يواصل الجيش الإسرائيلي شن هجمات عنيفة على قطاع غزة حتى أثناء زيارة الامين العام للامم المتحدة للمنطقة. لكن هل هذا توسيع تدريجي للعمليات العسكرية الارضية يؤدي فقط لتسريع جهود الدبلوماسيين، أم أن هناك هدف عسكري واضح في الأذهان.
يعتقد ياكوف اميدرور الجنرال السابق في المخابرات العسكرية أن على إسرائيل اجتياح غزة بصورة حاسمة كما فعلت في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية.
ويقول اميدرور “أن تحتل غزة، أن تقضي على مقدرات حماس فيها، أن تجعل حماس في وضع لا تستطيع فيه مهاجمة إسرائيل حتى لو أرادت ذلك؛ وهذا هو الوضع في الضفة الغربية”.
ويقر اميدرور أن قلة من الناس في إسرائيل ترغب في إعادة سكان القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون شخص إلى السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
لكنه يقول إن هذا الفعل سيكون رد عسكري مقنع ومناسب على كيفية إيقاف الصواريخ.
الضغط على مصر
لكن الميجر جنرال جيورا إيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي لا يوافق على هذا الرأي.
يوافق إيلاند بأن إعادة إحتلال غزة عسكرياً هو خيار مطروح، لكنه يفضل إرجاء هذه العملية الآن وبدلاً عن ذلك التوجه للضغط على مصر.
يحاول الجنود الإسرائيليون اكتشاف مخابىء الأسلحة
ويشرح إيلاند فكرته بأنها إيقاف تهريب الأسلحة بإرغام مصر على تولي مسؤولية الأمن في منطقة عازلة يتراوح طولها ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات حول الحدود الجنوبية الغربية لغزة.
ويوضح إيلاند فكرته أكثر بالقول “سنكون مستعدين لفتح هذه المعابر وإمداد غزة باحتياجاتها مجدداً، فقط عندما نشهد حلاً معقولاً للوضع الأمني على الحدود بين مصر والقطاع”.
ولا يزال معظم الحديث حتى الآن، خاصة بين السياسيين الإسرائيليين، يدور حول إيقاف إطلاق الصواريخ ومنع تهريب الأسلحة.
ألف مقابل واحد
لكن هناك هدف آخر يناقشه كبار العسكريين الإسرائيليين وهو إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي اختطفته حماس قبل عامين ونصف.
وحسب الكلمات التي استخدمها الميجر جنرال أوزي دايان المستشار السابق للأمن الوطني، فإن هذا الهدف ربما لا يكون واجب عسكري بل “أخلاقي”.
ويعتقد دايان أن هدف إسرائيل العسكري يجب أن يتجاوز إيقاف الصواريخ إلى اعتقالات جماعية، مضيفاً “إنها فرصة جيدة لاعتقال ألف عضو من حماس، وذلك سيكون كافياً للتعجيل بعودة شاليط إلى إسرائيل”.
إضعاف حماس
ربما يتوقع البعض أن يعبر هؤلاء الضباط المتقاعدون عن أنفسهم بثقة ووضوح، وهذا توجه في طبيعة كبار الضباط.
ربما يفكر اولمرت في عزل حماس نهائيا عن حكم غزة
لكن الجنرال إيلاند يحذر من تفكير رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت في إزاحة حماس نهائياً من إدارة قطاع غزة.
ويضيف إيلاند قائلاً “ربما يكون ذلك خلق للفوضى، وليس من الضروري أن يكون هذا الخيار أفضل من إضعاف حماس، هذه على الأقل ستكون حكومة واحدة لديها شيء لتخسره، لديها شيء لتقوله لمواطنيها”.
وعلى كل حال فإن الأهداف العسكرية وحجم العمليات العسكرية سيقررها رئيس الوزراء وكبار المسؤولين، وعليه
م أن يستفيدوا من الدعم الشعبي القوي داخل إسرائيل.
م أن يستفيدوا من الدعم الشعبي القوي داخل إسرائيل.
لكن كل العسكريين يتفقون على أن أمام إسرائيل ايام قليلة فقط على أكثر تقدير لتحديد أهدافها النهائية وانتشار قواتها.
وفي هذه الأثناء يتزايد قلق العالم من تزايد عدد الضحايا الفلسطينيين، ويعمل الدبلوماسيون باجتهاد لوضع تفاصيل وقف إطلاق النار.
وكما قال أحد كبار الضباط الإسرائيليين فإن إسرائيل “ربما تمتلك كل الوقت في العالم، لكن العالم لا يمتلك كل الوقت لإسرائيل”