ارجوكم يا عالم من كل قلبي ان تتوقفوا عن النفاق .. ان تتوقفوا عن الكذب .. ان تتوقفوا عن المتاجرة بدمي .. انا غزاوي من خزاعة .. وانا من التوام، من البريج، من بيت حانون، من جباليا، من رفح من.. من تل الهوى.. انا من مات اطفاله أمام عينيه .. انا من ينتظر موت من تبقى من عائلتي .. انا من أتلقى صواريخ وقنابل العدو بصدري العاري ..انا من خرجت زوجة اخي بعد صلاة الفجر تبحث عن رغيف خبز لمن تبقى من اطفالنا، فقتلت في الطريق وبقيت سبعة ساعات ملقاة على الارض ولم نستطع انقاذها .. انا من ماتت امي على ركبتي ولم اتمكن من الاتصال بالاسعاف، لانه لا يوجد عندي رصيد في هاتفي، ولا استطيع الخروج الى الشارع لأصرخ مناديا على الناس.
انا من لا يجد اطفالي كسرة خبز او قطرة ماء.. ولا تجد اختي المصابة بمرض السكر دواء فذهبت بغيبوبة منذ ثلاثة ايام .. انا لا اعرف ما يدور خارج دائرة النار التي تحيط بمنطقتي .. فلا كهرباء ولا ماء، ولا نستطيع ممارسة ترف شرب كوبا من الشاي او القهوة، فليس لدينا غازا للطبخ منذ اكثر من شهر، ولا يوجد عندنا ما نطبخه او نأكله .. لا يوجد عشرة شواكل ولا عشرة دولارات في منزلي .. ولا املك سيارة او شقة او بيارة .. انا غزاوي عامل فقير بسيط .. والله هذه حالنا..
فلا تتاجروا يا تجار الدين، والدم، والأنفاق، بدمي .. لا تطالبوني بالصمود .. لا تبنوا أمجادا على موتي وجوعي وجثة أمي وأطفالي .. انا لست صامدا .. انا لست صامدا .. انا أسيرا.. بل قتيلا .. بقرار منكم وبصواريخ عدوي وعدوكم ..
ليس من حقكم ان تطالبوني بالصمود .. وانتم هاربون .. وكيف اصمد .. وأنا لا أملك شيئا من مقومات الصمود..!!
ولا تستغلوا ايماني العميق بالله لتتلوا على ايات القران الكريم، تحثوني على الصمود والصبر.. فانا اقول لكم ان اطفالي قتلوا بين يدي وأمي لفظت انفاسها الاخيرة على ركبتي .. فماذا وفرتم لي حتى اصمد .
والله ضحكت من أعماق قلبي حتى كادت تصيبني الهستيريا وانا استمع للشيخ اسماعيل هنية وهو يقول من مخبأه “ان صمودكم هو صمود الهي” .. والله انك لا تقول الحقيقة يا شيخ مسلمي غزة .. بل انه صمود من قلة الحيلة .. صمود الضعيف .. صمود انتظار الموت..
كما ضحكت من اعماق قلبي عندما قال جارنا انه سمع بالراديو ان كتائب القسام دمرت دبابة للعدو .. يا فرحتي أصبحت حياة كل ألف غزاوي تساوي دبابة اسرائيلية ..!!
انا اصرخ بوجوهكم .. نحن نموت .. هل تعرفوا ما معنى نحن نموت .. وتقولوا دمرتم دبابة للعدو ..!!
ابنة اخي جاءت تبكي هلعا وتقول ” عمي صحيح بدهم يبدأو الحرب البرية” هدأت من روعها وكذبت عليها، بان قوات المقاومة ستمنع العدو لو حاول التقدم برا وتهزمه، فلا تخافي، الم تسمعي عمك الشيخ خالد مشعل وهو يرحب بالقوات البرية، ويهددهم بقوله ان قوات القسام ستأخذكم أسرى مثل شاليط ..!، فعمك الشيخ ابو الوليد لا يكذب يا حبيبتي والعدو يأخذ كلامه على محمل الجد، فهو يعرف ان عمك الشيخ لا يكذب، وانه اذا قال فعل..!!
فلتصمدي يا ابنتي فما النصر الا صبر ساعة هذا ما قاله عمك الشيخ هنية.
يا زوجتي الحبيبة يا أم فادي تحملي واصمدي واصبري ذهب الكثير ولم يبق غير القليل .. ان النصر اصبح اقرب من أي وقت مضى .. هكذا قال رئيس الوزراء الذي انتخبتيه واعطيتيه صوتك، وزعلت منك حينها وقلت لك “هادول” ناس لا يوثق فيهم ، بتستاهلي يا ام فادي اصبري اصبري .. واصمدي.. حتى لا يظهر الشيخ مشعل كذاب الم يقل ” ان شعبي صامد ويلقن العدو دروسا في الصمود”..!! يلا يا ام فادي تعالي نلقن العدو دروسا بالصمود .. فالفنانين المصريين ايضا طالبونا بالصمود ، الم تشاهديهم يتظاهرون عند الهرم ويتغنون بصمودنا ..!! وها هم الصحفيين في الاردن يعتصموا امام مقر نقابتهم يدبجون الخطب الرنانة عن صمونا، ما بيصير نخذلهم يا ام فادي.
