لم تشهد أي حرب أو هجوم عسكري في التاريخ قتل عدد كبير من الأطفال كتلك التي يشهدها الهجوم على غزة اليوم. ففي الأسبوع الثالث من القصف الإسرائيلي على غزة، بلغ عدد الأطفال القتلى أكثر من 280، بالإضافة إلى آلاف الجرحى. ومؤخراً، رفعت العديد من المنظمات الإنسانية الدولية صوتها عاليا مطالبة إسرائيل بوقف هذه الهجمات والسماح لها بتقديم العون والمساعدة لسكان القطاع. كما حذرت من إمكانية انهيار الوضع بشكل كامل، إذا ما تم وقف هذه الهجمات فورا.
من جانبها، حذرت سيغريد كاغ، المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من وجود مشاكل عدة في النظام الصحي بقطاع غزة، حيث أن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب المرضى، كما أنها تفتقر إلى معدات ومعونات صحية ضرورية لعلاج حالات النزيف، أو الجروح العميقة أو غيرها.
وأضافت: “هناك عدة مشاكل، فهناك مشاكل في النظام الصحي، ونظام توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى ضعف مستوى العلاج النفسي لعلاج الأطفال، علاوة على أن الصعوبات داخل قطاع غزة معروفة، فنحن نرى ذلك على شاشات التلفزة.”
وطالبت كاغ، في مقابلة خاصة مع CNN بالعربية، بضرورة تقديم العون للشعب الفلسطيني في غزة، وقالت: “نحن كهيئة أمم متحدة إنسانية نطالب بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وتوفير العلاج النفسي للأطفال، ومساعدات يومية ليعيش سكان القطاع بسلام.”
وأكدت سيغريد أن أعداد الأطفال القتلى في ارتفاع، وقالت: “حتى هذا اليوم ( 13 ديسمبر/ كانون الثاني)، ومع استمرار مظاهر العنف في قطاع غزة، بلغ عدد الأطفال القتلى نحو 285، بينما فاق عدد الجرحى نحو 1400 طفل، وبالطبع هذا أمر غير مقبول.”
ولا تفرق آلة القصف الإسرائيلية بين طفل ومسن، وامرأة ورجل، ومقاتل وطاقم طبي، حيث أن الجميع واقع تحت رحمة هذه الآلة، إلا أن كاغ أكدت سلامة طاقمها العامل في قطاع غزة، وأفراده الثمانية، ووجهت لهم الشكر، قائلة: “أود أن شكر كل طواقم اليونيسيف لقيامهم بواجبهم الإنساني.. فبدلا من أن يكونوا في منازلهم برفقة أبنائهم وعائلاتهم، قرروا تلبية النداء، ومساعدة سكان وأطفال قطاع غزة، رغم جميع المخاطر الأمنية، وصعوبة التحرك بسلاسة.”
إلا أن كاغ أكدت أن الجيش الإسرائيلي لم يستهدف أيا من أفراد طاقمها بشكل مباشر، رغم استهدافه طواقم أخرى، مثل الأنروا، حيث وصل عدد القتلى الأمميين حتى اليوم إلى خمسة ضحايا.
وحول دور اليونيسيف في قطاع غزة بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي، قالت كاغ: “سيعاني أطفال غزة آثارا نفسية جسيمة جراء مشاهد العنف التي يواجهونها يوميا، وبالطبع ستؤثر عليهم مستقبلا بشكل سلبي.. لذا فإننا سنعمل، بالاشتراك مع مؤسسات غير حكومية فلسطينية ذات علاقة بهذا الشأن من أجل التأسيس لبرنامج تأهيلي، يعيد للأطفال ثقتهم بأنفسهم وبمحيطهم.”
ولا زالت القوات الإسرائيلية تحاصر غزة برا وبحرا وجوا، لتحقيق أهدافها في “محو حماس عن وجه الكرة الأرضية”، إلا أنه لم يظهر حتى الآن ما إذا كان هناك سقف زمني لهذه المهمة.