كشفت مسؤولة أمريكية بارزة لاول مرة علنا أنه جرى تعذيب معتقل مشتبه به في معسكر سجن جوانتانامو الحربي. فقد صرحت سوزان جيه كروفورد، التي كانت أكبر مسؤول بإدارة بوش المكلف بالبت فيما إذا كان يجب تقديم المعتقلين المشتبه بهم في جوانتانامو إلى المحاكمة من عدمه، لصحيفة واشنطن بوست بأنها رفضت محاكمة مواطن سعودي يدعى محمد القحطاني لانه تبين أن استجوابه ينطبق عليه التعريف القانوي للتعذيب.
ونقلت الصحيفة عنها قولها إن القحطاني، الذي يزعم أنه خطط للمشاركة في هجمات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر في الولايات المتحدة لكن لم يحصل على تأشيرة دخول للبلاد، تعرض للسجن الانفرادي لمدة طويلة والحرمان من النوم وتجريده من ملابسه وتركه في العراء وسط جو قارس البرودة الامر الذي عرض “حياته للخطر”.
وأضافت كروفورد وهي مفتشة سابقة بوزارة الدفاع الامريكية ” البنتاجون” “الوسائل التي استخدموها كلها مصرح بها لكن الطريقة التي استخدمت بها اتسمت بالافراط في العدوانية و الاستمرار لفترات طويلة للغاية. والمرء هنا يتبادر إلى ذهنه التعذيب ويتبادر إلى ذهنه تعرض فرد ما لنوع من الاذى الجسدي البشع لكن المسألة هنا لا تتعلق بأي فعل معين بل خليط من الاشياء انطوت على تأثير طبي عليه وأضرت بصحته. لقد انطوى ذلك على انتهاك للقواعد ولم يكن هناك داع له كما انطوت على قسر واضح. والتأثير الطبي هو الذي دفعني إلى حد” وصفه بالتعذيب .
وقال التقرير إن القحطاني جرى تهديده أيضا بإطلاق أحد الكلاب البوليسية عليه واجباره على ارتداء الملابس الداخلية للسيدات واقتياده في أنحاء إحدى الغرف وهو موثق بمقود وإرغامه على أداء حركات الكلاب.
وجاء هذا التقرير في ظل تزايد التأكيدات من أن أول إجراء سيتخذه الرئيس المنتخب باراك أوباما هو إصدار أمر تنفيذي بإغلاق السجن الشهير سيئ السمعة.
وقالت كروفورد إن الوسائل العنيفة التي استخدمت ضد القحطاني اعتمدها وزير الدفاع في ذلك الحين دونالد رامسفيلد. وأضافت “الكثير من هذا حدث تحت بصره”.