعورهم بأن العرب عادت إليهم النخوة والهمة وسرعة المبادرة
وهم يرون الذبح على الطريقة التتارية “ويسمعون ندائات الإستغاثة من نسائنا المفجوعات وأطفالنا المتناثري الأطراف
ولكن ما جرى خلال ثلاثة أسابيع من جدل ودجل ومراوغة وتسويف أظهر من جديد خيبة الأمل في هذا النظام العربي الرسمي
ثلاثة مؤتمرات قمة…. بينما لم يكن مطلوباً إلا قمة واحدة….!!!
قمة واحدة يا عرب…… ألا تكفي …!!!!
قمة يجتمع فيها الجميع بقلب رجل واحد موحدين جادين مرتفعين على مستوى هذا الحدث الجلل ألم تكن تكفي قمة واحدة ..!!
قمة واحدة تقول ……..إسرائيل كيان غاصب يجب مقاومته بكل الوسائل ووضع آلية عمل سياسي اقتصادي إعلامي تعبوي عسكري على الأقل
إظهار روح الكرامة والجهوزية “لعل وعسى أن ترضخ القوى المعادية حتى بدون حرب …..فقط بقليل من الجدية والحزم ووحدة الصف .!
(( أي دولة فلسطينية وأي قضية الآن ))…!!!؟
ثلاثة قمم كرست الإنقسام من جديد بما يزيد التشاؤم لدى المواطن العربي
ربما يعتبر من اجتمعوا في الدوحة أنهم حققوا ما يصبو إليه الشعب تالفلسطيني وخاصة أهلنا في غزة الجريح …….ولكن كيف ..!!!
كيف سيتم تجيير نتائج وقرارات قمة الدوحة لمصلحة القضية الفلسطينية
وقد اجتمع عدد من قادة الدول العربية وبعض قيادات المقاومة ..!
وخاصة أنه سيتبعه مؤتمر قمة آخر في الكويت بعد يومين ..!!
وهل سيكون مؤتمر الدوحة داعماً لغزة …..ومؤتمر الكويت داعماً للضفة ..!!
ولا أقول هذا القول كنكته أو فزلكة .! بل لأننا عملياً أسسنا لأنقسام جديد أكثر كارثية من الإنقسام الحاصل أصلا ً
وربما سنرى جبهتان عربيتنا متضادتان في المستقبل القريب “جبهة تأخذ معها حماس والجهاد وبقية التنظيمات “وجبهة أخرى نأخذ فتح والسلطة ومن معها من التنظيمات
وهنا يكمن الخطر في تكريس إنقسام غزة عن الضفة ……ولا أعتقد ان عربيا ً لديه أدنى مشاعر كرامة يقبل بذلك
بالعودة إلى ما قاله الدكتور صائب وكما أسلفت فهو لا يقصد حرفية المعنى ولكن قال هذا الكلام لشعوره بأن النقد الذي وجه إلى أبو مازن الذي لم يستطع أن يحضر القمة وما ذكره الوزير القطري حمد بن خليفة بخصوص المكالمة الهاتفية معه ” والتبريرات التي أبداها أبو مازن
فكان كلام صائب وحسب فهمنا أنه بق البحصة ” وهو يقول أنت تزاودون علينا
وتتهموننا بالإستسلام
وربما الخيانة ……فتفضلوا يا أبطال الأمة
وربما الخيانة ……فتفضلوا يا أبطال الأمة
واعلنوا الحرب على إسرائيل……..
نقول هنا ………ربما لم يدرك الدكتور صائب أو حتى لم يقصد …ولكن أقولها بكل صدق وأمانه أن الدكتور صائب أصاب …..أصاب ….أصاب
في هذه المرة .وياليته يراكم إصاباته و يعوض ما فاته
نعم أصاب الدكتور صائب عريقات هنا …….
إصابة بالغة المعنى والهدف ..وقد تحدث بلسان الملايين من الأمة العربية والإسلامية والتي طفح كيلها وملت نفاق زعامات خطابها خطاباً ثورياً حربيا ً مقاوما ً “ وفعلهم ما هو إلا كما قال ينس اشرائيل لموسى عليه السلام
(إذهب أنت وربك فقاتلا ….. إنا ها هنا قاعدون)
نقول وبعد ما جرى في غزة ……..ما عاد مقبولا بعد الآن أن يكون الشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه وشبابه وقوداً للشعارات الفارغة
ففلسطين قضية العرب والمسلمين رغما عن أنف كل من يقول غير ذلك
وهي أمانة في أعناق مليار ونصف مليار عربي ومسلم
نعم الشعب الفلسطيني هو رأس الهرم والأكثر مصلحة وهي قضيته ولكن هل سيبقى الوقود والضحية ورأس الحربة التي يجب أن تتحرك حسب الأهواء ..!!
ربما يعتقد من إجتمعوا في الدوحة أنهم برأوا ذمتهم من دماء شعب غزة وأنهم القوا الكرة في ملعب من سيجتمعوا في الكويت …
ونقول الف خسارة على الدوحة وعلى الكويت لأن النتيجة ضياع الموقف العربي الموحد …وضياع القضية الفلسطينية بالتالي
كفاكم يا قادة ويا زعماء ويا ملوك ويا رؤساء تلاعبا ً بدماء الشعب الفلسطيني
( القمة لحقيقية قمة رايس وليفني )
وأخيرا ً اقول … مقابل قمم العرب الزائفة ظهرت القمة الحقيقية والتي تم عقدها في واشنطن بين إمرتين هن ( ليفني ورايس ) بكل هدوء وبدون ضج إعلامية التقتا في واشنطن وسرن بالكعب العالي في صالون وزارة الخارجية (طق ..طق ..طق ) وبكل نعومة السيدات الأنيقات توجتا قمتهما بإتفاق أمني
وكأخطر الإتفاقيات ” لو تم تنفيذها..! فنكون قد حصدنا ثمار القمم العربية حصاداً مرا ً ……أمر من العلقم ….. وباي باي ( عرب )
وأعني هنا النظام الرسمي فقط ….
أما الأمة , فلن تبقى مغلوبة على أمرها إلى الأبد ”
وإن غدا لناظره قريب