قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة ساهم في زيادة تهميش السلطة الفلسطينية وحركة فتح، ممثلة في الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث اعتبرت أن سلطة الرئيس عباس من أكثر الأطراف المتضررة من العدوان، كما توقعت ألا تكون نتائجه في صالح السلطة.
وقال تحليل لصحيفة نيويورك تايمز إن السلطة الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس، وحركة فتح يجري تهميشهما مع كل يوم من أيام الحرب الجارية على قطاع غزة، حتى في المدن الفلسطينية في الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.
واستدلت النيويورك تايمز باتهام المحتجين في الضفة الغربية على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للرئيس عباس بعدم القيام بما يكفي لإيقاف المذبحة الجارية في القطاع، مشيرة إلى أن قوات شرطة السلطة الفلسطينية استخدمت الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين.
وأضاف التحليل، الذي أعدته إيزابيل كريشنر: “كلما سقط المزيد من القنابل في غزة، كلما بدا أن دعم حماس يزيد على حساب السلطة الفلسطينية، التي تعتبر بالفعل فاسدة ومعزولة عن الفلسطينيين العاديين”.
وأضافت التايمز أن “إسرائيل، بموافقة ضمنية من مصر والولايات المتحدة، لوضع السلطة الفلسطينية في قلب برنامج طموح لإعادة بناء غزة، وإدارة مساعدات إعادة الإعمار وتأمين حدود غزة، لكن هذه الخطة تثير المزيد من التشكك بالفعل”.
واستشهدت الصحيفة بالمحلل والكاتب الفلسطيني المستقل غسان الخطيب الذي قال: “السلطة الفلسطينية هي واحدة من أكبر الخاسرين في هذه الحرب، فكيف يمكنها حصد مكاسب في حرب هي واحدة من بين ضحاياها؟”
ووصف الخطيب فكرة وجود دور للسلطة الفلسطينية في غزة ما بعد الحرب بأنها فكرة “سخيفة وساذجة”.
وقالت نيويورك تايمز: “منذ بدأت حماس حكمها الفردي لغزة في صيف 2007، حاولت إسرائيل والغرب إثارة سكان غزة ضد حماس من خلال حظر اقتصادي وعزل دبلوماسي، ورغم وجود غضب بالتأكيد ضد حماس بين سكان غزة فإن هذا الغضب لا يقارن بجوار الغضب تجاه إسرائيل والغرب وما يراه البعض تآمرا من فتح مع هؤلاء الأعداء”.
وقالت الصحيفة إن الرئيس عباس وأنصاره، الذين لم يدخلوا غزة منذ 2007 بعد سيطرة حماس على القطاع، يأملون الآن في أن تكون مبادرة وقف إطلاق النار التي تقدمت بها مصر وسيلة لمنحهم موضع قدم في غزة.
وقالت الصحيفة إن ما يعزز من ضعف موقف السلطة الفلسطينية هو المأزق الدستوري الذي يواجهه الرئيس عباس، حيث انتهت ولايته فعليا في 9 يناير الجاري، وإعلان حماس منذ عدة شهور عدم اعتداها به رئيسا بعد نهاية ولايته.
وأضاف التحليل أنه رغم إعلان عباس عن عزمه الدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة فإن هذا الخيار يتضمن مخاطرة بالنسبة للسلطة أيضا، حيث فازت حماس في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 2006.
وحتى إذا نجحت إسرائيل في إسقاط حماس، فإن أحدا، بحسب نيويورك تايمز، لا يستطيع أن يملأ هذا الفراغ وإلا فإن أهالي غزة سوف يعتبرونه جاء على دبابة إسرائيلية.