حسين حرفوش
قال لي صاحبي هل تصدق أن هناك من يقول: (( ليس من المصلحة انتصار حماس على إسرائيل !!)).. قالها .. وهو يظن أنه وجه لي ما سأعجز عن تفسيره .. فأجبته بمقولة أشد .. ووجهت له ما جعله ..فاغرا فاه ..فاتحا عينيه .. رافعا حاجبيه .. ضاربا كفا بكف من الدهشة والاستغراب إذ قلت له : وهل تصدق أن هناك من يقول: (( إن مصلحة إسرائيل..تقتضي .. بقاء حماس .. ولكن بشرط أن تكون ضعيفة!! )).. وعندما رأيته من فرط دهشته .. سيسرع في الظن السيء بي ..متهما إيَّايَ بالعمالة .. أو بالعبط والبلاهة ..فأسرعت موضحا السبب ..ولكن قبل أن أخبره به.. أهمس لك عزيزي القاريء ..بأنني لست كاتبا سياسيا .. ولا أفهم فيها .. ولا أعرف دهاليزها..كما أنني لست صاحب اتجاه سياسي ..ولكن كما يُقال ( كثرة الهم ..تعلم البُكَا ).. ولما أبطأت على صاحبي.. وَكَزَنِي في كتفي منبها .. قائلا :اذكر السبب !! فأخبرته أن السبب يذكره الشاعر حيث يقول :
((هَـبَّتْ الرِّيحُ ..فَـمَلاَّحٌ بَـكَىَ عندَ مَـسْـراها..ومَـلاَّحٌ شَـكَرْ@.. ليسَ في الرِّيـحِ .. ولكنْ في هَـوَىَ الأَنْفُسِ مَـا سَــاءَ .. وسَــــــرْ )).. فتململ صاحبي .. قائلا :أطلب منك ذكر سبب سياسي .. أو شبه سياسي حتى.. فتقول شعرا ..فقلت:أولا.. لأن الشعر بضاعتي..وثانيا: لأنه الإجابة الواقعية على المشهد الذي تراه .. فالمقولتان .. يا عزيزي صادقتان من وجهة نظري ..لأن كل مقولة تتفق مع هوى أنفس قائليها .. هكذا نظر الملاَّحون إلى الريح في بيت الشاعر يا صاحبي .. فالأولى تتمنى وترجو القضاء على حماس لأنه انتصار لتيار تبغضه !!والثانية ترى في بقاء حماس ولو بقاء رمزيا محدودا .. تكريسا للصدع الفلسطيني ..الذي يغتال الحلم الفلسطيني في وحدة الصف وقيام دولة .. ولذلك ستتم .. دائما .. عرقلة الدعوة لوحدة الصف الفلسطيني .. والعربي .. ويتم عرقلة عقد مؤتمر قمة عربية.. دعا إليها مخلصون .. لعل وعسى .. والذي على الأقل كان سيجعل لنا أمام مجلس الأمن رؤية واحدة.. أو يبرد من النار المشتعلة في صدور تلك الشعوب التي فقدت الأمل أو كادت في حكامها .. مبادرة عربية .. حتى ولو كان لونها أسود.. وليس أزرق كما قيل .. ولكن أعذار العجزة ..اليائسين حتى من أنفسهم دائما ..حجر عثرة في الطريق.. لأنهم من خلف الستار ..أو بالأصح الجدار !! يريدون استمرارا .. حتى يعطوا فرصة .. للثور..لكي يكمل الطحين في غزة .. إذن لكم الله يا أهلنا في غزة .. وقعتم بين أقدام ثور اسرائيلي .. وفيل.. وحمار أمريكي.. ومكر ثعالب من الشرق والغرب .. ونباح …. وصياح…. وأنا وغيري ممن لا يملكون إلا القليل لكم ..فوجئت بعدما جهزت ثوري واجتهدت في تقديم العليقة له لكي يشتد عوده .. وعقدت عليه الرجاء .. فوجئت بأنه بلا قرون .. وأن قطي الذي فرحت فانتفاشته..و ولمعان عينيه ..وخفته أنه أصبح بلا مخالب .. وديوكي .. دجاجات .. !!
ثم قلت لصاحبي .. هكذا هبت الريح .. وهكذا نظر هؤلاء وأولئك إليها وهكذا كانت أمانيهم ومازالت ..تجاه الشرفاء .. قد تبدو مختلفة ..ولكنها تتفق في شيء واحد وهو أن يظل الشرفاء دائما ضحايا ….!!! وما إن انتهيت ..حتى وجدت صاحبي رافعا صوته .. مستخدما ضمير الجمع !!
يا (ولاد الإيه.. يا هؤلاء ..ويا أولئك!!) .. عايزينهم دائما ضحايا .. لرغباتكم .. !!).. وراح يضرب كفا بكف .. ويردد قول الشـاعر .. وأنا معه .. ((هَـبَّتْ الرِّيحُ ..فَـمَلاَّحٌ بَـكَىَ عندَ مَـسْـراها..ومَـلاَّحٌ شَـكَرْ @.. ليسَ في الرِّيـحِ .. ولكنْ في هَـوَىَ الأَنْفُسِ مَـا سَــاءَ .. وسَــــــرْ ))..!!!
حسين حرفوش
شاعر وكاتب مصري مقيم في قطر