أثار تشبيه أحد قيادات الفاتيكان لأوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة بمعسكرات الاعتقال النازية استنكار يهود أمريكا، حيث وصفت منظمة يهودية أمريكية نافذة تصريحات مسئول الفاتيكان بالمشينة والمخزية، داعية الفاتيكان إلى إدانتها. ومن جانبه قال أبراهام فوكسمان، مدير رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة أمريكية موالية لإسرائيل: “إنه لأمر مشين ومخز أن يقوم مسئول رفيع بالفاتيكان بتوظيف صور الهولوكوست في الإشارة إلى محاولة دولة إسرائيل الدفاع عن مواطنيها ضد حماس”.
وكان الكاردينال ريناتو مارتينو، رئيس مجلس العدالة والسلام في الفاتيكان ومبعوث الفاتيكان السابق لدى الأمم المتحدة، قد قال في تصريحات لوسائل إعلام إيطالية إن الأوضاع في قطاع غزة “تشبه أكثر وأكثر معسكرات الاعتقال” في إشارة إلى معسكرات النازية،
وأضاف فوكسمان، في بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: “نحن نأمل أن يقوم الفاتيكان بإدانة علنية لتصريحات الكاردينال وأن يوضح أن المقارنات بين الاضطهاد المطلق للهولوكوست النازي والموقف المعقد في غزة هو أمر لا يليق ومهين”.
وكانت رابطة مكافحة التشهير، المعروفة بتأييدها للاحتلال الإسرائيلي، قد رصدت مظاهر الاحتجاج التي قام بها الأمريكيون خلال الأيام الماضية اعتراضا على العدوان الإسرائيلي على غزة، وأشارت إلى أن تشبيه إسرائيل بالنازية والوضع في غزة بالهولوكوست كان من أبرز الانتقادات التي وجهها المتظاهرون في الولايات المتحدة لإسرائيل.
وأشارت المنظمة، المتخصصة في رصد الانتقادات الموجهة لإسرائيل وتصويرها باعتبارها معادية للسامية، إلى أن المتظاهرين الأمريكيين شبهوا ممارسات إسرائيل بأفعال هتلر، كما شبهوا النجمة اليهودية بالصليب المعقوف شعار النازية.
وقال فوكسمان: “إن المقارنة بين الدولة اليهودية وهؤلاء الذين ارتكبوا أكبر فعل معاد للسامية في تاريخ العالم ليس أمرا محايدا أو غير عاطفي، فهذه تهمة توجه بشكل عمدي لليهود في محاولة لربط ضحايا الجرائم النازية بالجناة النازيين، ويؤدي إلى التقليل من أهمية واستثنائية الهولوكوست”.