ما من كائن حي عاقل فوق البسيطة،عربي كان أو أعجمي، مسلم أو مسيحي أو يهودي الديانة أو ملحد أو من عبدة البقر، صديق هو أو عدو،يذكر فلسطين دون أن تسترجع ذاكرته صورة أبو عمار”عرفات”،بلحيته التي تعلوها الكوفية الفلسطينية ذات الدلالة الوطنية والرمز الثقافي الكبير، بالنسبة للشعب الفلسطيني،إنها دليل ثورة وصورة قائد استوحى تنظيم ترتيب المقاومة من إيمانه العميق وعبقريته وتفكيره السديدين، كان دون منازع منار الثورة ومحور اللملمة ورص جهود الوحدة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
لما قرأت تحليلا للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، مساء الاثنين، “أن القمة العربية يوم الجمعة في الدوحة لن تكون فقط لمطالبةمجلس الأمن بتطبيق البند السابع من القرار 1860 المتعلق بوقف إطلاق النار.بل قد يتمخض عنها إضافة إلى ذلك قرار الانسحاب من المبادرة العربية التي دعت للتطبيع مع إسرائيل” أدركت أن العدو الإسرائيلي يعرف مواطن ضعفه، ويعي جيدا المواقف التي تضر أهدافه، وتأكدت إنما فشل العرب في عدم القدرة على توحيد الرؤى أو تخاذل لعض القادة في زمن الردة والرداءة .
تذكرت أبو عمار حين استطاع مع كوكبته أن يرصد الدعم العربي كاملا خلال مؤتمر الرباط في أكتوبر عام 1974م، والذي جاء بعد تسعة شهور عن قمة الجزائر، وشاركت فيه جميع الدول العربية ومن بينها الصومال التي تشارك لأول مرة في مؤتمر قمة عربي. ومن قرارات هذه القمة:
-01- التحرير الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة في عدوان جوان 1967م، وتحرير مدينة القدس، وعدم التنازل عن ذلك.
-02- تعزيز القوى الذاتية للدول العربية: عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا. وتجنب المعارك والخلافات الهامشية.
-03- اعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحديا للشعب الفلسطيني.
-04- توثيق الصلة والتعاون مع المنظمات والمحافل الدولية.
-05- تقدير الاحتياجات السنوية لدعم دول المواجهة عسكريا.
-06* إنشاء صندوق خاص للإعلام العربي.
هذه القمة التي كانت مقرراتها في طريق التطبيق حتى قبل انعقاد القمة،بومدين أمم المحروقات وتوجه لاستعمال ورقتها، والملك فيصل عمل في عام 1973م على تعزيز التسلح السعودي، كما قام على تصدر الحملة الداعية إلى قطع النفط العربي عن الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل في نفس العام. و هو صاحب المقولة المشهورة التي قرع بها شيطان الشرق الأةس” هنري كيسينجر” وزير خارجية أميركا حيث قال حين قال له:(هل ترى هذه الأشجار..،لقد عاش آبائي وأجدادي مئات السنين على ثمارها. ونحن مستعدون أن نعود للخيام ونعيش مثلهم، ونستغني عن البترول، إذا استمر الأقوياء وأنتم في طليعتهم ،في مساعدة عدونا علينا”الأمر الذي جعل مجلة التايمز الأمريكية تصفه «رجل العام» لسنة 1974م…
ففي اعتقادي أن القمة الطارئة المزمع عقدها في قطر ستكون ناجحة إذا اعتمدت المادتين الأولى والثانية من مقررات مؤتمر طانجة مع تغيير طفيف كالتالي::” 01- التحرير الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة منذ عدوان جوان 1967م إلى اليوم، وتحرير مدينة القدس، وعدم التنازل عن ذلك.
02- تعزيز القوى الذاتية للدول العربية: عسكريا ، واقتصاديا ، وسياسيا. وتجنب المعارك والخلافات الهامشية.
وإضافة مادة جديدة “تسخر كل الآمكانات والقوى الذاتية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فورا وقبل أي تفاوض مع إسرائيل وعملائها.
لقد فتحت الحرب على غزة باباً جديداً وبوجه جديد للصراع مع إسرائيل تجاوز باب التفاوض والعملية السلمية واللجوء إلى مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، فهل سيذهب القادة الفلسطينيون وهم مجتمعين ومعهم قادة الدول العربية،وهم مصممين على انتزاع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ؟.هل تحضر صورة أبو عمار مؤتمرا حاسما هذا الأسبوع؟.هل أذرك شانئه، ومن انتقدوا حماس أن ما أخذ بالقوة لا ولن يسترد إلا بالقوة؟لقد باتت مسألة التهدئة منتهية لا جدوى منهابعد الذي الحرب البربرية التي سلطت الشعب الفلسطيني.الأعزل المحاصر في غزة لشهور عدة. وعزم الصهاينة على العنصر العربي الإسلامي في غزة،انظر ما يقول الصهيوني” افيغدور ليبرمان”: إن شعب إسرائيل لن يكون في أمان ما دامت حماس تحكم قطاع غزة وعلينا الاستمرار في الحرب حتى إنهاء والقضاء على حماس”. والحل عنده هوما فعلته الولايات الأمريكية المتحدة مع اليابان في الحرب العالمية الثانية..؟
اليوم وقد انكشفت النوايا السيئة للغرب في تعامله ،وهاهو يسوي بين المجرم والضحية ، ويرفض الإدانة بل يغض الطرف عن جرائم الحرب القائمة التي تحرمها قوانينهم لأن فاعلها إسرائيل. .
محمد بوكحيل