غردت قطر من جديد خارج سرب الخليج وبالتحديد السعودية حين دعت لعقد قمة عربية.. وازدادت الخلافات وتعززت الانقسامات.
صحيفة القيس الكويتية كتبت عن تداعيات هذا الخلاف حول قمة اشعلت الحروب قبل عقدها
كتبت ليلى الصراف:
ما سرّ الدعوة القطرية لعقد قمة عربية طارئة يوم الجمعة المقبل، وهو الموعد المحدد لاجتماع وزراء الخارجية العرب في الكويت، لبحث مأساة غزة؟ وعلى اي اساس وجهت قطر دعوتها لقمة تسبق قمة الكويت بــ 48 ساعة؟
مصادر خليجية رفيعة المستوى، كشفت لــ«القبس» ابعاد الدعوة القطرية، وقالت: «ان المشكلة بدأت عندما فوجئت قطر بإجماع خليجي في قمة مسقط على رفض دعوتها لعقد قمة طارئة، وبعدما فشلت الدوحة في الحصول على اجماع خليجي، ومن بعده عربي، قررت التحرك عبر محاور اخرى لتثبت رؤيتها بشأن لعب دور في القضايا العربية.
وتضيف المصادر ان القطريين، ولمجرد الاعلان عن اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الكويت صباح يوم الجمعة المقبل، سارعت الى تقديم دعوة لاستضافة قمة عربية طارئة في الدوحة، وفي يوم اجتماع وزراء الخارجية العرب نفسه، مشيرة الى ان قطر عبرت عن رفضها للاجتماع الوزاري بالدعوة لهذه القمة.
وحسب المصادر الخليجية المطلعة، فإن الكويت ودولاً خليجية ابلغت قطر استياءها من توقيت الدعوة للقمة الطارئة، ووصلت رسالة واضحة الى المعنيين في قطر بأن دعوتهم للقمة لا يمكن ان تفسر الا بأنها رسالة غير ايجابية، هدفها عرقلة قمة الكويت واظهار الموقف العربي بأنه منشق في ما يتعلق بقضية غزة تحديدا.
وأضافت المصادر ان الرد القطري كان غير مقنع بقولهم ان قمة الكويت مخصصة للقضايا الاقتصادية، لكن رد المسؤولين الكويتيين والخليجيين على هذا المنطق كان: قمة الكويت ستناقش كل القضايا، وفي طليعتها غزة، وقد اجريت اتصالات واستعدادات مع عدد من الدول، ومن بينها قطر، لبحث غزة والاجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة آلة الدمار الاسرائيلية.
وهنا رد القطريون بالقول ان عقد قمة منفصلة يخصص لغزة سيعطي نتائج أفضل.
وقد جاء الرد الكويتي الخليجي على هذا المنطق القطري بالتالي: «قمة الكويت تحظى باجماع عربي، وليس عليها أي جدل أو خلاف، وبمعنى أدق لن تكون قمة بمن حضر، بل قمة كل العرب، وهي قمة جامعة للتضامن العربي وقضايا العرب، وعلى رأسها قضية غزة».
واضافت المصادر الخليجية ان قمة الكويت لا تندرج في اطار المتاجرة السياسية والصفقات على حساب الابرياء، متوقعة ان ينعكس الموقف القطري على العلاقات القطرية مع دول مجلس التعاون الخليجي ككل، اذ ان الدعوة القطرية، وفقا للمصادر، هي محاولة واضحة لعرقلة قمة الكويت، التي تعتبر بمنزلة شمعة للتوافق وسط الظلام العربي الدامس.
واشارت الى ان قمة الكويت هي قمة الانسان العربي البسيط الذي يأمل ان تخرج بقرارات تصب في مصلحته بعيدا عن المزايدات السياسية. واعربت المصادر الخليجية عن املها في ان تخرج بعض الدول العربية من وهم انها تمثل الضمير العربي وحدها.