بقلم: محمد عايش
لا قيمة مطلقاً للقمة العربية الطارئة التي ستنعقد في الدوحة، اذا لم تنتهِ الى قرار واضح وصريح وحازم بادانة النظام المصري الذي يغتصب السلطة بالقوة ويسوم المصريين والفلسطينيين سوء العذاب، ووصل به الحال الى المشاركة المباشرة في المذبحة الوحشية على غزة.
ليس مطلوباً من هذه القمة أن تنتهي بادانة العدوان، فكل القادة الحاضرين أدانوا مسبقاً هذا العدوان وأعلنوا مواقفهم الواضحة منه، كما ليس مطلوباً أن يطالبوا بوقف اطلاق النار، فقد طلب مجلس الأمن ذلك ولم يستجب الوحوش الاسرائيليون المدعومون من طرفين عربيين.
المطلوب وبكل وضوح من القمة الطارئة اذا قُدر لها أن تنعقد، واذا قُدر للزعماء العرب أن يجتمعوا؛ المطلوب أن يصدروا قرارا بطرد مصر من الجامعة العربية، ونقل مقر الجامعة الى أي عاصمة أخرى، لحين تحرر المصريين من هذا النظام الحالي الذي باعهم وباع قضايا الأمة نظير الاحتفاظ بمصالحه الضيقة.
القمة العربية الطارئة في الدوحة يجب أن تكون “قمة الفرقان” تماماً كما أن الحرب في غزة معركة فرقان وفصل؛ فهذه القمة فضحت المتباكين على فلسطين والمنافقين السماسرة الذين يتاجرون بدماء غزة، وفرقت بينهم وبين أولئك الذين تحركوا فوراً بحرارة الدم العربي الأصيل، كما فعل سمو أمير قطر الذي أرسل بطائرات الاغاثة قبل بيانات التنديد.
لا يظن أحد أن الانقسام العربي حيال هذه القمة هو أمر بغيض أو ظاهرة سيئة، وانما هو واحد من أفضل ما أنتجته الحرب الوحشية على غزة، فمن كان يتوقع أن وجوه العملاء والمأجورين ستكون بالسواد الذي هي عليه اليوم، ومن كان يتوقع أننا سنصل الى مرحلة فاصلة يصطف فيها من هم مع قضيتهم المركزية ومن هم ضدها؟ ومن هم مع شعوبهم ومن هم ضد هذه الشعوب؟
لتنعقد هذه القمة العربية، ولتكن تاريخية بالحاضرين وبالقرارات، ولتشاهد الشعوب العربية قياداتها وحكوماتها لأن ساعة الحساب لهذه الأنظمة وهؤلاء القادة قد لا تكون بعيدة.