فيما يواصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مباحثاته مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب، سعياً لوقف الهجوم على قطاع غزة، تعرض مجمع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، في مدينة غزة، للقصف من جانب القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى اشتعال النيران في المبنى.
وعلى الفور بادر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بإبلاغ الأمين العام للمنظمة الأممية، بأن قصف مقر الأونروا “وقع بطريق الخطأ”، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ على الفور إجراء تحقيق لمعرفة أسباب وقوع القصف.
وقال كي مون، في تصريحات للصحفيين من مدينة تل أبيب الإسرائيلية الخميس: “لقد عبرت عن احتجاجي الشديد للمسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية، وطلبت من السلطات الإسرائيلية تقديم تفسير كامل لأسباب القصف.”
وأدت الاشتباكات العنيفة بمحيط مقر وكالة “الأونروا” إلى اندلاع النيران في جانب من المبنى، دون توفر وسيلة لإخماد الحرائق، فيما أصيب ثلاثة من العاملين بجروح، وفقاً لما أعلنه المسؤول المحلي للأونروا في القطاع.
وأصيب المقر الرئيسي بشظايا قذيفة مدفعية جراء الاشتباكات المندلعة منذ صباح الخميس بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وفقاً لما أعلنه رئيس العمليات في الأونروا جون جينغ.
وأضاف جينغ أن ثلاثة من الموظفين العاملين في الوكالة أصيبوا جراء القصف، فيما اندلعت النيران في مستودع وورشة عمل تابعة لمقر الأونروا، دون توفر إمكانية للسيطرة على الحرائق، وبالتالي عدم القدرة على منع انتشاره لباقي المباني المحيطة بها.
وأوضح قائلاً: “إنه حريق هائل، ونحن لسنا قادرين على السيطرة عليه حالياً” مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ والإطفاء غير قادرة على الوصول إلى مقر الوكالة.
الحريق ناجم عن قذائف فسفور أبيض
وحذر موظفون في الأونروا من أن الاشتباكات الأخيرة تهدد بحدوث كارثة إنسانية، وخصوصاً أن مقر وكالة الغوث في غزة هو المقر الرئيسي للمساعدات في الأراضي الفلسطينية، كما أنه يشتمل على مستودعات للدقيق والوقود والأدوية وغيرها، وفقاً لجينغ.
وأضاف جينغ موضحاً “الغذاء والوقود والدواء كلها موجودة هنا”، مضيفاً أن ثمة 700 فلسطيني يتخذون من مقر الأونروا ملجأ لهم، وقال إن القصف المدفعي متواصل منذ ليلة أمس وصباح الخميس للمنطقة، ويتم من مناطق قريبة لا تبعد سوى كيلومترات قليلة.
وأضاف قائلاً إن موظفي الوكالة حددوا الإصابة بأنها ناتجة عن قذائف الفسفور الأبيض، المحظورة دولياً.
من جانب آخر، اتهم مراقبون تابعون لمنظمة “هيومان رايتس ووتش” إسرائيل باستخدام قذائف الفسفور الأبيض في غزة.
ورد مسؤولون إسرائيليون على اتهامات المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان بأن كل القنابل والقذائف التي تستخدمها في معاركها مع حركة حماس منسجمة مع القانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الأونروا، كريستوفر غينيس إن الوكالة حثت إسرائيل على وقف الاشتباكات قرب مقرها، لكنه لم يلق رداً من الجانب الإسرائيلي.
ولاحقاً، وردت أنباء صحفية عن تعليق الأونروا لعملياتها في القطاع.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تعليق عمليات الأونروا في الوكالة خلال الاشتباكات الدائرة، وكانت المرة الأولى عندما قتل سائق متعاقد مع الوكالة.
قصف برج “الشروق” وجريحان لقناة أبوظبي
كذلك تعرض برج الشروق، الذي يضم مكاتب صحفية ووكالات أنباء أجنبية، للقصف في غزة، مما أدى إلى إلحاق دمار واسع بالمبنى، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى.
وأكدت قناة أبوظبي تعرض مكتبها في غزة لقصف جوي نفذته طائرات إسرائيلية، وتسبب في جرح اثنين من العاملين بالمكتب، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” الخميس.
