فقمة الدوحة قد القت المزيد من الضوء على حقيقة المواقف العربيه من الهجمة الصهيونية على غزة واكدت ان العرب منقسمين الى فريقين فريق يسير في المشروع الامريكي وفريق ممانع يدعم الصامدين في وجه المخطط الأمريكي والصهيوني الذي ياتى في سلم أولوياته قصم ظهر المقاومة وإنهاء وجودها على الأرض ، وقطع كل أمل بتحرير الأرض والمقدسات بالقوة ، ومن هنا أتت قيمة قمة الدوحة المباركة التي تنسجم في مواقفها المشرفة بكل أبعادها مع تطلعات الشعوب العربية وأمالها من قيادتها الرسمية لمواجهة الهجمة الشرسة الصهيونية على فلسطين
إن قمة الدوحة التي حاولت أمريكا واسرئيل وبعض الدول العربية تعطيلها ، تأتى دون شك في سياق دعم المقاومة بكل أشكالها وتسعى إلى توفير الغطاء العربي لصمود غزة في وجه العدوان الصهيوني الهمجي وهذا يجعل منها قمة مصيرية ومفصليه في تاريخ امتنا ،
ولاشك ان هذه القمة ايضا تكشف بكل وضوح عن وجوه أولئك المتخاذلين القابعين في الصفوف الخلفية على المسرح الأمريكي وقد ارتضو أن يكونوا كومبارس في مسلسل الإذلال الذي تقوده أمريكا وإسرائيل في حق امتنا العربية والاسلاميه
ومع أن الكارهين لهذه القمة قد فشلوا فشلا ذريعا في منع انعقادها وقد اسقطتهم الشعوب من حساباتها وتجاوزتهم بمراحل وفقدوا المصداقية واتضحت مشاريعهم ووساطاتهم وادعائئهم المفضوحة في نصرة أهل غزة المكلومين
الا ان هذا لايعني انهم سيقفون مكتوفي الايدي امام تنامي المد القومي والاسلامي الرافض للاستسلام والاملاءات الامريكيه الصهيوينه
وأنا كمواطن عماني اشعر بأسف عميق لقيام السلطنة بتخفيض مستوى تمثيلها في قمة ألكرامه المنعقدة في الدوحة إلى مستوى وزير مسئول !! بعد أن كانت قد أعلنت أن السيد نائب رئيس مجلس الوزراء سيمثلها في هذه القمة الهامة ، مما يجعل البعض يصنفها في قائمة الفريق الذي لا ينسجم في توجهاته وسياساته مع مشاعر الشارع العربي
فما الذي تغير بين صدور البيان وقمة الرياض الطارئة ؟؟؟؟
تلك القمة التي لم يكن لها لا لون ولا طعم ولا رائحة ولم تقدم مبررا منطقيها لانعقادها ، مما يعني أنها قد تكون الرصاصة الأخيرة في جعبة السعودية أرادت إطلاقها على قمة الدوحة على أمل إسقاطها وافشالها
، فهل ياتى التراجع العماني وتخفيض مستوى تمثيل السلطنة في قمة الدوحة في هذا السياق !!!
ان المتابع لقرارت السلطنة ومواقفها المشرفة يدرك انها كانت دائما قرارت نابعه من صميم المصلحة العمانية والعربيه ، خاصة تلك القرارات التي تتعلق بقضايا الأمة المصيرية ، ولم تكن السلطنة تخضع ابدا لأي ابتزاز أو ضغط في تحديد خياراتها ومواقفها ، و قد واجهت السلطنة دون شك ظروفا صعبة وضغوطا جمة في مفترقات كثيرة وكبيرة في تاريخ امتنا غير أنها كانت تحافظ دائما على استقلالية قرارها ووضوح رؤيتها ، وتثبت دائما بعد نظرها وانسجامها مع الشارع العماني ومواقفه المشرفة
فما الذي جد حتى تتراجع السلطنة عن موقفها السابق بالمشاركة في قمة الدوحة بوفد عال المستوى ، ولماذا تضع نفسها في موقف الضعيف التابع للنظام السعودي والمصري الذي يتعرض لنقد شديد من الشارع العربي
نأمل أن تكون هذه الكبوة في سجل الدبلوماسية العمانية الأولى والاخيره
والا نشهد مزيدا من هذه الكبوات في المستقبل وان تظل مواقف السلطنة
دائما وأبدا منسجمة مع الشارع ا لعماني