منـير مزيـد
” يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى غزة”
إذا صـرخ دمّـي
مَـنْ يـا تـرى يَسْمعُـه …؟
جاؤوا لإشْعال المحرقةِ
وحـوش الحرب المفـترسة
يـرفعون أشرعتهم الدموية
شهوتـهم للدمِّ أشـد عنفوانـاً
جـنونـهم للقتـل يدفعهـم
للانتحار…
اقْتُلُواْ
احرقْوا كما تشاؤن
لن نركع
كل طفل فلسطيني صار المسيح…
في غـزة
تسـتفيق كُـلّ الأحـزان
و الآلام
أيقظتها ضجيج الأقدام الهـمجية
و أيـاد كثيرة ملوثة بالخيانة
تحاصر منازل الملائكة
تشارك في زرع الجوع و الموت
تحطم آمال الخلاص…
آه يـا حلمي الملتهب
ما أطـول الموت
و ما اقصـر الحـياة
أتريد مني أن أختصر عذاباتي ؟
منذ مولدي
أعيش في دوامات الشتات
تطاردني أشباح القتـل..
في غـزة
دمـوع النوارس تروي الحكاية :
أطـفال يصعـدون إلى السماء
ملائكة
يمنحون القداسة و الاحتفال
للأرض .. للسـماء
يفرشـون درب القيامة
بشقائق النعمان
دمـاؤهم وشاح أحمر
يلون خارطة الكون
أمهاتهم يكسرن مرايا العالم
المشوهة الخرساء…
يشعلن مواقد الفجر…
و في المدى الواسع تصيح عصافير الحزن
تسحب سقف السـماء الملطخ بالدم
تزحف المعجزات
تلمع في الدموع .. في الدماء
تـلد العالم من جـديد…
آه يـا غـزة ما أبسط المعجزة
حين تصيح العصافير
توقظ الحلم من الضـريح
لـ يضيئ عتمة الخوف المتورم فينا…
اقْتُلُواْ
احرقْوا كما شئتم
لن نركع
“إني أنبئكم اليوم أنكم لا محالة ستهلكون”
ستهلكون
كل طفل فلسطيني صار المسيح
و مريـم بصبـر الأنبياء
تستعد أن تؤذن للصلاة في القدس…