د. ظافر مقدادي
وضعَ السلامُ أوزارَه…
ثلاثةُ جدرانٍ تحتضنُ مرحاضاً.. ولوحةٌ معلقةٌ على فراغٍ حيث كان الحائط الرابع الذي دمّره القصف.. والمرحاضُ يُفضي الى بالوعةٍ تصبّ في قصرٍ على نهر النيل.. وفي المرحاض جلس صبيٌ يعاني من الإمساك.
في مقدمة اللوحة لونٌ أسود يوحي بأنه طاولة.. ومن الطاولة يشرئبُ لسانٌ أحمر بشكل ميكروفون.. وفي خلفية اللوحة تداخلت ألوان صفراء وبيضاء مُلطّخة باللونين الأزرق والأحمر تُذكّر الصبي الجالس في المرحاض بمخلوقات حيوانية طوطمية تبدو أنها ثعالب او حمير او ذئاب.. ولكنها بكل تأكيد من الثَديات، وعددها أربعة… وأحد هذه الثديات الأربعة، ويبدو أنه ذَكَرٌ، يقف خلف الميكروفون وكأنه يُدلي بتصريح.
وصلَ الى مسامع الصبي صوتُ المذياع من المطبخ: إذا كانت المقاومة ستفني الشعب الفلسطيني فلا نريدها..
استجاب بطن الصبي الجالس في المرحاض للضغط المتواصل فتغلب على امساكه مصحوباً بدوي صوت الغازات.. وتململت الثديات الأربعة في اللوحة المعلقة على الفراغ نتيجة اهتزازها بفعل دوي صوت غازات الصبي..
وتابع صوت المذياع: اليوم انتهت ولاية السيد الرئيس الذي مدد رئاسته بانتخاباتٍ أدلت فيها الدبابات بأصواتها..
استسلم بطن الصبي الجالس في المرحاض للضغط المتواصل فأخرج كل ما في بطنه مصحوباً بدوي صوت الغازات، وارتاح من الإمساك.. وسحب الصبي ذراع الشطافة ليجرف الماءُ اخراجاتًه ولوحةَ الثديات الى البالوعة التي تصب في القصر الذي على نهر النيل..
خرج الصبي من المرحاض صائحاً: وجدتها… وجدتها..
أهلاً بكَ يا سلاحي…
مجلة الفينيق الثقافية/ هيوستن