حل عني يا ابو فادي راح تجنني .. شو بتقول لي صمود صمود واصمدي .. واصبري .. انا اصمد واموت انا واولادي واهلي وجيراني..؟ وزعمائك يتسكعون في دمشق وبيروت والقاهرة .. انا ما عندي اعمل لاولادي فنجان شاي يأكلوا معه الخبز، والنسوان الفلسطينيات في عمان الغربية يروحوا يحضروا حفلة دبكة ..يدبكوا ويغنوا على وقع صمودنا، شفتهم شو كانوا لابسات..؟ حرام والله حرام ..!!، انا شو حزنت عليهم يا ابو فادي وهم يبكون على صوت الاغاني الحزينة وهي تزف الشهيد، انهم مثلنا تماما يا ابو فادي انهم صامدون تحت قصف الاغاني الحزينة، ونحن صامدون بوجه قصف الصواريخ الصهيونية، الحال واحد “مش بيقولوا وحدة وطنية”..؟؟
ثم لماذا لا نصمد ..؟ ولماذا نغضب يا ابو فادي..؟ هل لاننا لا نستطيع دفن موتانا ..؟ هل لأننا نتلوى من مغص معدتنا الفارغة ..؟ ونرتجف من الخوف ،، وتهتز عظامنا من البرد .. لماذا لا نصمد يا ابو فادي .. على الاقل نحنا في البيت 50 شخص، بعد
ان مات منا ستة، واذا متنا راح نموت جماعة .. “مش بيقولوا ان الموت مع الناس رحمة”..!!
ان مات منا ستة، واذا متنا راح نموت جماعة .. “مش بيقولوا ان الموت مع الناس رحمة”..!!
لا تبكي يا ام فادي .. يا حبيبتي لا تبكي يا زوجتي الطيبة .. خليكي قوية .. ها هي الامة العربية والاسلامية من المحيط الى الخليج ومعهم كل العالم خرجت في تظاهرات بأبهي حللها، الم تشاهدي المراة الفلسطينية في النرويج وواشنطن ترتدي الثوب الفلسطيني.. نعم نعم .. تظاهرت بالثوب الفلسطيني.. وهل هناك صمود وصبر وبطولة اكثر من ان ترتدي المرأة الفلسطينية الثوب الفلسطيني في واشنطن، ونيويورك وباريس واوسلو ..
“كله الا اوسلو يا ام فادي.. اوسلو تتظاهر .. هذا سيشرح قلب الدكتور عبد الستار قاسم وربيبته الدكتور ابراهيم حمامي، لان اوسلو تتظاهر. فعقدة القاسم والحمامي هي اوسلوا..
يا ابو فادي طز فيهم .. يا عمي احنا بنموت عارف شو يعني بنموت وبتقول لي بيتظاهروا..؟؟ دخيل الله يا عالم نريد من ينقذنا من يوقف موتنا .. ما بدنا لا مظاهرات ولا دعوات ولا بيانات ولا مؤتمرات..
لا تكفري يا أم فادي استغفري الله يا أم فادي .. الم تسمعي الشيخ هنية يقول ان هذا هو الصمود الالهي..!!
بعدين ما شفتي الفنانة الفلسطينية “العظيمية” ريم البنا وهي تغني للصمود في دمشق..؟ وما شفتي حضور الحفل بملابسهم الانيقة.. وحدي الله يا ام فادي .. بعدين الم تسمعي عبد الباري عطوان .. وهو يجعر كالبعير ويقول من لندن .. لو دمورا بيتوتنا لن نستسلم، الم تستمعي الى المدعو ياسر الزعاترة او الى المدعو عزام التميمي وغيرهم من منظري الاخوان المسلمين وهم يتحدثوا عن الانتصار الالهي الذي ستحققه حماس..!! اتقي الله يا ام فادي.
يا ابو فادي .. يا ابو اولادي .. والله فنانتك ريم البنا ما قدرت باغانيها بدمشق تصحي اختك فتحية من غيبوبتها، ولا كل مظاهرات لندن وباريس واوسلو وعواصم الغرب والعرب ان تحول دون وفاة أمك على ركبتيك، ولا كل الخراريف والشعوذة للمدعو عطوان او القاسم او حمامي ، ولا زعتر الزعاترة ولا استهبال التميمي حال دون قصف الصواريخ لابناءك التلاثة.
”اصحي يا فتحية اصحي يا اختي .. والا اقولك خليكي بغيبوبتك اريح لك عشان لما تموتي ما تحسي بشيء والله انت المحظوظة بينا لانك لا تحسي بشيء مما نحن فيه من مأساة”.
