نشر رئيس تحرير “السياسة” الكويتية هذا المقال في جريدة الاهرام المصرية ووجهه إلى الرئيس مبارك يطلب منه المغفرة لجهل الشعوب ولإجرام حماس..
مقال لم يجرؤ اكثر الصحفيين المصريين نفاقا لمبارك كتابته، لكن لله في صحفيين الكويت شؤون..
تفضلوا واقرأو:
أحمد الجار الله : اعذرهم يا سيادة الرئيس… الجهل أعمي بصيرتهم
اغفر لهم أيها الرئيس مبارك أنهم لا يدرون ماذا يفعلون, اغفر لهم واعذرهم علي جهلهم, واعذرنا نحن عن صمتنا عليهم, اعذرنا ولا تستمع أو تلتفت إلي كلام السفهاء منا, وإذا سمعت أو قرأت كلام أولئك الغاوين فلا ترد عليهم, فالسكوت في مواقع الصغائر خير من الإجابة.
كثيرون هم السفهاء في عالمنا العربي, وقد دمروا بعض بلادنا, دمروا تلاحمنا وثقتنا ببعضنا, دمروا حياتنا الاجتماعية واقتصادنا, دمروا كل عوامل قوتنا, ولم يكتفوا بما فعلوا فهم ماضون في غيهم, حتي بات خطرهم كبيرا بعدما استطاعوا غسل أدمغة الناس بطروحاتهم الهدامة, حتي وإن كان هذا الغسل مؤقتا, إذ سرعان ما يكتشف الناس أنهم ضحايا أوغاد ساسة باعوا أوطانهم وشعوبهم لمصالح خارجية لا تهزها الدماء المسفوحة في حروبهم العبثية.
اعذرهم أيها الرئيس مبارك وانظر إلي غزة لتري كيف ضحي هؤلاء الاوغاد بأرضهم وبشعبهم ليستدروا بعض عطف العالم العربي, من خلال الدمار وشهداء تلك الأرض الطيبة.
اعذرهم ولا تؤاخذنا علي غيهم, فنحن ندرك تماما أن الذين اختاروا الجحور وحروب الفنادق ــ لا الخنادق ــ يدارون من إيران وينفذون سياستها, ويجترون فكرها وعقيدتها, وهم ظنوا ان صلاح الدين الأيوبي الذي حرر بيت المقدس أصله من فارس, وأن قطز الذي هزم التتار وحمي مصر وبلاد الشام في معركة عين جالوت أصله من طهران, وأن قياداتنا علي مر التاريخ كانوا يدينون بالولاء والطاعة لأبناء فارس!
اعذر خطيئتهم أيها الرئيس مبارك, فوالله اننا نحن الصامتين ـ ونحن كثر بل نحن الأغلبية ـ علي قناعة تامة أنك تجسد النقاء العربي بكل تجلياته, وأنك تعيش الصبر علي المكاره وعلي إفك المغرضين لعل قومك يدركون.
يحمل المغرضون علي مصر ورئيسها, ولا ندري ماذا يريد أغرار السياسة هؤلاء من وراء حملتهم تلك التي يتجاهلون خلالها أن لحلفائهم حدودا مع فلسطين صدأت أقفالها منذ عقود, ولم ينتصر أولئك الحلفاء للشعب الفلسطيني الذي يدفع وحيدا ضريبة الدم والدمار.
هل يريد أولئك المتحاملون علي القاهرة أن تحارب بدلا منهم في وقت سارع فيه هؤلاء إلي نفي مسئوليتهم عن اطلاق الصواريخ العبثية من جنوب لبنان علي إسرائيل؟ بل سارعوا إلي لعن الذين أطلقوا الصواريخ واتهموهم بأنهم أرادوا من ورائها أن تضرب إسرائيل لبنان وتدمره.
ماذا يريد هؤلاء؟ هل يريدون إعادة خلط الأوراق في العالم العربي علي أمل ان يفوزوا بورقة ضغط ممهورة بدماء الأبرياء والدمار المريع؟
اعذرهم أيها الرئيس مبارك, فالسماح من شيم الكبار, وأنت الكبير في مواقفك رغم خطورة ما يريده اولئك الحاقدون, هم يريدون ان تكون انت بطل العبور والسلام دمية في أيديهم, لا بل لعبة في أيدي ملالي إيران, تفتح لهم عاصمة بلادك بدراهم من المال الطاهر والنظيف, يريدون أن تتحول مصر وشعبها إلي أداة في يد المتعاونين معهم, وهو تعاون يهدفون من ورائه ان تتحول مصر ولاية إيرانية كما تحول جنوب لبنان, وكما تحولت سوريا قلب العروبة النابض محطة إنذار مبكر لملالي طهران.
