فيما كان الرصاص يخترق أجساد الأبرياء فى غزة، ودبابات قوات الاحتلال تزحف وقذائفه وغاراته تدمر مدن القطاع، كانت الحرب الإعلامية على أشدها بين فضائيتى «الجزيرة القطرية» و«العربية السعودية»، الإخباريتين، تجسيداً للخلاف بين البلدين. بدأت المعركة قبل يومين، عندما جددت قطر دعوتها على لسان أميرها، إلى عقد قمة عربية طارئة فى الدوحة، وأفردت «الجزيرة» نشراتها لإعادة بث تصريحات الأمير طوال يوم كامل،
فيما أعلنت السعودية رفضها حضور القمة، وردت فى المقابل بالدعوة لعقد قمة خليجية، وتولت «العربية» إفراد المساحات عن الخبر الذى تجاهلته الجزيرة إلا بإيماءات قصيرة.
وانعقدت القمة التى دعت إليها السعودية، فانتهزت «الجزيرة» الفرصة، واستضافت حشداً من السياسيين لمهاجمة القمة، على رأسهم عبدالبارى عطوان، رئيس تحرير جريدة «القدس اللندنية»،
وبدا أن الجزيرة كسبت الجولة فى هذا اليوم، خصوصاً عندما استضافت قادة المقاومة الفلسطينية على رأسهم رمضان شلح الذى شن هجوماً شرساً على قمة السعودية وامتدح القمة القطرية.
وكانت «العربية» أمس على موعد مع الثأر، عندما انعقدت قمة الدوحة، وفيما خصصت «الجزيرة» بثها لتغطية قمة عاصمتها، استضافت «العربية» رموز السلطة الفلسطينية فى رام الله، وفتح الطيب عبدالرحيم، المتحدث باسم الرئاسة، النار على قطر وسوريا وقال «قمة الدوحة تتاجر فى دمنا»،
وفى الوقت الذى كان الرئيس الأسد فيه على شاشة «الجزيرة» يطالب بقطع جميع العلاقات العربية مع إسرائيل، كان رموز رام الله يطالبون قطر بإغلاق القاعدة الأمريكية على أراضيها.