وأعربت قناة أبوظبي عن استنكارها لاستهداف الطائرات الإسرائيلية مكتب غزة للإعلام، الذي يقدم خدمات إنتاجية لشركة أبوظبي للإعلام بقنواتها التلفزيونية (أبوظبي الأولى وأبوظبي الإمارات وأبوظبي الرياضية) في قطاع غزة.
وأوضحت القناة أنه أثناء قيام الزميلين أيمن الرزي مدير المكتب، والمصور محمد السوسي، بتصوير القصف الإسرائيلي على حي “تل الهوا” المقابل للمكتب من الطابق الرابع عشر في برج الشروق، أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخاً بشكل مباشر عليهما ما أدى إلى انفجاره داخل المكتب وإصابتهما بشظايا في أنحاء متفرقة من جسديهما، وقد تم نقل المصابين إلى مستشفى الشفاء في غزة لتلقي العلاج.
وأفادت الأنباء أن المبنى يضم مكاتب وكالة رويترز للأنباء، التي ذكرت أن أياً من العاملين فيها لم يصب بأذى جراء ذلك، في حين أصيب اثنان من العاملين في مكاتب تلفزيون أبوظبي، وتم نقلهم إلى المستشفى للعلاج.
وأكدت وكالة AFP تعرض مكاتبها لنيران أسلحة القوات الإسرائيلية في مكان آخر في غزة، وطالبت بالوقف الفوري لإطلاق النيران على تلك المكاتب، مشيرة إلى أنها مكاتب تابعة لوسائل الإعلام الأجنبية.
إسرائيل ستحقق بالأمر
وفي مقابلة مع CNN قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، إنه ليس لديه علم عن الجهة التي أطلقت النار على مقر الأونروا، مشيراً إلى أن بلاده ستحقق بالشكوى التي تقدمت بها الأمم المتحدة حول تعرض المقر لقصف إسرائيلي.
وأضاف إنه ليس لديه أي معلومات عن قصف لأحد المستشفيات في غزة.
كذلك قال إن القوات الإسرائيلية تستخدم أساليب “جراحية” في قتالها لحركة حماس.
اندلاع اشتباكات عنيفة
تشهد غزة منذ صباح الخميس هجوماً مكثفاً، وخاصة في منطقة تل الهوى، غرب مدينة غزة، حيث تدور معارك شرسة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية.
ونقلت مصادر محلية في غزة أن الدبابات الإسرائيلية توغلت في غزة، حيث وصلت إلى محيط الأبراج السكنية في تل الهوى، وبالقرب من الجامعة الإسلامية، فيما تشارك الطائرات الحربية الإسرائيلية في عمليات قصف جوي، ما أدى إلى إصابة العشرات من الفلسطينيين، فيما غادرت مئات العائلات المنطقة بحثا عن أماكن أكثر أمناً.
وقالت المصادر “إن قوات الاحتلال كثفت من قصفها المدفعي في المنطقة المذكورة، ما أدى إلى إحراق مئات المنازل، وإصابة عشرات المواطنين دون تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة لنقلهم إلى المشافي،” وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأفادت الوكالة أن عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم العشرين على التوالي ارتفع إلى 1066 قتيلا و4600 جريح.
“وقف العدوان” بكل الوسائل
من ناحية ثانية، دعا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس إلى “وقف العدوان” بكافة الوسائل الممكنة.
وقال عباس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع&#
160;وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، الخميس “إن المهم الآن هو وقف العدوان، وهو ما نركز عليه، بعد ذلك يأتي موضوع الحصار والمعابر والانسحاب وموضوع المصالحة الوطنية.”
160;وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، الخميس “إن المهم الآن هو وقف العدوان، وهو ما نركز عليه، بعد ذلك يأتي موضوع الحصار والمعابر والانسحاب وموضوع المصالحة الوطنية.”
وأضاف: “إن كلمات الإدانة لا تكفي لما حصل من عدوان غاشم على القطاع، والمجتمع الدولي لا يقبل بهذا العدوان، لذلك هناك ضرورة لاستعمال كل الأساليب لوقف هذا العدوان، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.”
بدوره قال الوزير الاسباني، إن المجتمع الدولي كله بانتظار وقف اطلاق النار في قطاع غزة، لذلك قررنا المجيء والمشاركة في المحادثات من أجل التوصل إلى هذا الهدف، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.