من الوريد الى الوريد
بداية من ينتظر تصريح من الاحتلال لكي يقوم بواجباته تجاه شعبه لن يكون رقما مهما في حياة شعبه ولن يكون الادخان عابر في حركة التاريخ ، وحكم التاريخ لايقبل من احكام الا ما تصنعه الايدي المقاتلة المناضلة المجاهدة من اجل الله والوطن والشعب، اما من ارتضوا لانفسهم ان يكونوا اطباق عفنة في مطبخ العدو الصهيوني وامريكا فنهايتهم من الوريد الى الوريد اما من الشعب او من العدو كما علمنا التاريخ كنهاية لهولاء من البشر.
يبدو أن ما يسمى الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته لا يريد أن تكون نهايته مشرفة وأن يقوم بعسل ثوبه المليئ بالفيروسات التي أحاطت بشخصيته وبأدائه وممارساته ولا يريد أن يصل إلى النهاية التي وصل إليها أبو عمار من حالة استشهادية جبت ما قبلها من الأخطاء .
ليس غريباً ما تحدث به رئيس وزراء قطر فالقاصي والداني يعلم أن هذا الذي يسمى رئيس ويتبجح مساعديه ومستشاريه بأن القرار الفلسطيني نابع من المصلحة الوطنية كما تحدث أحمد عبد الرحمن ، ان هذا الرئيس لا يمكن أن ينتقل من قلب المقاطعة إلى أطرافها إلاّ بتصريح من قبل الاحتلال ، ناهيك عن أدوات التصنت المحاط بها منامه ومكتبه وسيارته بالإضافة إلى حالات اختراقات فضيعة في مؤسسات الرئاسة والسلطة ، ولذلك لم يأتي ما تحدث به السيد رئيس وزراء قطر مفاجئاً أو حالة من الحالات الطارئة على شخصية هذا الذي يدعي أنه “رئيس” .
محمود عباس ودوره في ضرب قوى التحرر الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية يقع في موقع الجفاء مع أي مؤتمر يمكن أن يدعم المقاومة أو يدعم الشعب الفلسطيني المقاتل ، ومحمود عباس يمكن أن يتوافق مع أي مجهودات وجهود تصب في خانة مساعدة شعب أعزل كحالة انسانية ، هذا هو جوهر الرجل وجوهر دوره في الساحة الفلسطينية ، لا أريد أن أكرر كثير من المواقف التي كررناها دائماً حول ممارسات هذا الرجل ، وبطبيعة الحال أن وجود محمود عباس في مؤتمر كمؤتمر الدوحة نشاز ، فلا يمكن أن يجتمع في هذا المؤتمر قوى الارادة والصمود والتحدي التي تمثلها الفصائل الفلسطينية مع من إلى يومنا هذا يساعد الاحتلال مع خلال اجراءات متعددة في الضفة الغربية .
لم يكتفي هؤلاء من ممارسة الخداع والكذب والغش والسمسرة والمتاجرة باسم الشعب الفلسطيني من خلال مواقعهم لرئاسة منظمة التحرير ورئاسة حركة فتح ، بل زاد الامر سوءاً عندما يكذب هؤلاء ويقوموا بتكذيب رئيس وزراء محترم واثارة التشويشات والاتهامات إلى رئيس الوزراء القطري لا لشيء إلا لأنه أتى كشفهم وكشف سلوكهم المرتبط بأدوات ضغط الاحتلال والتيار الأمريكي ليس من خلال كادر فتحاوي بل من خلال رئيس وزراء لدولة ذات سيادة .
ربما كان عباس صادقاً إذا حضر هذا المؤتمر فإنه سيذبح من الوريد إلى الوريد وهذه نتيجة طبيعية لمثل هؤلاء ، فإذا حضر المؤتمر فإنه سيذبح من اليمين واليسار أولاً لأنه لن يجد شيئاً يقوله في مثل هكذا مؤتمر ،فمقولته تتلخص في المبادرة العربية وخارطة الطريق واتفاقيات أوسلو وهذه المقولات ليس لها مكان في مؤتمر الدوحة ويمكن أن تجد لها مكاناً مثلاً في مؤتمر الكويت، وثانياً إذا حضر عباس إلى هذا المؤتمر فإنه يعني حالة من حالات التمرد على اسياده وبالتالي ليس قادراً على دفع ثمن هذا الموقف ولذلك سيذبح من الوريد إلى الوريد .
سلطة رام الله ورئاسة حركة فتح مازالت تعاند التاريخ ومازالت تعاند حركة الشعب وتطور الصراع وتريد من قوى المقاومة أن تقف في عناد مع هذا التطور الذي لا يمكن أن يحدث ولا يمكن لعقارب الساعة أن تعود إلى الوراء ، وليعلم هؤلاء أن معركة التحرر في غزة سيتبعها متغيرات كثيرة على واقع القوى في الساحة الفلسطينية والعربية وأولها ان مثل هذه الوجوه الكالحة التي أصبحت لا تمثل أمام المشاهد إلا حالة من حالات العفن الفكري والسياسي والأمني المرتبط ولذلك لن يفيدهم كثيراً ما يقوموا بالتجني عليه من مواقف للمقاومة ومحاولة التحريض عليها بأنها تعمل لصالح قوى اقليمية وما هو حالهم اليسوا هم من ارتضوا لنفسهم أن يكونوا أطباق عفنة في مائدة أولمرت ولفني وكوندا ليزا رايس ، مثل هذه النوعيات مثل ياسر عبد ربه ونمر حماد وغيره من الشخصيات البالونية المهترأة لا يمكن لها أن تكون رقماً في الحالة الجدية للشعب الفلسطيني وهي حالة المقاومة أما حالة أوسلو وقيادتها (فهيك مضبطه الها هيك ختم).
بقلم/ سميح خلف