اسمعي اسمعي يا أم فادي هذا مسؤول كبير يخطب بالراديو اسمعي شو بيقول ” اننا ونحن نترحم على ارواح الشهداء في قطاع غزة الباسل فاننا نوجه رسالتنا الى كل أبناء شعبنا، إنكم وقد تركتم وحدكم في الميدان تواجهون آلة البغي والعدوان الإسرائيلية فعليكم بالثبات والصمود الذين عهدناهما فيكم، وأصبحتم بهما عنواناً لكل شعوب الأرض ، وعلموا المحتل درساً لا ينساه بان هذا الشعب عصي على الانكسار ولن يرضخ أبداً مهما استوحشت آلة القتل الصهيونية، وعلموهم أيضا أن كل شهيد يسقط فينا يزيدنا ثباتاً واستبسالاً ويقربنا أكثر من النصر، ان فرج الله قريب، وان نصر الله قريب” ….
يا الهي يا رب العزة ياخدك، وياخد كل من يشد على ايدك، والله يخلصنا منكم ويبعد شركم عنا، سامع يا ابو فادي شو بيطالبنا هذا المجنون ..!!
.. يا اخي حلو عنا اتركونا بحالنا احنا بنعرف كيف ندعي ربنا يساعدنا على الخروج من هالمحنة، وهي ليست محنة من الله كما يقول شيوخ حماس مشعل وهنية وابو مرزوق وشاويشهم نزال، انها محنة من صنعهم.
و”بنطمنكم ان الله سينجينا او بعضنا على الاقل من الموت لاننا نؤمن بالله ونحب الحياة ونكره الموت .. مع ان صوت القنابل لا ينبيء بخير .. ورائحة الموت لا تنبيء بخير .. ودعوات الصادقين اذا كانوا صادقين لا تأتي لنا بالخبز.. وكل اشكال ما يسموه تضامنا معنا لا يوفر لنا كوبا من الماء ..
فكم انتم شعوبا بخيلة حتى في تضامنكم معنا تتضامنوا بأرخص انواع التضامن .. تضامن صوتي لا يكلفكم شيئا.. ولا حتى دولارا واحدا .. تضامن رخيص، والاكثر منه رخصا ذاك التضامن من الكتاب والصحفيين ، يجلسون في الغرف المدفأة يدخنون السجائر ويشربون الشاي والقهوة والنسكافيه، وربما مشروبات محرمة والعياذ بالله ويدبجون مقالات الرثاء، وبرزت منهم كوكبة ابدعت في صياغة الخطابات الانشائية البكائية المبللة بالدموع، حزنا على اطفال غزة، ونساء غزة، واهل غزة، كتابات لا تسمن ولا تغني من جوع، ويعتبر الواحد منهم انه قام بواجبه وسجل موقفا ضد العدو، وساهم بالنصر الالهي الذي بشر به كبار الكهنة في حماس، ومن ورائهم الاخوان المسلمين.
ومنهم من قصف العدو بعبارات ما شاء الله، كل عبارة مما كتبوا قادرة على صد موجة من قذائف طائرة أف 16، ومنهم من تكفي عبارة واحدة مما يكتبون من ازالة الكيان الصهيوني من على وجه الارض.
ومنهم من تمزقت حنجرته وهو يتلو الدعاء تلو الد
عاء، ويبشر المؤمنين بالنصر المبين، وكما يبدو ان العدو الصهيوني اكثر ايمانا من شيوخ الاحزاب الاسلامية، والمنظمات والجماعات الاسلامية، لان ما يجري على الارض هو ان العدو هو الذي يحقق النصر، ويهزم اصحاب اللحى.. الا اذا اعتبروا ان مقتل اكثر من الف انسان وجرح اكثر من خمسة الاف شخص ليس له قيمة ولا أي وزن، وان النصر عندهم يتحقق اذا ما بقيت الزعامات واسرها وذويها على قيد الحياة، حتى لو ابيدت غزة عن بكرة أبيها كما قال الشيخ الهارب من الميدان اسماعيل هنية، او ضربت غزة بقنبلة ذرية كما قال المتخصص بالجهاد اللفظي عبدالله شلح.
عاء، ويبشر المؤمنين بالنصر المبين، وكما يبدو ان العدو الصهيوني اكثر ايمانا من شيوخ الاحزاب الاسلامية، والمنظمات والجماعات الاسلامية، لان ما يجري على الارض هو ان العدو هو الذي يحقق النصر، ويهزم اصحاب اللحى.. الا اذا اعتبروا ان مقتل اكثر من الف انسان وجرح اكثر من خمسة الاف شخص ليس له قيمة ولا أي وزن، وان النصر عندهم يتحقق اذا ما بقيت الزعامات واسرها وذويها على قيد الحياة، حتى لو ابيدت غزة عن بكرة أبيها كما قال الشيخ الهارب من الميدان اسماعيل هنية، او ضربت غزة بقنبلة ذرية كما قال المتخصص بالجهاد اللفظي عبدالله شلح.
يا ابو فادي والله حل لنا ان نرتاح .. حرام ان يظل شعبنا يذبح كالخراف كلما اراد رجلا في هذه المنطقة ان يصبح زعيما.
ابراهيم علاء الدين