بقلم : امينة عودة
يبدو أن الاستفزاز الدولي والضغط على الفلسطينيين، ومشاعرهم والاستهتار بأرواح وما ملكت أيمانهم، وإباحة حمام الدم الجاري، وما تطلقه جهنم إسرائيل على غزة، بموافقة عصابة متمردة على المنظومة البشرية، ينطوي على دفع الفلسطينيين وأصدقائهم نقل المعركة لساحات أخرى، بحثا عن مبرر للعودة لشن حرب سياسية ودبلوماسية على منظمة التحرير وشعبها ووضعها في قفص الاتهامات التي لا تليق إلا بمحتل يشن حربا على شعب اعزل، وعلى حركة مقاومة تصد ارتال من الدبابات والطائرات والبوارج حفاظا على كرامة شعبها، بأبسط ما يمكن أن يسجل في قاموس الأسلحة التي شهدها التاريخ المعاصر.
اللعبة الدولية والقرار الصادر عن مجلس الأمن والامتناع الأمريكي عن التصويت لا مكانة له على الأرض، ومن ساهموا في إصداره، وكأن المجلس نذر نفسه للوقوف في وجه القضايا العادلة ومحاربتها ومجاملته، بمواقف لا تغني ولا تسمن. الحرب تأخذ أبعادها والعدوان يدخل مراحل جديد، وكأن العصابة الدولية متعطشة لابادة شعب، لتواصل أعمالها ونشاطاتها لرفع سقف ميزانية هذه الجهة البائسة وتغذية جيوبها من غنائم ثمنها قتل أطفال رضع، والتي قررت أن تطير بيانا، يساوي ما بين القاتل والضحية، وذهبوا في استراحة، لمتابعة فيلم يغذي رغبتهم العارمة في القضاء على قضية تقارعهم منذ عشرات السنين، وعلى رأسهم يسير الأشرار الإسرائيليين، من بينهم اولمرت وليفني وبارك، الذين داسوا على ميثاق الأمم المتحدة بوحلهم وإجرامهم.
ليس بجديد أن نقول أن الأمم المتحدة ومنذ زمن بعيد، أظهرت فشل ذريعا في مهمتها الأساسية ذات العلاقة بالسلم والأمن الدوليين، وحماية الشعوب والوقوف لجانب الحق، فما يحدث على الأرض يتناقض تماما وجميع ما صدر عنها من مشاريع لحماية حقوق الإنسان، يبدو أنها جاءت غطاء لتوطيد الاستعمار وليس لدحره.
اليوم على الرغم مما صدر من قرار بائس بشأن الحرب على غزة وغياب آليات تطبيقه، فأننا نتهم مجلس الأمن بالتواطؤ، ويبدو انه لفظ أنفاسه الأخيرة، ومهمته الوحيدة والقابلة للتنفيذ، تشريع شن الحروب كما حدث ضد العديد من الدول وعلى رأسها العراق، والجميع شاهد على أداء هذه المؤسسة العمياء والصماء.
ما يجري لا يتناقض مع ما يحاك سرا من كوابيس للشعب الفلسطيني، قراءة بسيطة لما يدور في خاطر الساسة في الأسرة الدولية، تؤكد أن السيناريو مفضوح ومكشوف. حماية الشعب الفلسطيني وكرامته مطلب الملايين من أبناء البشر، وبتقديرنا هناك ما يعزز التوجه نحو قلب المعادلة رأسا على عقب على مستوى الشرق الأوسط، وساحات أخرى، لإحداث أجواء ارتجاجيه تحمل ما تحمل من ردود فعل يستنكرها ما هب ودب من مجتمع الديمقراطية والعولمة.
إذا ما طرحنا سؤال بديهي على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وما لف لفيفهم، هل تتوقعون من الشعب الفلسطيني وحلفائه، صمتا مطبقا، والالتزام بما على جاء على لسان سيدنا المسيح عليه السلام إذا ضربك أخوك على خدك الأيمن فادر له الأيسر، ولكن سيدنا المسيح لم يقل إذا ضربك عدوك!!!!
الكاتبة صحفية فلسطينية