أشرف المقداد
عندما نادى جورج بوش بصرخته المعروفة “إذا لم تكن معنا فأنت مع الإرهابيين”
فتح المثقفون في الغرب فاههم وتنادوا للقلم لوقف هذا المعتوه
استغربت آنذك وقلت في نفسي أنّ ردة فعلهم “زيادة حبتين” وأنا أتفهم أنّ عبارته هذه هي لرجل غاضب.
وأصر المثقفون على خطورة هذه العبارة وشرحوا أن هذا يعطيه ورقة بيضاء لوقف أي انتقاد أو أي وجهة نظر مختلفة تحت حجة الإرهاب ومحاربته.
ودارت الأيام وثبتت وجهة نظرهم والعالم شاهد نتيجة التطرف الأعمى من غزو العراق الى ابو غريب …الخ…الخ.
وكشعوب حرة وتعيش بالديمقراطية وقفت هذه الشعوب مع أنفسها وطالبت بجرد الحسابات مع حكوماتها ثم حمّلت مسؤولية الاخطاء والغباء لمن تعتقد أنه المسؤول وطردته “بالإنتخابات” وبغيره وآخر هؤلاء كان جورج بوش نفسه الذي يغادر البيت الأبيض بطرقة فيها الطرد أهون.
أما نحن والحمد لله فلا حساب ولاعذاب لا وبل لن نحاسبهم فقط بل علينا أن نقدسهم ونضعهم بمرتبة الانبياء الذين لا يخطئون وإن كنت “أبو عنتر” وتفزلكت” عن الهدف والنتيجة وأين وصلنا تنطح المتنطحون ونادوك بأقبح الالقاب وبشروك بجهنم وبئس المصير ثم أخرجوك عن دين آبائك وأجدادك ثم أفتوا بدمك ودم “يللي خلّفك”.
عندما قام بن لادن بغزوته لم يرتفع صوتاّ واحدا مطالبا بالحساب…..لما …وأين يأخذنا هذا
وأي مكسب نكتسبه ….وماهي النتيجة؟
عندما قام نصرالله “بغزوته” 2006 وتدمر نصف لبنان وقتل ألف ونيف من أبنائه
وخسر لبنان عشرات المليارات في هذه المغامرة….والنتيجة كانت مكانك راوح
فلم تتحرر فلسطين ولم تركع إسرائيل وما كانت النتيجة إلا وجود قوات أجنبية جديدة على أرض لبنان ومع ذلك …الحساب؟؟؟!!!
هل نستطيع أن نحاسب نصر الله ونسأله لما وكيف وما كانت النتيجة ثم إذا وجدنا أنه قد غامر مغامرة غير مشروعة بدمائنا وأطفالنا ونسائنا وأمولنا في سبيل أهداف لم تتحقق
أن نحضره إلى الحساب؟؟؟
طبعا لا …لا حساب ولا عقاب لا وبل نعامله كقائد عظيم ملهم لا يخطئ ونعتبر كل “متفزلك” كالداعي كخائن أفّاق فمثل نصر الله لايحاسبون
ثم يأتينا خالد مشعل (وما حدا أحسن من حدا) ويأخذنا وأطفالنا ونسائنا إلى المحرقة
ونترقب النتيجة وندعوا الله أن النتيجة تستحق هذه الدماء والدموع ولكن……
عندما سنصل إلى وقف اطلاق النار ونعود إلى ما كنا عليه فيما قبل لاوبل تجبر حماس على الرجوع لإتفاق 2005 مع السلطة الفلسطينية …لاوبل كما نصر الله نجد أنفسنا وبيننا قولت أجنبية جديدة….هل سنحاسبه؟؟؟
أم سنظمه إلى مقام القديسين مع حميمه نصر الله وبشار الأسد ونجاد الله؟؟؟
طالما ليس هناك حساب …طالما سيفرخ نصر الله ومشعل والأسد مثلهم
وطالما سنأخذ كالنعاج إلى المسلخ لنذبح قرابين لنرجسية وغرور هؤلاء
ولتتابع “إنتصاراتنا” التاريخية…التي بها سنتقدم إلى ….الوراء وستمتلئ المقابر بجثثنا شهودا على هذه الإنتصارات….ومعها القوات الدولية بالطبع…
أشرف المقداد