تريد طهران أن تكمل زحفها إلي شواطيء البحر الأبيض المتوسط وشواطئ البحر الأحمر, وأن تبسط نفوذها علي بلادنا العربية كلها, وتستعين علينا بحفنة من ابنائنا الذين يسعون إلي ترويج مخططات الملالي بالكلام المعسول حي
نا, وبالإغراءات المالية احيانا, لكن الزبد يذهب جفاء, والواقع المرير يبقي هو الحقيقة المرة الماثلة بالضحايا والدمار, ومازلنا نتذكر كيف أتحفنا زعيم العبثية الإيرانية في لبنان حسن نصر الله بمقولات النصر الإلهي الذي تحقق علي إسرائيل في حرب تموز يوليو2006 لكن هذا الهراء ما لبث أن تبدد مع واقع الدمار الذي ألحقه العدو الصهيوني بلبنان, ليقول نصر الله في اعتراف ـ قد يتكرر مع حماس غدا ـ لو كنت اعرف أن إسرائيل ستدمر لبنان بهذا الشكل إذا قمت بأسر اثنين من جنودها لما قمت بعملية الاسر.
نا, وبالإغراءات المالية احيانا, لكن الزبد يذهب جفاء, والواقع المرير يبقي هو الحقيقة المرة الماثلة بالضحايا والدمار, ومازلنا نتذكر كيف أتحفنا زعيم العبثية الإيرانية في لبنان حسن نصر الله بمقولات النصر الإلهي الذي تحقق علي إسرائيل في حرب تموز يوليو2006 لكن هذا الهراء ما لبث أن تبدد مع واقع الدمار الذي ألحقه العدو الصهيوني بلبنان, ليقول نصر الله في اعتراف ـ قد يتكرر مع حماس غدا ـ لو كنت اعرف أن إسرائيل ستدمر لبنان بهذا الشكل إذا قمت بأسر اثنين من جنودها لما قمت بعملية الاسر.
لقد ظن بطل النصر الإلهي المزعوم أن أسر اثنين من جنود العدو هو لعبة اعلامية يمكن أن يضحك بها علي ذقون الناس ويتاجر بها لكسب المزيد من المؤيدين, خصوصا في صفوف البسطاء, لكن الثمن كان غاليا, ومن دماء الناس وممتلكاتهم, ولم تستفد حماس من الدرس نفسه بل وقعت في الفخ عينه, ووفرت بصواريخها العبثية ـ التي لم تتجاوز مفاعيلها الصدمات النفسية في صفوف الإسرائيليين ـ المبرر الذي منح إسرائيل شن هجومها المدمر علي قطاع غزة, كما منحها صك براءة من مسئوليتها عن إراقة الدماء الفلسطينية, بذريعة أن ما يحصل هو دفاع عن النفس أقرته كل المواثيق والأعراف الدولية.
عذرا يا سيادة الرئيس فنحن نعيش تحت وطأة إرهاب فكري يريد من خلاله الممسكون بسيوف الحرب استثمار الدماء الزكية المهدورة في غزة لمصالح باتت مكشوفة وعزاؤنا ثقتنا بالله وبالحكمة القائلة إن الزبد يذهب جفاء وان زبد هؤلاء المغرضين سيرتد عليهم, وسيعرف آباء الشهداء وعائلاتهم أنه قد غرر بهم وسيقوا إلي حرب دفعوا فيها دماءهم ثمنا لمصلحة بعض القوي الإقليمية التي تضمر الشر لدولنا العربية, فنراها تهدد ولا تنفذ, تشعل الحروب وتتركنا وحدنا ندفع الثمن بعد ان تحولنا إلي دروع بشرية لأفكارها ولتصدير ثورتها إلي بلداننا والعالم.
لقد دخل التتار بغداد عندما خان أحد أعوان السلطان العباسي بلاده, والآن يدخل التتار الإيرانيون بعض بلداننا بعون من بعض ابنائنا الذين خانوا العهد, وأعمي الجهل بصيرتهم.
اغفر لهم يا سيادة الرئيس وادع الله ان يهديهم حتي يدركوا هول ما يفعلون ويكتب بدعائك لهم الرشاد, ولنا الفرحة بعودة الابن الضال.